أين مريم البسّام؟

عرضت يوم أمس الأربعاء 28 أيلول قناة الجديد تقريراً مصوراً تضمن مقابلة حصرية للمحطة حصل عليها الإعلامي رضوان مرتضى من القاضي الشرعي لجيش الفتح السعودي عبد الله المحيسني.

ممّا لا شكّ به أنّ فقرة المحيسني ما كانت لتعرض ليل أمس لو كانت مديرة أخبار الجديد مريم البسّام في دوام عملها، على الأرجح أنّها بإجازة سنوية تستجم وتستمتع بالمناظر الخلابة في أحياء روما أو برشلونة، أو ربما أنّها استيقظت صباحاً فشعرت بإعياء ما دفعها للإتصال بالعراب تحسين الخياط معتذرة منه على عدم قدرتها على المجيء باكراً وأنّها قد تتأخر.

ليطلب منها وإكراماً لتفانيها بالمحطة وبنشراتها أنّ تستريح بعيداً عن ضغوطات العمل لتعود في اليوم التالي بنشاطها المعتاد.

أو ربما، خلافٌ ما وقع مؤخراً، لا سيما وأنّ البسّام وفية لدولة الرئيس نبيه بري فيما لم تراعِ الجبهة التحسينية – البِرّية التي اندلعت على أشدّها، أيّ حرمة أو حسابات شخصية أو سياسية.

وأضعف الإيمان، أن تكون مريم قد رفضت أن تحرر المواد الإخبارية بعد إصرار الخياط على مادة المحيسني، فأحالت العمل لغيرها رامية عن كاهلها خطيئة المشاركة بالترويج للإرهاب.

فموقف مديرة أخبار الجديد لا غبار عليه وقد تجلّى بوضوح وشفافية بعدما حصل الزميل في قناة الـmtv حسين خريس على حصرية تغطية عملية التبادل بين الجيش اللبناني وجبهة النصرة في أواخر العام الماضي.

إقرأ أيضاً: إلى مريم البسام وقاسم سويد..الوحدة الوحدة يا أبناء المقاومة

ففي حينها، غرّدت البسام عبر صفحتها تويتر وبكل جرأة “ما كنت أحسبني أدرب ارهابياً.. اعتقدته صحافياً. أعتذر.. وليس في فمي ماء بل حياء..”. منتقدة بذلك متابعة خريس للحدث، وموصفة اياه بالإرهاب.

البسام التي تمتلك هذه المواقف الحادّة لن تقبل بكل يقين بأن تتضمن نشرة الجديد مقابلة حصرية من المحيسني والذي هو القاضي الشرعي لجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً).

وممّا لا سجال فيه أنّ كل من حسين خريس و رضوان مرتضى هما في نفس الميزان لدى مريم الجديد، فإن كان خريس (حسب توصيفاتهم) قد تفاخر بعلم الجبهة كخلفية، فإن مرتضى لم تسقط من لسانه كلمة الجهاد والمجاهدين وغيرها من التعابير التي أغدق بها على محاوره.

إقرأ أيضاً: الـMTV حصلت على «السكوب» فاتهمت مريم البسام حسين خريس بـ«الارهاب»!

إلا أنّ المفارقة التي تسقط كل ما سلف هي أنّ مريم لم تغرد، لم تعلق، لم تتبرأ، لم تصف التقرير بالعمل الإرهابي ولم تستنكر.
ربما لأنّ الجديد يحق لها ما لا يحق لغيرها وأنّ السكوب له عدّة ترجمات متنافرة في قاموس المحطة ومديرة أخبارها، فإعلامي القناة حق له أن يسعى وراء أي سبق صحافي، بينما من هو في قناة منافسة تنطبق عليه أقسى العقوبات التعسفية التي تصل إلى اتهامه بالإرهاب وعلنية.

السابق
بالصوت.. عقصة لـ«باسيل»: حتى من عنصريتنا ترتاح، ساعدنا يا لاجئ بتصريف التفاح !!
التالي
مقتل ضابط من الحرس الثوري في حلب