الدكتور محمد سلهب في اليوبيل العشرين: نهضة أكاديمية.. ومصداقية سياسية

محطة التقدير لمسيرة الدكتور محمد سلهب فرضت نفسها في هذه الظروف التي يسود فيها التراجع والتقهقر والتعطيل المعلن والمستتر، فبات من النادر أن تجد مؤسسة تتقدم، أو رائداً يتألق..

ولقد شكل احتفال “جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية اللبنانية الفرنسية” باليوبيل العشرين محطة بارزة في مسيرة العمل الأكاديمي المتقدم التي يتولى قيادتها الدكتور محمد سلهب، محطة بارزة في سياق تقييم الإنجازات العلمية والتربوية والعملية التي شهدتها مسيرة الجامعة، بالتوازي مع رؤية سياسية وتنموية متقدمة، يعمل عليها الدكتور سلهب، برويّة ملحوظة، وبدفق إعلامي مدروس، لا يحرق المراحل، ولا يغيب عن الساحة، فيحتفظ بالحضور والتأثير في آن واحد.

محمد سلهب: نهضة أكاديمية ومصداقية سياسية

بمثابرة ودأب وإصرار، وصل الدكتور محمد سلهب بـ”جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية اللبنانية الفرنسية”، إلى يوبيلها العشرين هذا العام لتصبح في مصاف الجامعات الكبرى في لبنان بفروعها المنتشرة شمالا وبقاعا، بانتظار أن تحيل وزارة التربية والتعليم العالي ملف فرع بيروت إلى مجلس التعليم العالي، بعد استيفائه الشروط الأكاديمية منذ قرابة العامين، تمهيدا لنيل الترخيص في مجلس الوزراء.

نهضة علمية قوامها الاختصاص والتنمية

استطاع الدكتور سلهب خلال سنوات عمله الأكاديمية العشرين أن يبني نهضة علمية حقيقية في طرابلس والشمال، من خلال مستوى متقدم من التعليم المواكب لمتطلبات التكنولوجيا والعلوم المعاصرة، والأهم من هذا أنه تمكن من توفير فرص العمل لأعداد كبيرة من الخريين، نظرا لمواكبة الجامعة سوق العمل، وفهم متطلبات واحتياجات هذا السوق بشكل متواصل.
يشرح سلهب أبعاد استراتيجيته الأكاديمية بالقول:”اعتمدنا في مسيرتنا على دراسة حاجات العمل والانتاج وتطوراتها الكثيرة والمتلاحقة، وكذلك اعتماد نظام الابحاث التي تؤهل الطالب لمتابعة التطورات في مجال التحصيل العلمي وكذلك في مجال عمله بعد حصوله على الشهادة. وقد اتبعنا في العام 2002 نظام الارصدة الاوروبية وكان لنا تعاون مع كبريات الجامعات الفرنسية، يشمل الطلاب والاساتذة لتجديد برامجنا بشكل دوري لتتلاءم مع التطورات واجراء الابحاث العلمية المشتركة مع الجامعات الفرنسية، مشددين على ان تركز الجامعة على الابحاث ذات الابعاد الانمائية في محيطنا المناطقي والوطني”.

وأكد على “اتخاذ المنحى لاعتماد جودة التعليم منذ سنوات، بالتعاون مع الجامعات الاوروبية. وتم تحويل جمعيتنا (“للجمعية الفرنكوفونية للتنمية والتعليم العالي”) الى الجامعة الحالية في العام 2007 تماشيا مع تطلعاتنا. وتم انشاء كلية هندسة بفروعها الاربعة اضافة الى كلية العلوم والادارة والتكنولوجيا. وتوسعت الجامعة الى فرعين الاول في شتورا والثاني في المتن بانتظار فرع بيروت الذي نعمل للتأسيس له”.

إقرأ أيضاً: الجامعات الخاصة: الأرباح قبل التعليم

وشدد على “تعاون الجامعة مع مؤسسات العمل والانتاج منذ البداية، ومن العوامل الاساسية التي اهلت طلابنا لتبوؤ مراكز مهمة في اسواق العمل والانتاج وتجنب البطالة اعتماد الجامعة نظام التدريب مع كبرى المؤسسات الوطنية والفرنسية”، مركزا على العمل لتطوير البرامج، ومنوها بالعديد من الابحاث التي اجرتها الجامعة مع جامعات الخارج لاسيما مع طوكيو، والمؤتمرات الدولية التي نظمتها الجامعة للتبادل العلمي والثقافي”.

