تجارة الحصار والموت في مضايا برعاية حزب الله: الملح بـ 200$، والحليب بـ 150$

عام ونصف، والحصار مطبق على مضايا وبقين والزبداني، أكثر من 40 ألف نسمة يرزحون تحت رحمة النظام السوري وحزب الله، ويصارعون المرض والجوع والقنص والألغام المزروعة.

لم يقم النظام السوري وحليفه حزب الله بإبادة مضايا والمدينتين المجاورة لها، الزبداني وبقين، وإنّما قررا القضاء على الأهالي والثوار ببطء، عبر حصار لا إنساني يمنع المواد الغذائية والصحية وكلّ ما هو أساسي عن السوريين المؤيدين للثورة والمطالبين بإسقاط النظام.

مأساة مضايا لا تزال تتجدد، والصور المفجعة التي ما زالت شاهدة على الإجرام لم تحرك المجتمع الدولي كما يجب فظلّت مساعداته شحيحة لا تسد رمق ولا تمنع وباء.

الملح في مضايا بـ 100$، والحليب بـ 150$، وبين جشع حزب الله الذي فرض سطوته بعدما اتخذ مواقعاً للنظام السوري وبين التجار، فقط الشعب السوري من يذبح حيّاً.

هذا الواقع تفاقم مع عدم إمكانية افتتاح موسم المدارس وافتقاد حق التعليم وذلك بعدما انتشر وباء السحايا وفقدان مستلزمات العلاج، وقد سجل منذ بداية هذا الشهر أكثر من 18 إصابة، في ظلّ الحصار ونقص الأدوية وعدم إمكانية اجراء أبسط التحاليل.

اقرأ أيضاً : فيديو «يدمع العين»: عن حصار مجموعة لحزب الله في الزبداني

هذا الوباء الذي تفشى في أجسام الأهالي بعدما سبب لهم ضعف الغذاء ضعف في جهاز المناعة، هذا الواقع الذي حوّل هذه البلدات المحاصرة وفي مقدمتها مضايا إلى بيئة مؤاتية للجرائيم وانتشارها.

الناشط السوري وممثل شباب الحراك الثوري علي ابراهيم أكدّ لـ “جنوبية” أنّ “أخر قافلة من المساعدات قد دخلت مضايا مساء يوم 25 أيلول حيث دخل حوالي 60 سيارة محملة بـ 8000 سلة غذائية، و8000 كيس طحين وبكمية قليلة جداً من حليب الأطفال، وكمية قليلة أيضاً من الأدوية والتي بطبيعة الأحوال لا تفيد في الحالات المتواجدة بمضايا”.

مضيفاً “قد دخل معها أيضاً شاحنات لبلدة الزبداني”.

مضايا

وأشار ابراهيم أنّ “المواد الموجودة في السلات الغذائية التي أدخلت كان عبارة عن عدس وبرغل وفاصوليا بالإضافة إلى أكياس الطحين والأرز وزيت دوار الشمس، بينما المشكلة الكبيرة التي تواجهها المدينة أنّه لم يتم ادخال مادة الملح ، كما لم يتم إدخال أيضاً لا للخضار ولا الفواكه ولا اللحوم ولا المعكرونة ولا عصير البندورة الذي هو مادة أساسية للعديد من الأطعمة”.

لافتاً أنّ” سعر كيلو الملح في مضايا بحدود الـ 100 ألف سوري (200$) وتجار الدم قد استفادوا من فقدانها فرفعوا سعرها كما رفعوا أسعار العديد من المواد الغذائية التي لا يتم إدخالها مع الحملات التي تدخل إلى البلدة”.

وأوضح ابراهيم أنّ “المواد الطبية التي أدخلت هي عبارة عن حبوب وأدوية وبكمية بسيطة لا تعالج الحالات المستعصية كما أنّه لم يتم ادخال لا حبوب التهابات قوية ولا إبر”.

اقرأ أيضاً : في مضايا: حزب الله يبيع كيلو الملح بـ «100$»

كما تحدث عن الوضع الصحي للمحاصرين، مبيناً انّ ” البلدة بحاجة لعيادة طبية للعيون تابعة للأمم المتحدة أو لأي المنظمات الدولية، إذ هناك مشكلة منتشرة بين مدنيي مضايا والزبداني وبقين حيث بدأ العديد من المحاصرين يعانون من حالات ضعف البصر وذلك نتيجة غياب الكهرباء وسوء التعذية وغير ذلك من العوامل”.

وختم ابراهيم متوقفاً عند ممارسات حزب الله وتعدياته، إذ لفت أنّ”حزب الله ما زال مستمراً بعملية الهدم بشكل يومي وبتفجير بعض الأبنية، كما أنّه يستكمل حرق سهل الزبداني حيث يعمدون إلى حرقه في فترات زمنية معنية ويدمرون المساكن، إضافة إلى مواظبتهم على قطع الأشجار وتهريبها إلى لبنان وإلى دمشق حيث يقومون ببيعها كحطب في السوق السوداء”.

السابق
فرنجية يحذر الحريري: عون سيتخلى عنك!
التالي
العلامة الحاج في مؤتمر «عاشوراء تضحية من أجل الانسانية»: لإخراج المجالس العاشورائية من المدسوسات