إغتيال جنبلاط حقيقة أم نظرية مؤامرة؟

ضجت وسائل الاعلام اللبنانية بتسربيات وقائع التحقيقات مع "الكاوبوي" واعترافه بمخطط كان قيد الإعداد لإغتيال النائب وليد جنبلاط.  فهل رفع فعلا الغطاء الروسي عن زعيم الجبل؟وما هو الدافع الحقيقي ليثأر الكاوبوي من رئيس حزبه السّابق؟

سحابة سوداء لفت سماء الجبل أمس، مع الأنباء التي وردت أن زعيمه الدرزي وليد جنبلاط اصبح في مرمى الإغتيال، وذلك مع كشف القضاء اللبناني عن مخطط كان قيد الإعداد يهدف لتصفية جنبلاط قبل شهر تشرين الثاني الحالي، بواسطة “الكاوبوي” الذي كان رمزاً من أبرز رموز قادة ميليشيا الحزب “التقدمي الإشتراكي” في العاصمة، وتحديداً في منطقة الحمرا، في مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي.

فقد ورد في نص التسريبات لوقائع القرار الاتهامي الصادر عن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، جاء فيه اعتراف المدعى عليه يوسف فخر، المتهم بالعمالة  مع إسرائيل  والمعروف بإسم”الكاوبوي” بالتخطيط لعميلة الإغتيال بالتعاون مع المخابرات السورية. كاشفا عن علاقة الصداقة الوطيدة التي تجمع بينه وبين عنصر المخابرات السورية مهند موسى الذي كان مقربا من اللواء غازي كنعان الذي كان قائدا للقوات السورية في لبنان خلال عهد الوصاية، وأنه تم التواصل بينهما منذ 5 أشهر عبر فيسبوك، حين أبلغ مهند يوسف فخر، أنّ السوريين غير راضين عن وليد جنبلاط والروس تخلوا عنه، وأنّه لن يبقى على قيد الحياة.

إقرأ ايضًا: مصدر قضائي: الموساد كان يخطط لإغتيال جنبلاط… وما علاقة حزب الله؟

في هذا السياق أكدت مصادر مقربة من الحزب الإشتراكي لـ”جنوبية” أن “علاقة جنبلاط مع روسيا علاقة جيّدة وتاريخية قد تمر بمراحل مضطربة إلا أنها متينة”. مشيرا إلى أنه “حتى لو أن العلاقة مؤخرا ليست على ما يرام، وذلك بعد إنتقاد جنبلاط للسياسة الروسية في سوريا والتعرض لشخص بوتين إلا أن هذه المسائل تتعامل معها موسكو “بزكزكة” سياسية كلقاء السفير الروسي مع النائب طلال إرسلان. لكن الصحف اللبنانية تحاكي المسألة على أنها رفع غطاء عن زعيم المختارة بينما لا وجود لغطاء روسي”.

 

إلا أن الأهم بحسب مصادر “الإشتراكي” هو كيفية تعامل جنبلاط مع مخطط الاغتيال “فداعش بالنسبة لزعيم المختارة حصان طروادة لدى بشار الأسد، لذا وصلت الرسالة إلى جنبلاط وفهم أنه مستهدف من قبل النظام السوري وإن كان داعش الواجهة”.

وتوقفت المصادر عند الوسائل الإعلامية التي تناولت كل منها الخبر بحسب مصالحها وتوجهاتها قائلةً “تسريبات التحقيقات بدأت من جريدة الأخبار التي وضعت التخطيط الإرهابي بإسم داعش فيما السفير قالت الموساد الإسرائيلي وغيرها من الصحف التي وضعت التكهنات بحسب وجهة نظرها”. إلا أنه بحسب المصدر لا أهمية لهوية الجهة المخططة وذلك لتقاطع المصالح الإسرائيلية – السورية والداعشية”.

غقرأ ايضًا: جنبلاط لن يبقى على قيد الحياة وسيتم اغتياله قبل تشرين الثاني 2016

 

ويبقى الأهم أن النتيجة الاساسية للتسريبات أن هناك “الكاوبوي” يوسف فخر إعترف بمخطط إغتيال ارهابي الهدف منه ضرب الجمود والركود في الساحة الداخلية اللبنانية من خلال اغتيال زعيم الدروز، كما حدث عام 2005 مع إغتيال الرئيس رفيق الحريري حيث انقلبت الأوضاع السياسسة رأسا على عقب، واصبحت مرحلة ما بعد الإغتيال ليست كما قبلها، لما كان للحريري ثقل محلي إقليمي ودولي، وجنبلاط لا يقل شأنا في علاقاته الدولية خصوصا أنه عضو في الإشتراكية الدولية.

وليد جنبلاط

وفيما يتعلّق بسبب تعطش الكاوبوي للثأر من رئيس حزبه السّابق تحفظت المصادر عن الاسرار الداخلية في الحزب آنذاك إلا أنها اكتفت بالكشف عن ان ” الكاوبوي عند إتفاق الطائف وحلّ الميليشيات، كان مطلوبا لما ارتكبه في تلك المرحلة في بيروت من جرائم، وهذا ما شكل عبئا كبيرا على الحزب وجنبلاط حينها، وكان الحل بتهجيره وبالتالي بنظر الكاوبوي أنه ينتقم من البيك بسب إبعاده فهو يحمله المسؤولية”.

إقرأ ايضًا: نديم قطيش: نعم المخابرات السورية طلبت اغتيال وليد جنبلاط

هذه الإعترافات كشفت أيضًا  تشكيل مجموعات مسلّحة من البيئة الدرزية خارج عباءة «البيك» وعابرة للحدود حيث ظهر أن كلف من قبل مستشار رئيس الوزراء الإسرائيليّ والمسؤول عن ملفّ دعم المعارضة السوريّة المسلحّة: السوريّ الأصل منذر الصفدي المعروف بـ «مندي الصفدي»، بتجنيد أشخاص لمصلحة «الموساد» ودعم المجموعات الإرهابيّة في سوريا، وحتّى السيطرة على طرق لبنانيّة ودوليّة من أجل مدّ هؤلاء بالسلاح والعتاد!

وهذا ما تعتبره المصادر الإشتراكية منبثق من “نظرية حلف الأقليات المتفق عليه من قبل النظام السوري والايراني والإسرائيلي. فإن تعامل الكاوبوي فخر مع منذر الصفدي وغيره من الدروز السوريين المؤيدين للتقسيم الفدرالي الديمغرافي بقيام كيان درزي مستقل يخدم المشروع الاسرائيلي. وهو ما بتنا نشهده من فرز ديمغرافي في المنطقة كالقلمون ومحيط دمشق وريفها، وهو الذي يعارضه جنبلاط بقوة كالسيناريو الذي أوقفه في السويداء منذ عام تقريبا وهذا ما يفسر التخطيط لإغتيال البيك الذي يشكل عقبة أساسية أمام مشاريع إسرائيل مع دروز لبنان وسوريا”.
وحول ما ان كان قد أزيل الخطر عن زعيم المختارة تقول المصادر أن “هذا الأمر لدى القوى الأمنية  أما ردّ جنبلاط فهو بالانفتاح والتواصل مع كافة الأطراف السياسية  خصوصا لقاء جنبلاط مع حزب الله مؤخرا”.

السابق
الفايد لـ«جنوبية»: اشاعة القبول بعون رئيسا للجمهورية ليست بريئة
التالي
النظام السوري يخرق الهدنة ويشن هجوماً على جوبر