أرواح شهداء «قانا» تشعر بالعار!

بالأمس بكى بعض زعماء الدول العربية الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيريز، دعوا له أن يرقد بسلام في حين أنه يديه ملطخة بالدم اللبناني والفلسطيني.

وحدها صرخات الاطفال وعويل النساء كانت تعلو آنذاك فوق اصوات الصواريخ والدمار، هناك حيث أدمت قلوبنا أبشع ما جاء في مجازر البشرية بحق الانسانية. إن نسيتم فهو يوم 18نيسان عام 1996 يوم عدوان عناقيد الغضب. فرجل السلام الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز الذي بكيتموه أمس، كان المسؤول المباشر عن مجزرة قانا التي أودت بحياة 106 مدنيا، عندما كان بيريز يشغل منصب رئاسة وزراء العدو الإسرائيلي.

لكن الأكيد أن صوت هدير الطائرات الإسرائيلية في سماء الجنوب  كانت  أقلّ وجعاً على مسامع أطفال قانا من التجاهل والصمت العربي الذي يلامس التبرير أحيانا ووصل الحد الآن الى التطبيع المكشوف.

اقرا ايضًا: هل من دلالة لموت بيريز في 28 أيلول أي في ذكرى رحيل عبد الناصر؟

فكان المضحك المبكي تعبير الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بعد إعلان وفاة بيريز عن كامل أسفه وحزنه، لا بل وصل به الحد الى تناسي كل معاناة شعبه بالقول “كان شريكا في صنع سلام الشجعان” مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وطبعا عباس لم ينسَ أن يرسل  برقية تعزية إلى عائلة بيريز.

أما من خانته الذاكرة فعليا فهو النائب السابق فارس سعيد الذي عبّر عن اعجابه بموقف عباس فهنأه، لكن لا يا سعادة النائب التخاذل والتواطؤ مع مغتصب الأرض لا يكون حنكة وذكاء.

وبعد كان حزن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد الخليفة  أبلغ إذ غرد على حسابه الرسمي على موقع “تويتر” بالانكليزية ” “ارقد بسلام (ايها) الرئيس شيمون بيريز، رجل حرب ورجل سلام لا يزال صعب المنال في الشرق الاوسط”.

لكن على الأرجح أن خليفة لم يجد سياسة دبلوماسية أخرى غير التزلف فنسي أن من غرق بدماء الابرياء في فلسطين ولبنان  لن يرقد بسلام ما دامت صور الابرياء في وجدان الضمير العربي.

اقرا ايضًا: 4 دول عربية ستبكي بيريز في تشييعه غدا !

لكن هذا لا شي أمام تسابق الدول العربية (الموقعة على معاهدات سلام مع الكيان الاسرائيلي) من بينهم المغرب و مصر وعدد من دول الخليج الى المشاركة بتشييع بيريز غدا الجمعة من خلال ارسال ممثلين عنهم، فيما هناك أنباء تتحدث عن امكانية مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه مراسم الدفن.

تخاذل الدول العربية مع القضية الفلسطينية  بات اليوم سهلا أمام سياسة التواطؤ مع العدو الاسرائلي. فبيريز الذي وصفتموه أمس برجل السلام كان للتذكير فقط، أحد أبرز القادة المؤسسين للكيان الاسرائيلي على حساب دماء وأرض الفلسطينيين، كما كان “أبو المشروع” النووي الإسرائيلي. بيريز شارك مع عصابات الهاغانا بتهجير أهل الأرض من قراهم خلال نكبة 1948. وبيريز الذي ولد قبل نشأة إسرائيل، واكب على مدى سبعة عقود كافة جرائم الاحتلال، وكان شريكاً فيها، ولم يتردّد في اعتبار الفلسطينيين “تهديداً ديموغرافياً”، يجب التخلّص منه فكان  أبرز من قاد عمليات “التطهير” الديموغرافي والاستيطان.

فحتى لو عرف عالمياً بأنه “رجل سلام” الا ان هذا لا يلغي تاريخه الاجرامي وسيظل هذا الرجل في أذهان العرب  قاتل الأطفال في مجزرة قانا، ودون أن ننسى أنه من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام  1956.

السابق
ما هو مصير مبادرة الحريري بالمشاورات حول رئاسة الجمهورية؟ وما سر تاجيل الرئيس بري للجلسة؟
التالي
«وزارة العمل» شريكاً إستراتيجياً في مؤتمر «منتدى أسبار الدولي»