ما لم يقله الحريري لفرنجية أمس!

سعد الحريري سليمان فرنجية
وصلت حمى التوقعات والتقديرات أوجها مساء أمس حول موقف الرئيس سعد الحريري من ترشيح العماد ميشال عون، وذلك من دون أي إجابة شافية، ولا سيما بعد زيارته، مساء أمس، إلى بنشعي ولقائه مرشحه للرئاسة النائب سليمان فرنجية، واصدار بيان زاد الغموض غموضا ؟

قامت الدنيا ولم تقعد ليل أمس اثر  موجة رهانات وتقديرات وتوقعات استباقية لم يسبق لها مثيل عن تبني الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب ميشال عون كرئيس لجمهورية البلاد، ويتوقع أن ما جرى أمس سوف يتم  استتباعه في الساعات المقبلة امتداداً الى موعد الجلسة الـ45 لمجلس النواب غدا لانتخاب رئيس للجمهورية.فاكتسبت زيادة التوقعات بعداً استثنائياً سيما بعد عودة  الحريري الى بيروت قبل يومين، التي اشعلت لدى الاوساط  رهانات غير مسبوقة عن “استدارة” حريرية تحمل العماد عون الى قصر بعبدا.

اقرا ايضًا: هكذا سيعلن الحريري ترشيح عون وهذه أبرز بنود الاتفاق

وزادت زيارة الحريري المباغة لبنشعي توهج المناخ السياسي والاعلامي، هذه الأجواء حتى بلغت درجة فائقة من البلبلة بفعل ستار الكتمان والغموض  حو تحركات “بيت الوسط “، هذا السكون في “بيت الوسط” سرعان ما خرقه وصول الرئيس الحريري مساء الى بنشعي للقاء النائب سليمان فرنجية، التي جاءت من حيث مكانها وتوقيتها، لتحمل اكثر من مغزى ودلالة، خصوصاً انها الزيارة الاولى العلنية التي يقوم بها الحريري بعد عودته، الا ان المحيطين بالرجلين حرصوا على مقاربة اللقاء بـ”ايجابية شكلية او كلامية” لا توحي بـ”إيجابية جدية او عميقة”، الامر الذي يفتح الباب على اسئلة كثيرة.

اقرا ايضًا: برّي: اوافق على عون ولكن بشرط..

اللافت، كان عدم صدور تصريحات من الجانبين لا قبل اللقاء ولا بعده، بل اقتصر اللقاء ببيان مشترك جاء بشكل عام لا ينطوي على أية اشارة الى اصرار الحريري  على ترشيح فرنجية، بل ورد فيه “لبّى الرئيس سعد الحريري دعوة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى منزله في بنشعي، وقد تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة الى ضرورة احقاقه، حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع القوى السياسية كافة في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية”.

وقرأت مصادر مطلعة على تفاصيل في عدم الاشارة الى تمسّك الحريري بترشيح فرنجية اشارة سلبية، تصب في المنحى الجديد الذي بدأ الحريري في انتهاجه بعد حواره الرئاسي مع عون.

ويبدو واضحاً من المعطيات المتوافرة الصلة ان الرئيس الحريري اطلق محركات المشاورات السياسية مع مختلف الافرقاء السياسيين سعيا الى مناخ جديد يهدف الى كسر الجمود المتحكم بالازمة الامر الذي من شأنه تبريد “حمى الاربعاء” غدا، من دون تبديدها تماماً، ليبدو أن ما يحصل من لقاءات وتسريبات وبيانات تصب في خانة إخراج مشهد سياسي جديد لصالح ترشيح العماد ميشال عون.

السابق
نديم قطيش: هذا هو أول قرار سيتخذه «فخامة الرئيس» ميشال عون !
التالي
جولي تستخدم الـ «Block» وبراد بيت منهار