قصف قافلة المساعدات هل يكون بداية نهاية نظام الأسد؟

قافلة المساعدات
سببت عملية قصف قافلات المساعدات الدولية في حلب موجة سخط دولية رافقها تصعيد كلامي مرفقا بتهديدات من الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي.

فقد أغارت ليلة أمس الطائرات الروسية على قافلة مساعدات في بلدة أورم بريف حلب الغربي، وقتل في الغارات 12 سائقاً ومتطوعا تابعين للجمعيات الانسانية. وتحدث المرصد السوري “ان القافلة كانت واقفة أمام مركز الهلال الأحمر السوري” ووجد صعوبة في تحديد هوية الطائرات الحربية ان كانت سورية أم روسية.

اقرأ أيضاً: روسيا ستحصد المزيد من المكاسب في سوريا

وبحسب رواية لاحقة المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن قافلة المساعدات تعرضت بداية لهجوم من قبل مروحيات النظام السوري وتلا ذلك قصف مركز من الطائرات الروسية.

وبالنسبة للناشطين السوريين على الأرض فقد تحدثوا عن رواية تدعم ما قاله المرصد السوري، وقال الناشطون ان القافلة تعرضت لقصف ببرميلين متفجرين وتلقت القافلة بعد دقائق قليلة غارات من طائرات حربية يعتقد أنها روسية.

أما الأمم المتحدة فقد اكدت بدورها تعرض القافلات الإنسانية للقصف، إلا أنها لم تتمكن من تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم، وأضافت ان القوافل الإنسانية هي نتاج عملية طويلة من الإتفاقات الدولية.

أميركياً، صرح المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية أن أميركا غاضبة جداً بسبب الغارة التي إستهدفت القوافل وقد يؤثر ذلك على التعاون المشترك مع الروس.

وأشار المتحدث إلى ان اميركا ستعيد تقييم خطة تعاونها مع روسيا حول الملف السوري. وشدد جون كيربي أن القافلة معروف بأنها تحمل مساعدات إنسانية وان النظام السوري وروسية يعرفون ذلك.

وأعلنت اميركا على لسان مسؤول رفيع المستوى عن التجهيز لعقد لقاء مغلق سيجمع وزير خارجية أميركا جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث تطورات الأوضاع والنظر بمسألة قصف القافلات.

أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي فعلقت إمدادها الإنسانية إلى المناطق السورية، ورأت ان ما تعرضت له القافلة يبعث على القلق، وستقيم اللجنة مستوى الخطورات الامنية التي قد تتعرض لها البعثات الإغاثية.

الامم المتحدة

وبعد ردّ الأمم المتحدة على تلك الغارة الذي احتوى تهديدا مبطنا كما قال مراقبون بتصنيفها عملية القصف انها فعل “قد يشكل عملا ارهابياً”، فان روسيا تحدثت عن فتح تحقيق دقيق في مسألة القصف التي تعرضت له القافلة وما سببته من ضغوطات دبلوماسية قد تؤثر سلباً على ماهية دورها في سوريا، اما فرنسا فإستنكرت القصف وأعادت المطالبة بكشف كامل تفاصيل الإتفاق الأميركي – الروسي.

وكان تم الإتفاق على إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة والعالقة داخل خطوط النزاع كجزء أساسي من الإتفاق الروسي – الاميركي.

واعلن النظام السوري مساء أمس عن انتهاء المدة التجريبية للهدنة المعلن عنها مطلع الاسبوع الماضي، وتحدث الناشطون عن تعرض المدن المحاصرة في شمال وغرب حلب للقصف بالبراميل المتفجرة.

وبررت روسيا التصعيد العسكري متهمة جبهة فتح الشام بالإعتداءعلى مواقع للنظام وحلفائه بالقرب من طريق الكاستيلو.

اقرأ أيضاً: لماذا تقبلت «الممانعة» صفعة دير الزور؟

وأمام التصعيد الأميركي الإستثنائي ضد الخروقات الخطيرة للنظام السوري، والذي بلغ حدّ تصريح وزير الخارجية الأميركي قبل ساعات ان روسيا فقدت السيطرة على الأسد، فان شكل المعركة المشتعلة في سوريا قد يأخذ خيارات جدبدة غير متوقعة، فالإستهانة بالاتفاقات الدولية التي تكون أطرافها الدول الكبرى لن يمرّ مرور الكرام بالتأكيد، وما بدأ يرتسم في الأجواء من تحضيرات فهي تدلّ بأن خيارا انقلابيا يمكن ان يتّخذ ويقلب معادلة التوازنات القائمة على ساحة الأزمة في سورية والتي ما زالت حتى الآن تمنع الرئيس الأسد من السقوط.

السابق
هل يعلم أو لا يعلم أنّه لعبة بيد «حزب الله»؟
التالي
فنّ الانتقام في مدرسة الأسد و «الممانعة»