سجن نزار زكّا في إيران(1): عقاب لبناني ارتدّ إلى 14 آذار!

نزار زكا
احتل اسم اللبناني المخطوف في إيران نزار زكّا، واجهة الأخبار مجددا، بعد أن أصدرت المحكمة الثورية في إيران قرارا بسجنه عشر سنوات، وتغريمه مبلغ 4.2 مليون دولار، بتهمة التجسس لصالح دولة معادية.

الأجهزة الأمنية الإيرانية أطلقت على زكّا، بعد اعتقاله مباشرة، عبارة “الصيد الثمين”، وأشاعت أنها استطاعت أن تستدرجه إلى جحرها، عبر عملية أمنية – استخباراتية دقيقة جدا وحساسة، نجحت في التخطيط لها وتنفيذها بسرية تامة، وبرهنت من خلالها، مدى كفاءة عناصرها، في كشف مخططات الجاسوسية الغربية، التي تتربص شرا بالجمهورية الإسلامية وإحباطها.

اقرأ أيضاً: الفساد وبذخ الحكام في ايران بفضل «النعمة الالهية»!

إلا أن المعلومات المتداولة في إيران، حول هذه القضية تشير إلى ما هو أعمق مما أشاعته السلطات الأمنية أو محكمة الثورة.

يتحدث أحد الصحافيين الإيرانيين المعارضين عن قضية زكّا، فيقول: كان نزار زكّا ينتمي لتنظيم “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه ميشال عون الحليف لتنظيم “حزب الله”، ولكنه بعد سفره إلى الولايات المتحدة الأميركية، غيّر قناعاته السياسية، وانتمى إلى فريق 14 آذار، ثم يشرح الصحافي المعارض، طبيعة مكونات هذا الفريق، مع شرح مماثل عن فريق 8 آذار، ليصل إلى قناعة هي أن رأس الحربة في فريق 14 آذار هما بالتساوي: القوات اللبنانية وتيار المستقبل. بينما يختزل حزب الله مكونات 8 آذار كلها، ويرى أن حزب الله هو الذي يحدد سياسات فريق 8 آذار، ويحدد من هو العدو ومن هو الصديق، وهنا يلفت إلى أن التيار الوطني الحر كان معاديا لسوريا قبل تحالفه مع حزب الله وأصبح صديقا للنظام بعد التحالف، بعد هذا الشرح، يشير الصحافي المعارض إلى أن تحول زكا من التيار إلى فريق 14 آذار، وهو مقيم في الولايات المتحدة، أثار انتباه حزب الله قبل أن يثير غضب التيار الوطني، وبالتالي هذا التحول الذي حصل في بيئة خصبة، من الطبيعي أن يجعل من زكا في نظر حزب الله عميلا أو جاسوسا خطيرا.

الثورة الإسلامية الإيرانية

ويتابع الصحافي المعارض شارحا: سافر نزار زكّا إلى الولايات المتحدة الأميركية، وحصل هناك على بطاقة الإقامة “غرين كارد”، ثم تدرج في التجارة والأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات، فأصبح رئيس السياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات، وهو مركز علمي متقدم، مكنه من زيارة عدد من بلاد العالم لتقديم المشورة والخدمات في هذا المجال، من بين هذه الدول، كانت إيران.

بعد توقيع الاتفاق النووي، ونجاح الاعتدال الإيراني في كسرالحصار الدولي عن الجمهورية الإسلامية، سياسيا واقتصاديا وماليا وما إلى ذلك، تبين أن إيران تشكل سوقا عطشى لكل بضاعة عالمية، بدءا من الأحذية الرياضية وصولا إلى طائرات السفر مرورا بمطاعم الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وغيرها من الأمور.

في عالم تكنولوجيا المعلومات والخدمات المتعلقة في هذا المجال، تقعد إيران في أسفل قائمة الدول الجاهلة بهذا النوع من العلوم الحديثة، لذا كان لا بد من الإسراع في استقطاب الخبراء في هذا المجال وجذبهم إلى إيران، للاستفادة من خبراتهم ومعلوماتهم عبر إقامة المؤتمرات وورش التدريب والندوات.

عملا بهذه القناعة إرتأت شهيندخت مولاوردي مستشارة رئيس الجمهورية حسن روحاني لشؤون المرأة والأسرة، أن تدعو نزار زكا إلى حضور مؤتمر تدريبي عن تمكين المرأة في تكنولوجيا المعلومات، للإفادة من خبرته في هذا المجال، فلبى زكا الدعوة دون أي حسابات.

اقرأ أيضاً: الإيرانية «مريم رجوي» كانت رئيسة لجمهورية إيران.. وتسع معلومات أخرى!

ويكمل الصحافي المعارض بشرح ملابسات اعتقال الضيف اللبناني: كل مواطن إيراني يعرف أن أي مؤتمر يقام على الأراضي الإيرانية بحاجة إلى موافقة من الحرس الثوري، وأنه على الجهة الراغبة في إقامة مؤتمر معين، أن تقدم لإدارة الحرس كتابا مفصلا حول موضوع المؤتمر، وأسماء المدعوين وجنسياتهم، إضافة إلى معلومات شخصية تفصيلية عنهم، ومدد وأماكن إقامتهم في إيران خلال أيام المؤتمر. وبعد تجميع هذه المعلومات، يبدأ الحرس الثوري بالتحري عن المدعوين، عبر شبكة من الجواسيس الذين يعملون لحسابه في عدد من بلدان العالم وخصوصا في المنطقة، وعلى أساس المعلومات التي ترده تتم الموافقة على دعوة فلان أو رفض دعوة آخر.

السابق
ثلاثة صعوبات سيواجهها الحريري بحال حسم خياره بشأن عون
التالي
بالفيديو..ليتذكر جمهور المقاومة كلام عمادهم: الفرس قادمون و ولاية الفقيه تسيطر على لبنان