بوتين والنصر المجاني في سوريا

الحروب الكبيرة لا تهتم بالمعايير الأخلاقية، عام 1945 حققت أميركا وروسيا وحلفائهما إنتصاراً مدوياً على دول المحور، علماً ان تلك الحرب العالمية تسببت بقتل عشرات الملايين من الابرياء، لم يكن المشتركون في الحرب ملائكة، لقد كان للحلفاء ودول المحور سجل ضخم من المجازر.

ولكن الهدف الرئيسي وقت ذاك، كان في تحقيق إنتصار على النازية التي عزت اوروبا، وإستطاعت روسيا سحق النازيين في معركة ستالينغراد.

اقرأ أيضاً: معارض سوري: الإرهاب الروسي-الإيراني يدمر حلب وعلى العرب أن يخرقوا الحظر

منذ الحرب العالمية الثانية، وبحسب التقارير الإستخباراتية الدولية فإن الحرب السورية هي من أعقد الحروب. سوريا حالياً هي محور العالم ومرتبطة بالنظام العالمي الجديد.

لا معايير أخلاقية تحكم النزاع السوري، ويقف المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة عاجزا عن حلّ الأزمة، فبعد  خمس سنوات على الصراع الدموي الدائر على أرض سوريا، فإن الإنسان السوري خارج الحسابات الاستراتيجية كليا لكل الأعداء. أما بوتين فيسعى بكافة الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لترسيخ نفسه كقائد محوري في العالم، ورغم التصعيد الدولي في المرحلة الأخيرة والتلميحات الفرنسية والبريطانية والأميركية عن تورط روسيا في جرائم حرب في سوريا إلا أن جرعة اللامبالاة نحو الدم السوري ما زالت عالية يتلقفها بوتين وسستفيد منها من أجل تجديد إنتصاراته.

 

اميركا روسيا سوريا

الكاتب اللبناني فكتور شلهوب رأى في مقاله «اتفاق كيري لافروف حول سورية: تخلّ أميركي وملامح تقسيم»، وأن لا صورة واضحة حالياً عن مصير سوريا، وإستند في مقالته إلى كلام مدير وكالة الإستخبارات الأميركية جون برانن الذي أكد أن كثرة الدماء والخراب الذي لحق سوريا يجعل عودتها إلى ما كانت عليه سابقاً شبه مستحيلاً.

وأردف شلهوب إلى أن “سيناريو الكونفدرالية إحد مخارج حل النزاع السوري ذلك أن أسهم المثالثة العلوية السنية والكردية مرتفعة وترتاح أغلب أطراف النزاع لمثل هذا السيناريو التقسيمي”.

أما الكاتب حسين عبد الحسين فكتب في صحيفة المدن الألكترونية مقالاً بعنوان «روسيا تقرر الحسم العسكري في سوريا»، إعتبر فيه أن كلام وزير خارجية أميركا جون كيري حول عدم إمكانية أي طرف من تحقيق الحسم العسكري في سوريا ليس بالضروري أن يكون صحيحاً. فقد عززت روسيا من شعورها بان أميركا ليست جدية في مساعيها لإيجاد مخرج للأزمة السورية.

وأشار عبد الحسين إلى ان “ثرثرات أميركا رافقتها خطوات جدية عسكرية من قبل روسيا. فما يعني الرئيس الروسي فلادمير بوتين ليس بشار الأسد ولا قواعد دولته في طرطوس او حميميم إنما تكريس معادلة جديدة تثبت قوة روسيا وأن لا مكان في هذا العالم للضعفاء”.

ورأى الكاتب أن “بوتين في سوريا ينتهز كل الفرص لتحقيق نصره المجاني، فالنصر هنالك لا يتطلب أكثر من بضعة آلاف من القنابل العنقودية وقنابل النابالم وإبادة الحلبيين والسماح لإيران بتنفيذ رغباتها بضرب مناطق الثوار”.

اقرأ أيضاً: طفلة كحلب كوجه الله

وكرر الكاتب عبارة “النصر المجاني لبوتين” ليضيف أن إنتصار الرجل في سوريا سيكون بسبب تصنيف الإدارة الأميركية للازمة السورية كحرب على الإرهاب. وبالتالي فإن ما تقوم به روسيا لا يتعارض مع توجه أميركا في مكافحة التنظيمات الإرهابية.”

السابق
بالفيديو: شامل روكز يغني!
التالي
مدينة الأشهر بين السياح في العالم؟