ولحزب الله في حلفائه شؤون

الأرجح أنّ الرئيس نبيه بري سيسعى قدر ما يستطيع في تأجيل انتخابات الرئيس، هو عيّن الجلسة بعد 33 يوماً من جلسة الأمس، وكأنّه يذكر بحرب 33 يوماً في تموز 2006 بين اسرائيل ولبنان، 33 يوماً بالنسبة للجنرال عون هي أشدّ وأقسى من حرب تموز على الجنرال الذي وقف بقوة إلى جانب حزب الله، ولم يهتز تحالفه مع الحزب وهذا دين ورصيد لعون لدى حزب الله وزعيمه وجمهوره.

لكن الرئيس نبيه برّي له رأي آخر لم يؤجل الجلسة 21 يوماً بل 33 يوما، وكأنّه يقول صار وصول عون الى الرئاسة أصعب من السابق. يحق للرئيس بري أن يعترض ويستخدم ما يملك من صلاحيات لكي يوجه رسائله السياسية، إذ يدرك الرئيس نبيه بري إنّ العلاقة مع الجنرال عون ليست علاقة ودّ ولا تراحم ولا يسودها انسجام. ويلمس الرئيس نبيه بري بفطنته وبعلاقاته أنّ حزب الله لا يبدو شديد الحماس على انتخاب عون أو أيّ رئيس في هذه المرحلة. لذا هو سيضرب عصفورين بحجر واحد، سيتصدى للجنرال عون الذي لن يكون سلس الانقياد هذا من جهة، وفي نفس الوقت يخفف عن حزب الله احراجاً أمام عون، وبالتالي يؤخر الاستحقاق قدر ما يشاء ربما سيطرأ جديد يغير معادلة الرئاسة.

بري وعون يخوضان حرب 33 يوماً بلا اعتراض من حزب الله. وبانتظار انجلاء غبار المعركة يخلق الله ما لا تعلمون …ولحزب الله في حلفائه شؤون.

السابق
رفيق الحريري حيّ حتى في ضمائركم المعذبة
التالي
نرجس محمدي… طلبت الحرية في إيران فسجنوها 10 سنوات