روسيا تدك حلب في سبيل انتزاع اتفاق مع أميركا والهدنة انتهت قبل أن تبدأ

أكثر من 150 غارة استهدفت ثلاثين حيّاً في حلب، إبادة ممنهجة يمارسها النظام السوري والطيران الروسي، ومذبحة راح ضحيتها ما يزيد عن الـ90 قتيلاً.

أعلن الجيش السوري يوم أمس بدء الهجوم على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، معركة كان الطرف الروسي المجرم الأكبر من خلال طيرانه وقصفه، فتعرضت حلب لكافة أنواع القصف حيث استخدم النظام وحليفه الروسي كافة أنواع الأسلحة والصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية والفسفورية.

لا هدنة في حلب، وإنّما حرب إبادة، بشار الأسد وبوتين، يتابعان لعبة الأرض المحروقة، فيما الأمريكي ما زال في انفصامه بين البيت الأبيض الحامي لشرعية الأسد والمدافع عن جرائمه وبين الكونغرس وجزء من الادارة التي تهيئ الملفات لتدين بها النظام في مرحلة ما بعد أوباما.

سأل الكاتب اللبناني خيرالله خير الله في مقال له في “العرب”، (ماذا تريد موسكو تحقيقه في سوريا؟)، وخلص لإجابة واضحة وهي “هل من عاقل يستطيع أن يبني على نظام بشّار الأسد. يمكن الاستعانة بما بقي من النظام لاستكمال عملية تدمير سوريا لا أكثر. لا يبدو أن هناك هدفا آخر للكرملين في هذا البلد…”.

هذا الهدف تجلّى واضحاً، في داريا، وحمص، ومعضمية الشام، ومضايا والزبداني، وها هو اليوم يتمظهر في أكثر الصور دموية في حلب.

عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي ياسر اليوسف أكدّ لـ””جنوبية” أنّه ما من هدنة “فالهدنة السابقة لم يعترف بها النظام السوري و لم يلتزم بها، و توّجها بقصف قافلة المساعدات يوم الاثنين (19 أيلول)، ليعلن أخيراً عن انتهائها بشكل رسمي بينما هو في الواقع لم يبدِ أيّ التزام بها طوال المدة المحددة بالاتفاق الامريكي الروسي”.

إقرأ أيضاً: حلب تحترق والأسد «يتسلّى» بتعيين محافظ جديد لها !
مضيفاً أنّ “الهدنة ممكنة و لكن في سياق القرارات الدولية التي طالبت بفك الحصار عن المدن المحاصرة وإدخال المساعدات الإنسانية إليها وإطلاق سراح المعتقلين إضافة إلى توفر آليات رصد و متابعة للإنتهاكات مترافقة مع عقوبات جزائية اتجاه أيّ انتهاك. وهذا ما لم نشهده حتى اللحظة و بالتالي أيّ هدنة لا تأتي في هذا الإطار تعتبر رخصة إضافية للقتل و التدمير و الإجرام”.

حلب
وفيما يتعلق بأبعاد الخلاف الروسي – الأمريكي والموقف الإيراني أوضح بسام مصطفى عضو المكتب السياسي لحركة “نور الدين الزنكي” لـ”جنوبية” أنّ ” روسيا تدخلت في سوريا تحت شعار محاربة داعش وهي لم تحارب إلاّ الثوار في المناطق المحررة، ويدرك الجميع أنّ روسيا غير صادقة فهي تبحث من جديد عن مناطق نفوذ وحصة في الكعكة، إضافة الى تصدير ازماتها للخارج أما الأمريكيين فهم يناورون لا أكثر بعدما تورطت روسيا، لذلك يسعى الروس لإنتزاع اتفاق مع الأمريكان ويتمنع الأمريكان لحين إنهاك الروس”.
مضيفاً أنّ “إيران قد تراجع دورها كثيراً بعد تدخل الروس لذلك اكتفت بإدارة الميليشيات التابعة لها في سوريا ولبنان والعراق واليمن بإنتظار فرص أفضل وحظ أوفر”.
وأكدّ مصطفى فيما يتعلق بالشق الإنساني والحصار أنّ “المساعدات الإنسانية لا زالت متوقفة بنتيجة العمليات الروسية وطيران النظام، وهي تستخدم للضغط على المحاصرين والثوار للاستسلام”.

إقرأ أيضاً: حركة «الزنكي» لـ«جنوبية»: الحصار أطبق على حلب وجثث من استهدفناهم من حزب الله مع النظام السوري
هذا ورفض التعليق على حديث بشار الأسد الأخير والذي أشار به أنّ حلب غير محاصرة معلقاً “تصريحاته لم تعد مهمة للتعليق عليها”.

السابق
العراق.. إنهاء الأزمة؛ من فكر القديس فرنسيس والإمام السيستاني
التالي
اللبنانيون للحريري: ترشيحك لعون انتحارٌ ونهاية لتيارك