روسيا ستحصد المزيد من المكاسب في سوريا

في شهر شباط الماضي توصلت روسيا وأميركا إلى إتفاق لوقف الاعمال العدائية فوق الاراضي السورية، إلا ان الإتفاق لم يشمل المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم النصرة الذي الذي تحوّل الى “جبهة فتح الشام” وأعلن فك إرتباطه في القاعدة.

وألغى اليوم سفير الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الامن إجتماعاً مغلقاً كان مقرراً للقاء نظيره الروسي لبحث سبل تنفيذ الإتفاق الذي توصل إليه الطرفان لتسوية النزاع في سوريا.

 

جميع الأطراف المتنازع تتحدث عن ضعف فرص نجاح وقف إطلاق النار. وتستغل المعارضة المسلحة الهدوء الظرفي على الجبهات لإعادة تمكين صفوفها، في الوقت نفسه يعزز النظام السوري مواقعه في ريف حلب الجنوبي الذي شهد في الأشهر الأخيرة اعتى المعارك المفصلية، بالإضافة إلى تجهيز نفسه لخوض معركة تهجير السكان من بعض المناطق في ريف دمشق على غرار سيناريو داريا.

 

منذ الثلثاء الماضي الموعد الرسمي لدخول سوريا بوقف إطلاق النار، سُجِلَ أكثر من حوالي المئتي إختراق للقرار، ففي اليومين الاولين فقط تم تسجيل 75 حالة فقط.

 

واليوم مثلاً لم تتوان مدفعية النظام السوري عن قصف كنيسة سيدة الإنتقال في حي العزيزية في مدينة حلب القديمة، وقامت الطائرات الحربية الروسية بقصف حلب مما ادى إلى مقتل سيدتين، كذلك قامت فصائل معارضة بإلقاء قذائف على أهداف تابعة للنظام في ريف حماة.

 

وتمتلك روسيا كل القواعد التي من الممكن إستغلالها لمعاودة إستهداف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وقد بدأت بوادر الخطوات الإستباقية تلوح أعلامها خصوصاً بعد إتهام بوتين اليوم لأميركا بأنها عاجزة عن الفصل بين التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة المسلحة.

 

الإحتمالات مفتوحة على مصراعيها، على ضوء إتخاذ الخروقات شكلاً تصاعدياً مما يعيد إلى الواجهة مشهدا مشابها لكيفية سقوط الهدنة السابقة. خصوصاً وأن ما أنجزه النظام على أرض المعركة منذ شباط الماضي إلى لحظة إعلان العودة إلى وقف إطلاق النار الحالي، كإعادة الراموسة إلى سيطرته وإخراج داريا كلياً من يد المعارضة السورية يعد إنجاز إستراتيجي له.

 

كذلك فإن توصل أميركا وروسيا إلى لحظة حاسمة تسمح لهما إطلاق العملية العسكرية المشتركة على معاقل التجمعات المصنفة إرهابياً ستضع المعارضة المسلحة بموقع حرج مع جبهة فتح الشام. اذ ان عدة فصائل لم توافق على ما جاء في الإتفاق الروسي – الأميركي. اما فصائل أخرى فلم تتخذ للان موقفا حاسما لإعلان فك تعاونها مع تنظيم فتح الشام.

بات ضرورياً لأميركا ان تعلن الفصائل المدعومة من قبلها إنفصالها العسكري عن الجبهة، فالجبهة هي احد التنظيمات المدرجة ضمن أهداف الدولتين. وإن تقاعس الفصائل عن إتخاذ موقف حاسم من الأمر سيسبب إحراجاً لأميركا أمام شريكتها روسيا، ويبدو ان الأخيرة تراهن على عدم القدرة على فك هذا الارتباط لضرب الفصائل المعتدلة المعارضة للنظام. بالمقابل هل ستقبل المعارضة المسلحة التي خاضت عدة معارك إلى جانب جبهة فتح الشام بأن تواجه الجبهة نيران اميركا وروسيا وحدها؟

إن الهدن والإعلانات المتفرقة لوقف إطلاق النار سبّب خسارات عدة للمعارضة وقد تنتظر الايام المقبلة ساعات حاسمة تقضي على محاولات المعارضة بالتوحّد. 

إن فرص روسيا كثيرة لإرباك أميركا وربما يساهم ذلك بفتح ثغرات جديدة للنظام من أجل قضم أراضٍ إضافية. 

السابق
آن ريتشار: أميركا ستستقبل 110 آلاف لاجىء في العام الحالي‎
التالي
ما ضاع حق وراءه مطالب