(ويكفيني).. لو أنه نشيد إيراني هل كان حرّمه الشيخ كوراني؟

حيدر خليل
فيديو كليب راق مرتب، بكلمات ليس فيها أي إساءة لأحد، حيث خرج فريق عمل كبير ليرفع عن مسامع بعضا من أناشيد شعبوية فوضوية، ذات كلمات شعاراتية. لكن، ومع هذا لم يعجب البعض ممن لهم سلطة على الناس في التفكير فماذا جرى؟

شغل ولا يزال فيديو كليب (ويكفيني) للمؤدي حيدر خليل بال الملتزمين أي المتدينين – الذين يحرم عليهم سماع الأغاني والموسيقى سوى الإيرانية التي تنال جوائزعالمية- منذ فترة ليست بالقصيرة.

اقرأ أيضاً: ناشطون هاجموا «السيد سامي خضرا» لأنه أهان «غير المحجبات»!

وأعتقد، جازمة، لو ان الفيديو كليب، المستهدف اي “ويكفيني” قد صدر عن مؤسسة فنية ايرانية لكان من حرّمه وإعتبره غير شرعيّ أخذ بمدحه من على المنابر لما فيه من رقيّ وجمال وخدمة للرسالة الإسلامية الفنية الهادفة!!

ولكان امتدح التصوير والعباءة والحركات والكلمات، ولكان شدد على اهمية الالتزام فيه الح…

ومن المعروف انه سابقا غنت الفنانة الملتزمة جوليا أغنية راقية وجميلة عبارة عن رسالة تبادلها الأمين العام لحزب الله والمجاهدون خلال حرب تموز 2006 وحولها الشاعر غسان مطر الى قصيدة غنتها جوليا بطرس ومع هذا منعت عن البث في قنوات المنار والنور وغيرها ممن يتبع سياسة الحزب الملتزمة. علما انها تبرعت بكامل مردودها الى عوائل الشهداء.

ينقل الفيديو كليب قصة زوجة شهيد ووفائها، وهي معاناة لا يتعرف معناها سوى زوجات الشهداء. ويشكّل هذا الكليب نوعا من تعبير عن أزومات تعيشها الأرملة بسبب حبها لزوجها الغائب–الحاضر.

“ويكفيني” كليب للمنشد حيدر خليل، إخراج: محمد رضا طبوش، اداء: حيدر خليل، مساعد مخرج: كريم عبد الله، مدير التصوير:إبراهيم زعيتر، مصور: حسن الغول، مدير انتاج: محمد أسعد، منتج منفذ: زينب عبد الله، إضاءة: عامر احمد علمي، تصوير فوتوغرافي: زينب/كريم، تمثيل: راشيل الحسيني، مراقبة النص: كريم عبد الله مونتاج: محمد رضا طبوش، ترجمة: رانيا مهدي، عزف بيانو: عباس رحال، ألحان وتوزيع: محمد عليق.

وقد اصدر الشيخ حسين كوراني فتواه، بعد جدل طويل ووجهه للجمهور الملتزم ، في فيديو انتشر عبر الواتسآب يحرم فيه “النشيد المصوّر” السابق الذكر.

وذلك في رد مباشر وقاس ومحدد ضد الشيخ حسان عبدالله، الذي افتخر أن إبنته لها يد في هذا الفيديو، كونها المنتج المنفذ له.

واشتعلت مواقع التواصل بين مؤيد ومعارض. ومن يتابع الفيديو كليب لا يرى فيه اي خدش للحياء لا بالكلمات ولا بالتصوير ولا بالإيحاءات، مما يعني ان الجهات المولجة بتقرير حرمة شيء من عدمه تود استمرار إقفال الباب على الثقافة الفنية الراقية.

وهنا نماذج من الجدال على مواقع التواصل الإجتماعي وبالطبع ستشتعل هذه المواقع أكثر فأكثر بعد الفتوى التحريمية تلك.

وكان الشيخ الشاب أحمد حويلي قد تعرّض سابقا لحملة مشابهة كونه تعاطى الأناشيد الصوفية مع بعض الفنانين المعروفين في الساحة الفنية اللبنانية، وبات اليوم يطل على اهم المسارح في العالم باشعر الصوفي الراقي الذي يمتدحه العلماء الدينيين في ايران والعراق.

فمتى سيتحرر الناس من ثقل هذه الفتاوى الاعتباطية؟

اقرأ أيضاً: السيد سامي خضرا يضرب مجددا: لا ينبغي للشيعة الحديث عن المحبة والسلام!

السابق
المخابرات الأميركية تتوعّد البغدادي: سنقتله بعد أسابيع
التالي
دفن شيمون بيريز… دفن زعامات أيضاً