ركوب الدراجة وقيادة السيارة: رجس من عمل الشيطان!

ايران
لا يختلف الإسلام السنيّ ولا الإسلام الشيعي فيما يخص النيل من حرية المرأة. والحمدلله أننا كنساء ساندنا قمعنا وكنا سببا في إتفاق المذهبين علينا، ولو على حساب حقوقنا.

خبر تناقلته وسائل الإعلام العالميّة يقول ان الخامنئي ولي أمر المسلمين في إيران أصدر قرارا بمنع النساء من ركوب الدراجة، بحجة ان ذلك يتعارض مع العفة لدى المرأة.

إقرأ أيضًا: تجدد حملات تأديب «السافرات» في إيران…

وردا على ذلك، قامت مجموعة من الإيرانيات بتحديّ هذه الفتوى التي تمنع النساء من ركوب الدراجات، بنشر صورهن على صفحة  خاصة على الفايسبوك  تحت عنوان “حريتي المسلوبة”، تظهرنهن على دراجاتهن وبكثرة.

وكانت الشرطة الايرانية قد اعلنت أن “اللواتي كسرن قواعد ركوب الدراجات سيتعرضن للمحاكمة”.

وكان الخامنئي قد وصف ركوب النساء للدراجات في الشوارع بأنها ممارسة “تعرّض المجتمع للفساد”، قائلا إن هذا السلوك “يتعارض مع العفة لدى المرأة”.

الأمر الذي يذكّرنا بقرار السعودية بمنع نسائها من قيادة السيارة. حيث قامت مجموعة منهن بمسيرة سيّارة  تحديا للقرار، انتهت بإلقاء القبض عليهن، واستدعاء أولياء أمورهن، كما هو حال الأطفال في المدارس حين يخطئون!ّ!

والغريب انه رغم كل التباين السعودي الإيراني في الدين والسياسة والإجتماع، نرى قادة هاتين الدولتين الإسلاميتين لا يتفقون الا على المرأة، علما ان سمعة إيران لا تزال أحسن حالا من سمعة السعودية في هذا المجال، فالمرأة في ايران تحمل جواز سفرها  بنفسها، ولا تحتاج لولي أمر في خروجها وترحالها، ولا تُمنع من قيادة السيارة بل انها ناطقة رسمية باسم الوزراء والرؤساء، ووزيرات ونائبات..

ايرانيات على الدراجات الهوائية

واللافت ان المرأة في إيران، وخاصة التي ترتدي التشادور، تشاهد في شوارع قم  المحافظة والمتشددة والمتزمتة دينيا بسبب وجود الحوزة فيها، تركب الموتوسيكل وراء زوجها المُعمم او غير المعمم على السواء!

إقرأ أيضًا: حقوق المرأة في إيران ليست من أولويات حكومة روحاني

فهل الدراجة تختلف عن البيسكلات؟ أم أن الأمر يعود الى انه يجب ان تظل خلف الرجل حتى على الموتو؟ أم أن للفتوى بُعد وعامل إقتصادي تحت غطاء تحريمي ديني فتوائي كما هي عادة معظم الأحكام؟

والسؤال الذي يزعج المتدينيين من ركوب المرأة البيسكلات طالما انها محتشمة بحسب النظام الديني في إيران؟

ربما لانه لا يمكن ساعتئذ ان يقودها (للمرأة) الرجل! فهي بحسب التشريع الإسلامي “ناقصة رجل ويد وعين”، وقد تقع أرضا فيراها الرجال في الحواري أو قد تُصاب وتصبح معوّقة جسديا فتضطر الوزارة لمعالجتها، وهي التي (تديرالعالم بيمينها) و(الجنة تحت قدميها)، وهي(كالقرآن شريكة في صنع الإنسان)، في تناقض حاد بين الأقوال والأفعال!

كنا نحن المُحجبات نتعلل بفلسسفة إيران الحقوقية تجاه المرأة، ونقول لماذا لم ينقلوا الى لبنان إلا سيئات الأحكام الشرعيّة والحقوقيّة؟ لكننا بعد هذه الأيام لن نتفاخر بأن المرأة الإيرانية قوية وحرّة ومنتصفة ومنصوفة.

إذن الإسلام السنيّ والإسلام الشيعيّ كلاهما ظلما المرأة.

السابق
خلاف امل – حزب الله – الشيوعي.. والضحية بلدية كفررمان
التالي
روسيا تحرق حلب وتتنكّر لاتفاقها مع أميركا