وقال: “نتطلع لافاق جديدة، فطلابنا يساهمون ببناء الوطن والعديد من بلاد الاغتراب لاسيما الخليج العربي وفرنسا وكندا، ونحن على تواصل مع جمعية الخريجين للاطلاع على نجاحاتهم”..

محمد سلهب
محمد سلهب

• أكاديميا:

يخوض الدكتور سلهب تحدي الدخول الأكاديمي إلى بيروت ومنذ قرابة العامين “جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية اللبنانية الفرنسية” في العاصمة مستوفٍ للشروط الأكاديمية بانتظار الترخيص والعرض على مجلس الوزراء. وإنجاز الترخيص سيشكل فقفزة نوعية في مسيرة الدكتور سلهب المهنية وفي تطور القطاع الجامعي في آن.

• سياسيا:

لقد وازى الدكتور سلهب بين نجاحه الأكاديمي ورؤيته الإصلاحية للواقع اللبناني، فأسس مع نخبة من المثقفين وأصحاب الكفاءات “التجمع الدستوري الديمقراطي” وأعطى نموذجا مختلفا في الخطاب السياسي البعيد عن أساليب الاستقطاب الشعبوية المعتمدة على الإثارة الفارغة، وذهب نحو اعتماد سياسة التثقيف والتوعية للرأي العام بحقوقه وبسبل بناء مستقبل آمن ومزدهر، لذلك، فهو يثير الملفات السياسية والاقتصادية من زواية تخصصية تحمل الحلول ولا تكتفي برفع الصوت والشكوى دون أي طرح بديل.

يشكل الدكتور محمد سلهب نموذجا مختلفا في العمل العام: فهو مستقل يبني المؤسسات الأكاديمية ويبني معها الأجيال والمستقبل، ويكرس أسلوبا بعيدا عن الإفساد المالي للجمهور، وأكثر قربا من الواقع بناء على رؤية علمية صحيحة، ورغبة صادقة في الإصلاح والتطوير والتنمية.

لذلك، كان الدكتور سلهب من القلة النادرة في لبنان، ممن يحتفظون بعلاقات جيدة ومرنة مع مختلف الأفرقاء، وبرؤية إصلاحية لا تساير الفساد والمحسوبيات.

هذا النموذج الذي يطرحه الدكتور محمد سلهب هو النموذج الذي يستحق الدعم والمساندة في مدينة طرابلس، التي تعاني المرارات نتيجة سياسات بائسة أفضت بها إلى أن تكون أفقر مدينة على ساحل البحر المتوسط، وينبغي أن يتطور الحراك الاجتماعي في عاصمة الشمال نحو أفق يحمل في طياته عناصر التغيير المطلوب في السياسة والإنماء على حدٍ سواء.

إقرأ أيضاً: لهذه الأسباب تدرّس أفلام داعش القصيرة في الجامعات اللبنانية

تخصصات الجامعة

تعتمد الجامعة اللغتين الفرنسية والانكليزية، ونظام تدريس يعتمد نظام أرصدة أوروبية ECTS والحضور فيها إلزامي.
وتعمل فيها الكليات على النحو الآتي:

  • كلية الآداب والعلوم
    الإختصاصات: التكنولوجيا المتقدمة، المعلوماتية، ميكانيك الطاقات البديلة، التجهيزات الطبية، المعلوماتية والاتصالات، علوم البيئة، علم الإجتماع، علم إجتماع العلوم والتكنولوجي
  • كلية إدارة الأعمال:
    الاختصاصات: التسويق، إدارة فنادق، المعلوماتية الإدارية، إدارة الأعمال الدولية.
    الشهادات: بكالوريوس 3 سنوات.
    ماستر تخصصي: إدارة أعمال، مالية وبنوك (سنتان).
  • المعهد الجامعي للتكنولوجيا
    الإختصاصات: صيانة صناعية، معلوماتية صناعية، اتصالات وشبكات، إدارة المؤسسات، معلوماتية إدارية،
    تجارة وبنوك وتأمين.
    الشهادات: دبلوم جامعي للتكنولوجيا مدته 3 سنوات.
  • كلية الهندسة:
    الإختصاصات: هندسة الميكانيك والطاقات، هندسة الالكترونيك، هندسة الكهرباء، الهندسة المدنية.
    الشهادات: دبلوم مهندس مدّته 5 سنوات.
السابق
المتمولون الشيعة ينأون بأنفسهم عن حزب الله…التعزية بعاشور مثالا
التالي
تلوث الليطاني في ندوة نظمتها «شؤون جنوبية» و«تجمع لبنان المدني»