روسيا تحرق حلب وتتنكّر لاتفاقها مع أميركا

تصاعد الخلاف الأميركي الروسي حول سوريا هو سمة المرحلة التي بدأت مدينة حلب تدفع ثمنها قصفا مدمرا منذ يومين مع اعلان النظام السوري هجومه عليها بدعم من سلاح الجو الروسي.

فقد حذرت قيادات عسكرية في البنتاغون الخارجية الأميركية من مغبة إستكمال نهج التشارك مع روسيا حول الملف السوري وجديد اللغة التصعيدية ضد روسيا؛ رفض رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي جوزيف دنفورد مشاركة روسيا بأي معلومة إستخباراتية حول التنظيمات الإرهابية المنتشرة في سوريا.

طفلة حلب
وكانت أميركا أكدت أن روسيا هي المسؤولة عن قصف قافلة المساعدات الإنسانية في حلب والتي ذهب ضحيتها 20 متطوع تابعين للهلال الاحمر السوري، وعبرت أميركا عن إستيائها الشديد من المأساة. تقليب المواقف ضد روسيا سترتفع وتيرته خصوصاً بعد إستعادة ماكينة الحرب الروسية نشاطها على إثر سقوط اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي إتصال أجراه موقع «جنوبية» مع المحلل السياسي جوني منير رأى فيه أن «التصعيد الاميركي ضد روسيا مرتبط بالحرب السورية، فالأميركيون يريدون حلاً سياسياً بينما أثبت النظام السوري وروسيا وحلفاؤهما في الفترة الاخيرة انهم قادرون على الذهاب في الحل العسكري وحسم معركة في مدينة حلب، وهو ما يبدو أنهم ذاهبون إليه الآن بعد تحريك جبهة حلب».
وأضاف، «عسكرياً، إن سقوط حلب بيد النظام السوري هي إنتهاء الحرب لصالحه، وتسعى أميركا حالياً إلى وضع العراقيل أمام تقدم الجيش السوري مجدداً في حلب. إن الروس ليسوا بعيدين عن المعركة، قبل وقف إطلاق النار كان الجيش السوري يتقدم وحالياً هم متقدمون، هذا التقدم ازعج أميركا فقامت قبل أيام بتوجيه ضربة عسكرية على معقل تابع للجيش السوري، ورغم تذرع اميركا بان الضربة غير مقصودة إلا أنها كانت رسالة قاسية، لانه لا يوجد خطأ يؤدي لأن تستمر غارات جوية مدة 52 دقيقة وتشارك فيها عدة قوى دولية، والملفت في الأمر أن الروس كانوا يراقبون عبر رداراتهم العملية، ولم يقوموا برد فعل».

 

إقرأ أيضاً: #حلب_تحترق … هل بدأت عملية محو حلب عن الخارطة؟
وشدد منيّر على  ضرورة فهم الدور الإيراني في سوريا حالياً، فـ«إيران لن تدخل في أي تسوية مع أميركا حول سوريا في الوقت الذي تستعد فيه أميركا لخوض إنتخاباتها الرئاسية، التسوية في سوريا تقرأها إيران بشكل جيد فهي غير مستعدة لفتح باب التسوية مع أوباما الذي سيخرج من البيت الابيض قريباً، بل ستنتظر لمعرفة ماهية الرئيس الجديد، فترامب مثلاً لا يرحب بأي تسوية مع إيران.»
وعن المجريات التي قد تطرأ على أرض المعركة السورية في المستقبل القريب، قال منيّر أن «إعلان وقف إطلاق النار، حمل عدة بنود لم يكن النظام السوري وحلفاؤه راضين عنها، مثل إقامة منطقة آمنة تمنع الطائرات السورية من التحليق فوقها، بالإضافة إلى نقطة منع دخول الجيش السوري إلى حلب الشرقية».

 

إقرأ أيضاً: أين حزب الله من معارك حلب الفاصلة؟
ويختم منيّر،أنّ «سقوط الهدنة يعني عدم تحقيق الآمال الأميركية،إذ صرّح بشار الأسد أنّهم باتوا قادرين على حسم المعركة، فيما ورد عن أوباما قبل يومين في مقابلة له شدّد بها على أن الحل في سوريا سياسياً وليس عسكرياً، إلا أنّه ممّا يظهر اليوم أنّ رد النظام السوري وحلفاءه يترجم في حلب».

السابق
ركوب الدراجة وقيادة السيارة: رجس من عمل الشيطان!
التالي
هاشتاغ ‪#holcaustaleppo‬ …وعي جديد على وقع مجازر حلب