المعركة الرئاسية هي معركة «نظام» في أميركا!

الإنتخابات الأميركية على بعد 40 يوماً من الآن، يرى الكاتب السياسي اللبناني الأميركي حسين عبد الحسين أن ديمقراطية أميركا تواجه خطراً حقيقياً.

ورأى عبد الحسين أنه على هيلاري كلينتون توجيه ضربة قاضية للحركة الشعبية العنصرية التي حملته الى اعتاب البيت الابيض، فإن لم يحصل ذلك ستكون الديمقراطية الأميركية بمواجهة خطرا جديا قد يغرقها في فاشية مؤذية وستؤذي العالم من حولها. وإعتبر عبدالحسين أن المعركة الإنتخابية في أميركا ليست بين الديمقراطية اليسارية وبين اليمين الجمهوري بل هي معركة حول نظام أميركا.
المعركة الإنتخابية الأميركية بين سكان المدن الذين يتألفون من عدة أعراق وأديان وبين سكان الأرياف الذين ينتمون للعرق الأبيض.
وأشار الكاتب إلى أن الديمقراطية في أميركا هي ما يتباهى به الاميركيون، ويعود نجاح الديمقراطية لديهم إلى دستورهم. إلا أن الديمقراطية أسسها من سماهم “الآباء المؤسسون” فهؤلاء أسسوا ديمقراطية على قياس افكارهم وتطلعاتهم، وليس على قياس الشعب الأميركي.
وأردف عبد الحسين ان الديمقراطية التي أسسها الأباء المؤسسون كانت تشمل فقط الرجال الاوروبيين البيض المسيحيين ولم تشمل النساء والعبيد والأعراق والأديان المتنوعة.

وأضاف أيضاً أن الرأسمالية والديقراطية الاميركية إنتصرت وخلقت طبقة وسطى ليس لأن النخبة الرأسمالية الديمقراطية تعاطفت مع حاجات الفقراء الأميركيين إنما لأن شبكة مصالحها التجارية كانت بحاجة لعمال وكفاءات.

وبحسب الكاتب فإن الديمقراطية خضعت لتغييرات اهمها دخول العلم والتعليم فتشكلت طبقة متعلمين ديمقراطين، وهو ما ساهم في الإنقلاب المتعلمين على الرأسماليين الإحتكاريين، وخرجت الحرب الأهلية إلى الضوء بسبب ذلك. ثم تمكنت المرأة من تحصيل حقوقها.

إقرأ أيضاً: هيلاري كلينتون تعترف: لقد أخطأت

وخلال مرحلة الحرب الباردة بين أميركا والإتحاد السوفياتي وجد رأس المال ملاذاً أمناً له في أميركا، وتبين خلال تلك الحقبة أن رأس المال يحقق أهدافه خارج حدود أميركا ووصف عبد الحسين ما حدث بالقول «انه قلب رأي الغالبية الشعبية ضد الحكومة الاميركية لحملها على الغاء الضرائب على الاغنياء وكبرى الشركات.»

ومن المفارقات التي حصلت في أميركا أن الرأسماليين سرقوا الفقراء ودفعوا بالطبقات الكادحة إلى تصويب غضبها ضد الحكومة.
وعرض عبد الحسين نموذجاً عن شاب أميركي أبيض ينتمي إلى الحزب الجمهوري اليميني أسمه جو ويعمل سمكرياً، وقاد جو حملة عام 2008 بوجه قانون الرعاية الصحية المجانية للفقراء، وتبين انه كان غير قادر على تحمل تكاليف ضمان صحي لنفسه. السمكري جو بالنسبة لعبد الحسين كان مثال المواطن الذي يعمل ضد مصالحته بسبب غرقه في الجهل.

ويقول عبد الحسين أن أمثال جو هم من يدعمون اليوم ترامب في حملته الإنتخابية، فلا جو ولا من يشبهه يلاحظون أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يسعى للقضاء على حكومة الشعب التي أسسها الرئيس الاميركي السابق ابرهام لينكولن.
وبحسب عبد الحسين فإن ترامب يسعى إلى تطهير جهاز الشرطة الفيدرالي الآف بي أي من المجنسين، ويدعي أن وزير خارجية أميركا السابقة والمرشحة الديمقراطية الحالية هيلاري كلينتون مصابة بمرض في عقلها. ومن مساعي ترامب إخراج أميركا من تحالفاتها الدولية كحلف شمال الأطلسي ويريد إنشاء محاكم تمييز عنصرية ضد غير البيض.

إقرأ أيضاً: ماذا لو توفيت هيلاري كلينتون قبل فوزها بالرئاسة؟

وأردف عبد الحسين إلى أن النازيين الجدد في أميركا عقدوا لقاء في واشنطن أبرزوا فيه نظرية الفارق في “نسبة الذكاء” بين الاعراق.

وأنهى الكاتب مقاله بالقول أن مجيء ترامب الى الرئاسة الاميركية ليس دعابة، بل ظاهرة خطيرة تثير الرعب. وهو بحاجة إلى خسارة مدوية تعيد الحزب الجمهوري إلى أصحابه بسبب محاولات النازيين الصاعدين السيطرة على الحزب.

السابق
هاشتاغ ‪#holcaustaleppo‬ …وعي جديد على وقع مجازر حلب
التالي
العونيون يراقبون حركة المطار: هل يصل الحريري إلى بيروت قبل 28 أيلول؟