مقاومة حزب الله والعنصرية ضد الفلسطيني: نغمة الأقليات وشوفينيتها

مقاومة حزب الله التي أضاعت بوصلة فلسطين وطريق القدس، انفصلت عن القضية الفلسطينية، فتحوّل اللاجئ الفلسطيني الى مشبوه ومدان في انتمائه وتحوّلت المخيمات لأرضية خصبة يحاول حزب الله وحاضنته شيطنتها.

شكلّت الحرب السورية منعطفاً في علاقة حزب الله وحاضنته مع المخيمات الفلسطينية، فبعدما كانت هذه المخيمات بما فيها من تنظيمات تشكل غطاءً للحزب ودعامة تقيه من أيّ انجرار فتنوي أو مذهبي، حيث ظلّت المقاومة الإسلامية بهذا البعد المتماهي مع القضية الفلسطينية وحق العودة ومحاربة العدو المحتل المشترك، متجردة من الهوية المذهبية بالرغم من اتصالها العضوي المتكامل بالطائفة الشيعية كياناً وتنظيماً، وأكثر تقاطعاً مع القومية العربية من الشعارات المذهبية.

هذا التمايز سقط عن حزب الله سورياً، فمع العنوان الأوّل لدخوله المستنقع السوري والذي هو الدفاع عن المقامات، اتخذ قتاله بعداً مذهبياً، تحت عناوين طائفية أبرزها الدفاع عن الشيعة وعن السيدة زينب. تورط الحزب بهذه الحرب وحمله شعارات كـ “طريق القدس تمر من الزبداني”، وصولاً لمرورها من كل شبر سوري، أفقد المقاومة هويتها الجامعة وأعادها لحدود المذهبية الضيقة وللمربعات الأمنية والطائفية.

استنزاف الحزب سورياً وما يمارسه من تهجير السوريين مع سقوط حجة المقامات، وصولاً، لقتال الشعب السوري وحماية نظام البراميل بذريعة القدس وطريقها الذي أصبح “مانشيت” يرفع لكل حرب لا شرعية، خلق شرخاً بين البيئة الشيعية المقاومة (في سوريا)، وبين المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
لم تعد العلاقة بين الطرفين علاقة تقاطع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، وإنّما تحوّلت لفلسطينيين او سنة مع الثورة وشيعة او حزب الله مع النظام، فالفلسطينيون الذين يؤيدون الثورة السورية وحق الشعب السوري بالإنتفاض على مظلوميته، لم يعد يمثل الحزب بالنسبة إليهم أكثر من ميليشيا مسلحة تقتل السنة دفاعاً عن مصالح الولي الفقيه. هذا الموقف ترسخ في المخيمات لا سيما مع تقاطع هذه التطورات مع أحداث عبرا والأسير والتي يُتَّهم حزب الله أنّ سراياه هم من أطلقوا الرصاصة الأولى، كما يتقاطع مع موقف عربي – خليجي صنف حزب الله بأنّه جماعة ارهابية.

المخيمات لم تعد تشكل حاضنة آمنة لحزب الله وإنّما قنبلة موقوتة يخشى أن تنفجر به، وما الشيطنة الإعلامية في المرحلة الأخيرة إلاّ تسريبات متعمدة، الهدف منها هو الحد من السلاح المنتشر (الذي كان يحميه حزب الله نفسه).
ولعل فكرة الجدار هي من ابداعات المقاومة التي أرادت أن تنأى بنفسها عن اي معركة داخلية.

إقرأ أيضاً: رداً على عنصرية باسيل: طلقيه يا شانتال!

لا بدّ من الإشارة هنا، إلى وعي قيادات المخيمات والذين ابدوا كل تعاون مع الدولة اللبنانية في مواجهة كل فتنة يراد منها جرّ الطرفان اللبناني والفلسطيني إلى معركة لا يستفيد منها إلا من تحوّل من صفة المقاوم إلى صفة المهدد.
هذا التعارض بين المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، بات جلياً حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأنصار المقاومة لم يعودوا يرون بالفلسطيني ضيفاً وصاحب حق لا بدّ من التمسك به، وإنّما عبئاً. عنصرية متفاقمة ضد المخيمات تفيض بها الصفحات التي تحتفي في ذات الوقت بصور المقاومة والنصر.


أحد الفلسطينيين تساءل أمام هذه التعليقات الصادرة من مقاومين فقال، ” كيف يكونوا مع المقاومة ويضعون صورا للمقاومة ويطالبون بضرب المخيمات بالنووي”.

إقرأ أيضاً: تصريحات جبران العنصرية ما موقف حزب الله منها؟

فيما علّق آخر “العنصرية تلبس أقنعة “ألمقاومة” والمؤسف بل المحزن أنهم يوزعون شهاداتهم وكأنهم اﻷصحاب ألحصريين للمقاومة بل بنزعة شوفينية تنم عن عصبية هي اقرب للنزعة العنصرية الصهيونية ضد الفلسطينيين. ويغفلون مع أنهم يعرفون أن ألشعب ألفلسطيني هو وحده صاحب ألحق في المقاومة وألتى عمدها نهجا وأسلوبا واشكالا وممارسة وشرفها بألصبر وأﻹرادة وألصلابة وألديمومة وبروح ألعطاء وألتسامي وألتضحية وأﻹنسانية التي قل نظيرها منذ ما يزيد عن مئة عام رغم لظى ألمتآمرين وجراح ألمزايدين وأﻵم ألمخادعين …..”

السابق
عظام الجاسوس«كوهين»: بشار الأسد وعد بإعادتها ومصادر تؤكد وجودها مع «المعارضة»
التالي
15 غارة نفذها النظام السوري والروس استهدفت حلب وسقوط أكثر من 90 ضحيةً