خلط جديد للاوراق الرئاسية؟

علي حمادة

عاد الرئيس سعد الحريري الى لبنان، ومع عودته اعيد وضع ترشيح الجنرال ميشال عون على الطاولة. هذه ليست شائعة، انها حقيقة، وكل ما سيتبع عودة الحريري الى لبنان من اتصالات ومشاورات على مختلف المستويات الوطنية العامة، والداخلية ضمن “تيار المستقبل” سيتمحور حول واقع الترشيحات في ضوء الخيارات الثلاثة التي تطرح منذ مدة في الوسط المقرب من الحريري: الاول مواصلة تأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية من دون احداث اي اختراق حقيقي في الجدار الرئاسي. وقد تولد اقتناع، وان بتحفظ، بأن “حزب الله” الذي شجع في بداية الامر فرنجية على التواصل مع الحريري، و الذهاب الى باريس وقبول دعم الحريري له للرئاسة، ثم شجعه على التمسك بترشيحه، قد نصب له فخا، مبقيا على الشغور الرئاسي خيارا اولَ. في هذه الحالة يبقى الجمود الحالي مكلفا جدا للحريري وتياره . والخيار الثاني هو سحب تأييد ترشيح فرنجية، والذهاب الى خيار المواجهة مع ٨ آذار، بالانسحاب من الحوار الثنائي واعادة طرح القضايا الخلافية على الطاولة، واهمها سلاح “حزب الله” والتورط في سوريا، ومشكلة عصابات “سرايا المقاومة”. وهذا الخيار يحمل في طياته تحديات ليست بالسهلة بالرغم من ميل جمهور “تيار المستقبل” الفطري الى العودة الى مرحلة تذكر بالمواجهة بين ١٤ آذار و٨ آذار. خيار شعبي ولكنه يحتاج الى مقومات وظروف مغايرة لما هو قائم الان. والثالث هو تأييد ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة. خطوة مكلفة شعبيا وربما تنظيميا، ولكنها ممكنة في ضوء تجربة يعتبرها بعض قيادات “تيار المستقبل” إيجابية مع عون، بناء على تجربة تشكيل الحكومة الحالية قبل عامين.

اقرا ايضًا: هكذا سيعلن الحريري ترشيح عون وهذه أبرز بنود الاتفاق

ولكن هذا الخيار الاخير يحتاج للتحقق الى شرطين اساسيين، ان يرتبط بـ”سلة” لا تلزم عون وحده، بل “حزب الله” بوصفه القوة الاساسية في المعسكر الآخر، و”السلة” عبارة عن ضمانات متبادلة تشمل الرئاسات، وتشكيل الحكومة من لحظة التكليف الى لحظة الاعلان عن تشكيلها، وصولا الى ميكانيكية عملها بالتفاصيل المملة. أما الشرط الثاني، ويسبق اي اتفاق محتمل، فهو استحصال الحريري على دعم كل من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، فإما ان يكونا معه واما لا يخوض وحده التجربة “المرة” وغير الشعبية على الاطلاق. ودون هذا الخيار عراقيل كبيرة، أهمها مآل الاتصالات القائمة منذ مدة عبر الاقنية المعتادة بين الحريري وعون، وماهية “تقديمات” الطرف المعني بالضمانات، أي “حزب الله”.
في المقابل، يرفض قياديون كبار في “تيار المستقبل” حصر الخيارات بثلاثة. ويقولون ان خيارات اخرى مطروحة مثل الذهاب بترشيح من خارج المطروح، وخلط الاوراق مرة جديدة من دون التورط في مواجهة على الارض.
هل ينقل الحريري تأييده الى عون؟ الامر وارد، لكنه ان اتخذ قرارا بذلك فسيحاول العبور اليه عبر خوض أوسع مشاورات داخلية في “تيار المستقبل”، بدءا من الكتلة النيابية والمكتب السياسي، وصولا الى كوادر حزبه، فيما يتحضر لعقد مؤتمر عام مصيري لـ”تيار المستقبل” نهاية تشرين الثاني، أساسه اختيار قيادة جديدة عبر صندوقة الاقتراع وحدها!

السابق
عن العرب ودونالد ترامب
التالي
الرئيس سليمان يردّ على الاعتداء العوني على لوحة تحمل اسمه