بعد ردّه على «لعنات باسيل» بسام أبو زيد: جبران لن يرث عون .. إنّما سيرث المسيحيين!

في 31 آب 2016، كتب الإعلامي في المؤسسة اللبنانية للإرسال مقالاً في موقع "im lebanon" انتقد به الوزير جبران باسيل وما أطلقه من لعنات، هذا الموقف ظهر مغايراً اليوم (23 أيلول)، إذ كتب الإعلامي أبو زيد في زاويته على موقع lbci قطعة تحت عنوان "وريث المسيحيين" قدّم من خلالها الكثير من النقاط الإيجابية للوزير وصولاً لاعتباره لن يرث التركة العونية فقط وإنّما أيضاً سيرث العديد من القيادات المسيحية.

بداية وقبل أن نتوقف عند التعارض بين المقالين، لا سيما وأنّ الفاصل الزمني بينهما يقل عن شهر، لم يُصدر خلاله الوزير جبران باسيل إلاّ المزيد من المواقف التي تلعب على الوتر الطائفي اللبناني، لنتذكر ما هي لعنات باسيل.

في 25 آب 2016، واجه وزير الخارجية جبران باسيل التهديد الذي يستهدف وجوديته وميثاقيته بلعنات وزعها خلال عشاء قطاع الانتشار، فقال “ملعون من الله كل من يحاول اقتلاعنا من ارضنا ومهمتنا.. ملعون منا كل من يحاول اقتلاعنا من رئاسة الجمهورية للإتيان برئيس غير ميثاقي وملعون منا كل من يحاول اقتلاعنا من مجلس النواب بقانون انتخاب غير ميثاقي، وملعون كل من يحاول اقتلاعنا من مجلس الوزراء بعقد جلسة غير ميثاقية والحكومة مطعون فيها بالقضاء وبالشارع
خاتماً خطاب اللعن بـ: “رحمات الله على السابقين ولعنات الله على اللاحقين الذين يحاولون اقصاءنا”.

ما قاله باسيل في حينها قوبل بردّة فعل واسعة، فاعتبر وزير العمل سجعان قزي اللعنات “زلات لسان”، فيما تحفظ دولة الرئيس نبيه بري على إقحام عبارات ذات دلالة دينية بالخطاب السياسي.
الانتقادات تجاه ما قاله الوزير توسعت لعديد من الوزراء والنواب والإعلاميين على اختلاف طوائفهم والذين استهجنوا مضامين الخطاب الذي لم يحوِ إلا أبجدية اللعن المرفوضة جملة وتفصيلاً.

بدوره أفرد الإعلامي بسام أبو زيد مقالاً يرد به على مناخ التهديد الذي يلحقه باسيل بالمسيحيين، فتوقف في المادة الصحافية التي نشرها في موقع “im lebanon” عند اللعنات المكررة وعند تشديد الوزير أنّ ما من أحد سوف يقتلع المسيحي من أرضه.
ليذكر الوزير في هذا السياق أنّ من هجر المسيحيين من أرضهم هي حروب المسيحيين، من حرب التحرير إلى حرب الإلغاء وصولاً لحرب 13 تشرين (الجدير بالذكر أنّ الجنرال ميشال عون كان من الوجوه المشاركة في الحروب الثلاثة، وكان أوّل من تخلى عن لبنان والمسيحيين حينما طالب باللجوء السياسي في السفارة الفرنسية في الحرب الثالثة”.
هذا وأكدّ الإعلامي للصهر العوني أنّ من كان وراء تلك الحروب “لم يكن لا مسلمو تيار المستقبل ولا مسلمو حزب الله بل مسيحيون يعرفهم عن ظهر قلب”.

اسجبران باسيل

 

ما كتبه أبو زيد في المقال أعلاه يتقاطع مع العديد من اللبنانيين، ليس لموقف شخصي يتحامل به اللبناني على الوزير جبران باسيل، ولكنه لأنّه كلام المنطق والعقل الذي يحاكي الوطنية لا الطائفية.
بسام أبو زيد الذي تعرض لهجوم الكتروني من أنصار التيار الوطني الحر على خلفية ما كتبه، ولكيل من الشتائم، دوّن يوم أمس في زاويته في موقع المؤسسة اللبنانية للإرسال مادة صحفية مغايرة كلياً عمّا سبق تفرد من خلالها بالإشادة بحضور ومواقف جبران باسيل.

إقرأ أيضاً: بسام أبو زيد يرد على لعنات باسيل: من اقتلع المسيحيين حروب المسيحيين

فاستهل الإعلامي كلامه بأنّ للوزير باسيل حضوراً مميزاً على الساحتين اللبنانية والمسيحية على الرغم من الاختلاف معه، موضحاً أنّه الحاضر في كل القضايا والملفات المثارة، وأنّه صاحب المواقف العلنية التي لا مواربة بها.
كذلك أشار أبو زيد أنّ موقع باسيل كرئيس للتيار الوطني الحر إضافة لعلاقة المصاهرة التي تربطه بالجنرال ميشال عون ولكونه قيادي مسيحي، جعل من كلامه ومواقفه محط اهتمام.
ولفت أنّ مواقف الوزير توازي العديد من القيادات المسيحية التي سبقته، حتى أنّ بعض هذه القيادات باتت تلزم الصمت أمامه إذ تعجز على المزايدة على وطنيته، معتبراً أنّه ما من مساحة للاعتراض عليه لما سوف يعكس ذلك من ضرر على المصالحة المسيحية.
وختم أبو زيد القطعة التي أعاد الوزير جبران باسيل نشرها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّه في ظلّ البلبلة حول من سوف يرث عون فإنّ تقدم الوزير جبران باسيل بمواقفه له دلالة أنّه لن يرث عون فقط وإنّما سيرث أيضاً بعض زعماء الساحة المسيحية أيضاً.

إقرأ ايضاً: لعنات باسيل تثير سخطاً: يعتبر الآخرين «برغش»!

يبقى السؤال الذي لا بدّ من طرحه بين المادتين، ما هي المواقف التي أصدرها الوزير جبران باسيل في هذه المرحلة الزمنية المحدودة ليتحول من “موزع اللعنات” لـ “وريث المسحيين”.

في عودة سريعة نجد موقفين للوزير الأول أنّه “يفقد القناعة في العيش مع الشريك المسلم”، والثاني أنّه مع “إعطاء المرأة اللبنانية حق تجنيس أولادها شرط أن لا يكون زوجها سورياً أو فلسطينياً”.
موقفان من كثرٍ أطلقهما باسيل ولكنهما كانا الأكثر ضجة، لا سيما وأنّهما أيضاً لا يمنحاه البطاقة لا للزعامة المسيحية ولا الوطنية، فهيهات بين زعيم تجاوز الطائفة للوطن، وبين آخر نحر الوطن لأجل حدود المصلحة الشخصية.. على طريقة جبران!

السابق
بعد الافراج عنه امس.. الصحافي التركي أحمد التان موقوف مجدداً
التالي
كنز معلومات في حوزة مخابرات الجيش بعد اعتقال امير داعش.. وهذه تفاصيل العملية