هل يعلم أو لا يعلم أنّه لعبة بيد «حزب الله»؟

وسط صمت النائب ميشال عون يتولى حزب الله المقاطع لجلسات الانتخاب خوض المعركة الرئاسية ليتهم تيار المستقبل بالتعطيل، فماذا ينتظر عون للإنتفاض على حليفه القوي؟

بعدما قرّر حزب الله وحلفاؤه مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية والتي تسببت بشغور رئاسي دخل عامه الثالث، مقابل مواظبة قوى 14 آذار على حضور الجلسات. وبعدما حصر حزب الله إسم الرئيس العتيد بإسم النائب ميشال عون، وأحبط كل محاولات التوصل إلى توافق في الملف الرئاسي، وبعدما وقف حزب الله متفرجًا أمام حليفه الاستراتيجي النائب سليمان فرنجية وهو يطرح نفسه مرشحًا منافسًا لمرشح حزب الله بدعم من تيار المستقبل دون أن يفكر بأن يمون عليه بسحب ترشيحه، وبعدما قرّر حزب الله “احترام موقف” حركة أمل بعدم تبني ترشيح عون وهو القادر على تحويل هذا الاحترام لصالحه في أية لحظة، بعد كلّ هذا وأكثر يقرر حزب الله إعلاء سقف الخطاب ضدّ تيار المستقبل وتحديداً ضدّ الرئيس سعد الحريري واتهامه بانه المعرقل الوحيد لوصول عون إلى قصر بعبدا !

إقرأ أيضًا: لماذا لن ينتخب «المستقبل» ميشال عون؟

ولكن إذا عاد حزب الله إلى دوره الحقيقي وجمع حلفاءه الذين ينضوون تحت امرته المؤلفين من 57 نائبا، وحثهم على انتخاب عون لما فيه “مصلحة للجميع من مقاومة وسوريا وحلف الممانعة”، إضافة إلى كتلتي القوات وجنبلاط الذي لن يخالف الاجماع المسيحي كما قال، يتوفر عندها 16 نائبًا اضافيا، زائد النواب المقربين من حزب الله، يستطيع الحزب ببساطة عندها إيصال مرشحه إلى الرئاسة دون منّة من المستقبل! ولكن لماذا قرّر حزب الله سلوك هذا الطريق الملتوي؟

المحلل السياسي الياس الزغبي رأى في حديث لـ«جنوبية» جاء فيه «في الواقع يحاول حزب الله بطريقة باتت مكشوفة أن يحمل تيار المستقبل وتحديداً الرئيس سعد الحريري مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وهو يخفي قرارًا من مرجعيته الايرانية لعدم انتخاب رئيس قبل تقاسم الغنائم في سوريا واليمن والعراق ولبنان لتعرف طهران أين تدفع وأين تقبض في ميزان مكاسبها».

وأضاف الزغبي «مسألة انتخاب رئيس عالقة في عنق زجاجة لدى حزب  الله، وكل ما جرى من ترويج ووتسريبات توحي بأنّ الحريري سينتخب عون بحسب معلومات سياسية مسربة من فريق عون نفسه ستنكشف في خلال الأيام المقبلة أنّها زوبعة في فنجان».

بخسب مراقبين، فان سلوك حزب الله التعطيلي منذ الفراغ الرئاسي بات معروفا لدى حلفائه قبل خصومه، فالرئيس نبيه بري يجاري حزب الله في تعطيله انتخاب الرئيس، وبحسب مراقبون لو أراد الحزب أن يتفق مع بري على انتخاب رئيس لكان الاتفاق حصل منذ البداية، ولو  أراد الحزب أن يفرض على سليمان فرنجية أن ينسحب لكان حصل ذلك بإشارة صغيرة، ولكن أين الجنرال ميشال عون من سلوك حزب الله الفاضح، أهي سذاجة أم تغاضٍ مقصود عن تصرفات حليفه القوي؟!

وفي هذا السياق رأى الزغبي «العماد ميشال عون وتياره ليسا في حالة اللياقة السياسية الكاملة لكي يدركا وقائع وحقائق الأزمة، لذلك هما يأخذان القشور والشائعات العابرة، ليحولاها إلى معلومات يبنيا على أساسها تفاؤل خلّب (أي مغشوش)، فهما يخدعان نفسيهما قبل أن يخدعا الأخرين».

ووتابع الزغبي «منذ مبادرة السيد حسن نصرالله التي قال فيها أنّ الرئيس هو ميشال عون، ورئيس مجلس النواب هو نبيه بري، ولمّح بقبول الرئيس سعد الحريري رئيسًا للحكومة، الذي لم يقابله الحريري وتيار المستقبل بأي ردّة فعل إيجابية، انتقل الحزب من مرحلة الضغط إلى مرحلة التهديد فهو يقول للمستقبل إمّا أن تقبلوا بعون وإلاّ..».

إقرأ أيضًا: محطات تقطع الشك في اليقين: عون لن يكون رئيسا في 28 أيلول

يجزم مراقبون أنّ حزب الله  أخذ النائب ميشال عون رهينة لسياسته الإقليمية، فوعده بالرئاسة مقابل حرمانه النزول الى مجلس النواب، بانتظار قرار إيراني. فهل سيستدرك عون المعلق بقشة توصله إلى قصر بعبدا حقيقة ما يفعله به حزب الله!

السابق
مدير الحقوق في زحلة يستقوي بـ«أشرف» الناس على طلابه
التالي
قصف قافلة المساعدات هل يكون بداية نهاية نظام الأسد؟