أسهم عون ترتفع بعد تسريبات مواقفة الحريري على ترشيحه

في ظل انسداد الأفق الرئاسي وتدحرج المشهد الداخلي نحو مزيد من التعقيد والتصعيد، أثير أمس التحدث عن إمكانية مضي الرئيس سعد الحريري بدعم ترشيح النائب ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية لخرق بذلك الركود الرئاسي..

هي ليست المرّة الأولى يجري الحديث عن إمكانية سير الرئيس سعد الحريري بدعم ترشيح العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، لكن السؤال هذه المرة هل هي حقيقة أو مجرد زوبعة فنجان؟

بالأمس، تداولت عدة صحف خبر أن احتمال تعديل الحريري رأيه بالملف الرئاسي وارد جدا،  فلا يقتصر كلام المحيطين بالحريري على ما قاله مستشار الوزير السابق غطّاس خوري قبل أيام، بعد زيارته رئيس حزب القوات سمير جعجع عن  “مسار الحريري الجديد للرئاسة بعد عودته من الخارج ، ولا على تمسّك وزير الداخلية نهاد المشنوق بموقفه المتيقّن من انتخاب كتلة المستقبل عون رئيساً في الأشهر المقبلة. بل تبعه بما كشفته مصادر صحيفة “الأنباء الكويتية” أنّ اتصالاً ورد للرابية، أبلغ عون بأنّ نواب المستقبل سوف ينتخبونه رئيساً في جلسة 28 أيلول. وبحسب الصحيفة فإنّ المتصل هو مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحرير.

فعلى الرغم من نتيجة تصويت نواب كتلة المستقبل السلبية تجاه ترشيح عون الشهر الماضي، تجزم مصادر وزارية بارزة في قوى 14 آذار لـ”الأخبار” بأن “هناك نقاشاً كبيراً داخل المستقبل حول سير التيار والرئيس الحريري في خيار انتخاب عون والوصول إلى صيغة تفاهم مع الفرقاء في البلاد على مرحلة ما بعد الانتخاب”. وتؤكّد أن “خيار انتخاب فرنجية بات صعباً والنظام يصل إلى أفق مقفل، فيما تتفكك الدول المحيطة بلبنان”.

إقرأ ايضًا: الحريري يتصل بعون: سوف يتم انتخابك في جلسة 28 أيلول

الموقف السعودي

ولعدم المبالغة في التفاؤل من الضروري قراءة الموقف السعودي من احتمال موافقة الحريري على ترشيح عون، فتقول مصادر مواكبة للملف الرئاسي  إن “لبنان الآن خارج الأجندة السعودية”. لكنها تؤكّد أنه ” حين قبل السعوديون بترشيح فرنجية، ظنوا أن تنازلهم باللقبول بمرشّح قريب من حزب الله والرئيس بشار الأسد خصوصا سيدفع الطرف الآخر إلى التنازل والقبول بهذا الطرحة لحلّ أزمة الرئاسة. لكن جرى العكس، لذا توقعت المصادر أن لا يصدر أي موقف سعودي في حال سار الحريري بترشيح عون قبل جس نبض فريق 8 أذار”.

مجرّد أمنيات

إلا أنه في مقابل هذا التفاؤل، تسخر مصادر أخرى تنتمي إلى الفريق السياسي نفسه من الكلام حول إمكانية سير الحريري بترشيح عون، معتبرةً أن “الأمر مجرّد أمنيات”. وتقول إن “لبنان جزء من السلة الإقليمية، وبالتالي كما يمثّل حزب الله طرفاً إقليمياً، يمثّل الحريري بدوره طرفاً إقليمياً آخرا، لذلك فإن أي تفاهم بين الطرفين يجب أن يعكس تفاهماً بين إيران والسعودية، وهذا الأمر ليس متعذّراً”.  ولفتت هذه المصادر إلى  “المشاكل التي يعاني منها مع  جمهوره، فكيف إذا سار بترشيح عون؟”.

إقرأ ايضًأ: الحريري عائد بيدين ممتلئتين قد تحرك الركود في الملف الرئاسي؟

مبالغة في التفاؤل

ولاحظت مصادر مطلعة أن الفريق العوني يبالغ بالتفاؤل، لجهة اعتبار جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 28 أيلول الجاري حاسمة، فضلاً عن أن لا مرتكزات واقعية أو مؤشرات تُشير إلى أن اتفاقاً حصل على أن يكون عون الرئيس العتيد للجمهورية. واستبعدت حصول شيء من هذا القبيل، في ظل التوتر الإقليمي لا سيما الإيراني – السعودي، بعد الحملة الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية التي أطلقها الوزير ظريف من باب تحريض الأميركيين ضد السعودية، والتداعيات الخطيرة لهذا الوضع المستجد.

 

السابق
فتح طبي جديد في الجامعة الأميركية: الدكتورة بستاني تكتشف علاج الـ «CLN3»
التالي
أمن عدد من الوزراء في خطر.. واحتياطات أمنية مشددة