الرئاسة بانتظار السيطرة على حلب أو….

لماذا تمّ تأجيل موعد انتخاب رئيس إلى مدّة أطول من المعتاد إذا كانت هناك بوادر أمل لإجراء هذا الاستحقاق

البعض ردّها لإعطاء الوقت الكافي ليتمّ الإتفاق على رئيس ينتخب وينهي الأزمة القائمة، وكأنّ من يتحاور قادر على حلها واقتناص فرصتها.
البعض الآخر ردّها لإستحقاق جلسة انتخاب هيئة مكتب مجلس النواب التي أصبحت أتفه استحقاق حيث أنّها فقدت مبرر إجرائها لأنّها كانت في الماضي حدثاً، ولأنّها كانت متزامنة مع انتخاب رئيس للمجلس ونائب رئيس.

وهيئة مكتب الرئيس اليوم  أبدي سرمدي ونائبه كذلك أمّا فريق عمله لا يقدم ولا يؤخر .
سبب التأخير قد يكون بانتظار مستجدات ما في الصراع السوري أنا كمتابع ليس هناك ما يدفعني للإعتقاد أنّه سوف يكون هناك انتخاب رئاسة في لبنان بمعزل عن أزمات المنطقه وتحديداً الحرب السورية.
البعض يعتقد وأنا منهم أنّ حلب هي آخر المعارك الكبرى في سوريا، سقوط حلب لايعني انتهاء الحرب لأنّ التفاصيل ستجعل منها تستعر في بعض الأماكن لتثبيت مواقع وممرات ووصل حدود باخرى.  ولكن الخط العريض لمشروع الدويلات سيصبح جاهزاً.
الموقف الأميركي الحالي هو المماطله لتمرير الوقت تحضيرا للإدارة الجديدة وبما ان اوباما لايملك أية قدرة على المضي باي استراتيجية لمستقبل المنطقة، فهو بات ينكفئ كدور وأصبح لا يملك اي وسيلة ضغط الا التمنيات وبداء يعمل على طريقة الحفاظ على ماء الوجه.
بالامس اتصل كيري بنظيره الروسي ليطلب منه عدم الإفراط بإستعمال القوة في حلب وخصوصاً مع تحرك البابا في  هذا الاتجاه كذلك أوباما الذي اجتمع بكل دوائر الأمن القومي، وقد فشل أمس وهزم أمام الكونغرس الذي أطاح به ومنعه من استعمال
حق الفيتو.

إقرأ أيضاً: مسرحية حزب الله لإبعاد عون عن الرئاسة: الوفاء لنبيه بري!

هنا يسود الاعتقاد أنّ الإدارة الأميركية في حالة جمود حتى وصول الإدارة الجديدة وهذا ما يجعل للروسي حرية الحركة.
اليوم نرى الروسي صاحب القرار بعد أن أعطى التركي مبتغاه وقد يعطي اسرائيل أيضاً دويلة على حدودها مستقبلاً كما خططت لها مع الأميركي سابقاً، للروسي اليوم الدور الأهم وخصوصاً الانفراد بالساحة وتقرير مصيرها وتوزيع حصصها حسب المشاريع الساعي إلى تنفيذها قبل عودة الشريك الأميركي مجدداً،  لذالك هو في عجلة من أمره حتى أنّه رفض هدنة انسانية
لمدة اسبوع اقترحها الاميركي، إذ بالنسبة له أيّ هدنة هي إضاعة للوقت لذلك يظهر أنّه أخذ القرار بإنهاء موضوع حلب حتى لو جعل منها أرض محروقة.
أنا شخصياً أعتقد أنّ مرد هذا التأخير مراهنة على الوقت لمعلومات أو لتوجيهات مِن مَن لا يريد أن يمر هذا الاستحقاق قبل انجلاء الصورة في حلب بخطها العريض وليس التفاصيل،  لذا أرى أنّه إذا تمكن الروسي وحلفاؤه من السيطرة على حلب في خلال
هذا الوقت المعلن عنه لتمرير الإستحقاق الرئاسي سيمر لأن الشرط  سيكون انخراط لبنان في مشاريع التفاصيل والتي قد تكون رئاسته لغطاء معنوي ولو شكلياً.

إقرأ أيضاً: كل قارئ عزاء يتغافل عن أطفال حلب حزبي مأجور
أمّا إذا بقي الوضع في حلب على حاله دون سيطرة الفريق الروسي وحلفائه فلن ننعم بانتخاب رئيس لأنّه قد يُحد من هامش حركة المشاركين  في هذه الحرب على اعتبار أنّه سيكون رئيس لدولة تنأى بنفسها عن الصراع دون أن تتصدى لمن يشارك ولكن قد تفقده الغطاء السياسي على المستوى الدولي.

السابق
كل قارئ عزاء يتغافل عن أطفال حلب حزبي مأجور
التالي
4237 شهيداً قد سقطوا جراء الغارات الروسية التي انطلقت قبل عام