المعارضة السورية لـ«جنوبية»: روسيا رصدت قوافل الأمم المتحدة قبل قصفها

كيف تقرأ فصائل المعارضة السورية استهداف قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة، وما هو واقع الهدنة الساقطة روسياً والباقية أمريكياً؟

جريمة حرب، هكذا وصفت الأمم المتحدة الحادثة، لا سيما وأنّ ضمن شروط الهدنة هو دخول المساعدات، فيما كانت الشاحنات عالقة منذ عدّة أيام على أطراف حلب دون أن تتمكن من الدخول.

استهداف الشاحنات كان بقصف جوي من طيران حربي لا تمتلكه المعارضة السورية بطبيعة الحال، وتبرأت منه الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتردد في إدانة “النظام” وروسيا بهذا الانتهاك.
ومع الإصرار الروسي على التملص من هذه الجريمة، غير أنّ بصمة الأسد ومن يدافع عنه أكثر وضوحاً من أيّ ضوضاء إعلامية.

فكيف تقرأ فصائل المعارضة هذه التطورات؟ ولمن توجه الاتهام باستهداف قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة؟

عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي ياسر اليوسف أكدّ لـ”جنوبية” أنّ “مختلف الشهود و الوثائق المتعلقة بعملية القصف تشير إلى تورط سلاح الجو التابع للنظام السوري و للروس بهذه الجريمة، حيث شارك الطيران المروحي التابع للنظام و الحربي التابع لروسيا في ارتكاب جريمة الحرب هذه ، فقد قامت طائرات الاستطلاع الروسية برصد القوافل منذ ظهيرة ذلك اليوم، و بثّ عملية الرصد عبر مواقع تابعة له بشكل حي ّو مباشر و كنا نظن انه يرصد القافلة لحمايتها و لكن الواقع أثبت عكس ذلك حيث قام باستهداف القافلة بعد الساعة السابعة عندما أعلن من طرفه انتهاء الهدنة ببيان رسمي بثته و كالات الأنباء”.

مضيفاً أنّ “الهدنة تمّ إقرارها بناءً على اتفاق أميركي – روسي و أعلنت الفصائل عن موقفها بييان واضح يؤكد التفاعل الإيجابي مع أيّ هدنة يمكن أن توقف نزيف الدماء و توصل المساعدات و تكسر الحصار و تفكّ أسر المعتقلين، غير أنّ النظام السوري وروسيا لم يلتزموا بها وقاموا بعديد من الانتهاكات ومنعوا وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، بل وصل الأمر بهم لممارسة الأساليب العسكرية و غير العسكرية بهدف إفراغ المناطق المحاصرة والإستمرار بالتغيير الديموغرافي الممنهج تحت نظر العالم والأمم المتحدة”.

قافلة المساعدات
وفيما يتعلق بالمرحلة القادمة التي سوف يواجهها الثوار، أوضح اليوسف أنّه “لا يمكن إلاّ بذل المزيد من الجهود لتوحيد الصف و العمل على تعزيز صمود الأهالي في المدن المحاصرة و ممارسة الضغوط العسكرية و السياسية على النظام و شركائه لإجبارهم على التخلي عن السلطة لصالح الشعب و الإمتثال لقرارات مجلس الامن و الامم المتحدة”.

إقرأ أيضاً: قصف قافلة المساعدات هل يكون بداية نهاية نظام الأسد؟

مولم ينقطع النظام عن محاولاته لعرقلة وصول المساعدات بحجج واهية و اخرها التاخر بمنح اي ضمانات للامم المتحدة تحت ذريعة عطلة عيد الاضحى و ذرائع اخرى و ممارسة الترهيب اتجاه الوفود الاغاثية و اخرها جريمة استهداف القوافل الاغاثية في اورم الكبرى بريف حلب الغربي.

موضحاً أنّه “لم ينقطع النظام عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية وصولاً لجريمة استهداف القوافل، لذا على مجلس الأمن و على الدول (أصدقاء الشعب السوري) أن يمارسوا ضغوطاً حقيقية على هذا النظام و من خلفه روسيا وأن يرغموه على الاستجابة للقرارات الدولية”.

إقرأ أيضاً: معارض سوري يتهم الأمم المتحدة باستخفافها بتحذيرات موثقة

وعن انعكاسات الضربة الأمريكية في دير الزور على الواقع السوري وعليهم، أشار اليوسف أنّ “الضربة الأمريكية تأتي في سياق التنافس و التنازع بين الإدارة الأمريكية والروسية إضافة إلى التباين في المواقف بين الدوائر الأمريكية التنفيذية حيال قبول الإتفاق الأمريكي – الروسي و كيفية الإستجابة لهذا الإتفاق الذي لم يكن مقبولاً لأطراف عديدة في هذه الادارة”.
خاتماً “من المؤكد أنّ هذه الضربات لم تأتِ في سياق إسقاط النظام أو محاربة الإرهاب و إنّما في إطار المزيد من الفوضى و خلط الأوراق”.

السابق
بالفيديو: اشكال في دوحة عرمون «دفاعاً» عن اللاجئين.. وما علاقة سرايا المقاومة؟
التالي
محطة «الجديد» عن «أزعر» الدولة و «النائب الفاضل» الذي رفض إغراء شاشة آل المر