هاشتاغ ‪#holcaustaleppo‬ ...وعي جديد على وقع مجازر حلب

عندما إنتهت الحرب العالمية الثانية ترسخ في ذهن شعوب الدول الأوربية عبارة «لن تتكرر»، الحرب لن تعاد فصولها في عالم تحميه منظمة الأمم المتحدة، لن تجتاح جحافل الجيوش المحتلة المدن والأرياف، ولن تُشرّد شعوب بأكملها عن الاراضي التي ولدت وترعرت بها.

خلال الحرب بنى هتلر مخيمات إعتقال خصصها لليهود وأقليات اخرى. النازيون كانو يرون باليهود خطرا يهدد تماسك قوميتهم الجرمانية وطهارة عرقهم الآري فتم حرق ملايين اليهود، جرى تجميعهم وقتلهم بإبادة ممنهجة.
إنتشر منذ يومين هاشتاغ HolocuastAleppo#، وتفاعل الناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل كبير مع الهاشتاغ، وعبر بعضهم عن إستنكاره للمحرقة التي تحصل في حلب وفي مختلف المدن السورية شبهوا حلب بالمحرقة اليهودية التي قام بها هتلر.
فما يحصل اليوم في حلب هو إبادة ممنهجة، تقودها روسيا ويعاونها النظام السوري وايران وميلشياتها. القتل في سوريا شبيه بما يراه الإنسان في أفلام هوليوود عندما ينقل فيلم تاريخي وقائع معركة تاريخية. تضرب حوافر الأحصنة في الارض وترتفع السيوف لتلتمع أمام شعاع الشمس، ويبدأ مع أول نداء رحلة إبادة العدو.
الهولوكوست تعني عندما تقوم جيوش مدججة بسلاحها مدرعاتها وصوريخها بقتل أبرياء. الهولوكست تعني القتل المتعمد وفي سوريا بات القتل متعمداً، الهولوكست تعني أن من يقوم بها ارهابيا، وفي سوريا يقتل المدنيون السوريون ويوصمون بالإرهاب.
إقرأ أيضاً: طفلة كحلب كوجه الله
الهولوكست تعني ان تنتظر لحظة يقرر قاتلك نهش جسدك وتلويث فمه بدمك دون رحمة، وفي سوريا نهش الموت جسد سيدة في لحظة نومها وعلى جانب يدها كان طفلها مستلقٍ يلفظ أفاسه معها.

طفلة حلب

إستعارة الناشطين للفظ المحرقة “الهالوكوست” كإسقاط لما حصل مع اليهود في الحرب الثانية، يجب أخذه بجدية، المحرقة تكررت رغم كل النداءات من أصحاب القرارات الدولية بأن لا تعود.

لطالما نفى العرب حصول المحرقة في اليهود وهو خطأ يضاف الى جملة أخطائهم التي يحكمها نقص الوعي السياسي والاجتماعي لديهم، ربما لأن إسرائيل وظفت المحرقة لتنفيذ مشروع إحتلالها لفلسطين.

إقرأ أيضاً: روسيا تحرق حلب وتتنكّر لاتفاقها مع أميركا

لم تجد روسيا وسيلة للرد على التصعيد الأميركي إلى عبر القصف والقصف على حلب. ويثأر اليوم الأسد لدماء جنوده الذين قتلوا في دير الزور إثر الغارة الجوية الأميركية عبر رفع عدد مجازره.
الجدير بالذكر هنا أن هتلر مات وإنهزمت النازية، وتم محاسبة قيادات نازية وأعدم بعضهم، ولكن في سوريا يبدو أن لا محاسب سينتقم لما حل بمصائب بالسوريين لأن اكاذيب العدالة والإنسانية سقطت في حلب وتعرى المجتمع الدولي بشكل كامل.