سرايا المقاومة «ميلشيا حزب الله السنيّة» ترسّخ وجودها

سرايا المقاومة حزب الله
في أواخر القرن الماضي أنشأ حزب الله إطاراً يضم عناصرا مؤيدة لخطه، لكن لا تتوفر فيها الشروط لتكون أعضاء فاعلة في جسمه الحزبي، بحسب تعبير أحد المشرفين على “سرايا المقاومة”.

ينتمي عناصرها إلى طوائف شيعية وغير شيعية، وأطلق على هذا الإطار إسم “سرايا المقاومة” وراحت تتمركز وحداتها في مناطق ذات تنوع طائفي ومذهبي. جمعت “السرايا” عناصر من تنظيمات لبنانية مختلفة وبقايا المقاومة الفلسطينية وعناصر مرتبطة بالأجهزة الأمنية تلتقي مع حزب الله في الاتجاهات العامة. وقد نالت خلال الأعوام الماضية مساعدات مالية ضخمة من الحزب.

اقرأ أيضاً: «سرايا حزب الله» من أول حجر.. الى آخر رصاصة

و«سرايا المقاومة» هي من أهمّ مؤسسات حزب الله، ومنتشرة من العديد من المناطق اللبنانية، معظم عناصرها لا ينتمون إلى الطائفة الشيعية. والدور الأكبر للسرايا هو في صيدا، حيث استطاع الحزب من خلالها أن يفرض مجموعات أمنية داخل المدينة تأتمر بأمرته.

فبعد انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني عام 2000، تحولت هذه السرايا، بحسب مراقبين، إلى ميليشيات “سنية” يستخدمها “حزب الله” ضد خصومه في الداخل الغير منخرطين في مشروعه الذي تقوده ايران، فيتهمهم بـ”الخيانة” و”الانحياز” للمشروع الأمريكي – الإسرائيلي في المنطقة، حسب رؤية “الحزب” الخاصة.

وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد هاجم ما يسمّى بسرايا المقاومة التي يدعمها ويشرف عليها حزب الله، ووصفها بسرايا الفتنة والاحتلال.

ومن ممارسات السرايا المشينة ما جرى في منطقة السعديات حيث أقدم عناصر سرايا المقاومة إلى افتتاح مصلى في شقة داخل مبنى تابع لـ«حزب الله» عند مدخل السعديات أي مدخل إقليم الخروب، وبدأوا برفع الأذان إضافةً إلى وضع «الندبيات» على مكبرات الصوت، وتسيير دوريات ليلية تجوب أحياء السعديات بسيارات ذات زجاج داكن حتى وصل بهم الأمر إلى إطلاق الرصاص على مقهى صغير يقع عند مدخل بلدة السعديات.

وشهدت منطقة دوحة عرمون منذ وقت ليس ببعيد إشكالاً، في شارع مريم، وقد تخلله إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وسقوط عدد من الجرحى.وتضاربت المعلومات الصحافية المتضاربة حول سبب الإشكال ففي حين أوردت بعض المواقع أنّ الإشكال الواقع هو بين الأهالي واللاجئين، أشارت معلومات انّ سبب الاشكال هو مطالبة سرايا المقاومة اللاجئين بالمغادرة الأمر الذي رفضه السنة واستفزّ السلفيين من أهالي المنطقة.

سرايا المقاومة في السعديات
سرايا المقاومة في السعديات

وخلاصة الوقائع يبدو أن هدف حزب الله من إنشاء سرايا المقاومة ليس فقط إثارة بلبلة في معظم المناطق التي لا سلطة لهم فيها، بل تتلخص أيضاً إلى تحويلها إلى مجموعات عسكرية تنفذ انتشاراً واسعاً ومدروساً في الداخل اللبناني، للسيطرة على كافة المناطق اللبنانية.

اقرأ أيضاً: حزب الله من خلدة لحاصبيا: “سرايا المقاومة” سنيّة منعا للفتنة ! (3/3)

وكتب الصحافي ابراهيم بيرم في صحيفة النهار: “إن “حزب الله” ليس في وارد التخلي إطلاقاً عن هذه الذراع التي أطلقها قبل عقدين (عام 1996)، وان الحاجة إليها تتعزز. وأنه عزز مخاوف الخائفين من دور هذا الاطار المسلح الذي يضم بين صفوفه عناصر من غالبية الطوائف والمذاهب مع غلبة شيعية وسنية. وفي كل الاحوال، تشير المعلومات الى انه رغم ذلك فان الوزير المشنوق لم يفتح في طاولة الحوار الاخيرة بين التيار والحزب في عين التينة موضوع “السرايا”، مما اوحى بأن “التيار الازرق” مقتنع سلفاً بأن الحزب ليس في وارد مناقشة الامر الذي انشىء ابان فترة الاحتلال الاسرائيلي للشريط الحدودي ليكون رديفا للمقاومة، ولكن صارت الحاجة اليه اكبر بعدما اضطر الحزب الى الانخراط في مواجهات الداخل وصراعاته التي اشتدت بعد الجلاء السوري عن لبنان”.

 

السابق
تضامن نوال مع أليسا يثير الاعجاب والاستغراب
التالي
التطبيع العربي مع اسرائيل يخدم إيران