هل سنشهد مواجهة اسرائيلية – ايرانية في الجولان السوري؟

شكل ردّ الجيش السوري على الاعتداءات الجوية الإسرائيلية بإطلاق صواريخ أرض-جو مفاجأة لإسرائيل التي اعتادت على شن غاراتها من دون أي رد فعل مضاد منذ زمن طويل. فأثار هذا التطور المفصلي الذي خطَته عملية التصدي السوري للطائرات الإسرائيلية، والتحول النوعي الذي عبَر عنه إعلان وزارة الدفاع السورية عن إسقاط طائرتين معاديتين تساؤلات كثيرة عن إمكانية اشتعال جبهة الجولان ما بين الجانبين السوري والإسرائيلي يمكن أن يجرّ إسرائيل إلى «الحرب الأهلية» الدائرة بين نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين و”حزب الله” من جهة، وميليشيات المعارضة من جهة أخرى.

 

في خضم هذه التطورات وضعت الصحافية رندة حيدر في جريدة “النهار” تصورات عن السيناريوهات المحتملة على هضبة الجولان في مقالة  تحت عنوان “ماذا يجري في الجولان”.

فرأت أن تغاضي إسرائيل عن الردّ السوري على هجوم طائراتها بأنه رغبة لاحتواء الحادث تجنبا للانجرار وراء التصعيد والتورط في الوحل السوري وذلك عملاً بالسياسة التي انتهجتها منذ بدء الحرب الأهلية السورية بعدم التدخل مباشرة في الصراع الدموي الدائر هناك.

إقرأ أيضًا: هل سترد تل أبيب في الزمان والمكان المناسبين؟
لكن حيدر أشارت إلى ان سياسة النأي بالنفس لا تعني أن إسرائيل ليست معنية مباشرة بتطورات صراع السيطرة الدائر بالقرب من حدودها، فمن المعلوم أن إسرائيل تسعى دائما إلى التأقلم مع التغيرات المتسارعة على الأرض وذلك مع سيطرة تنظيمات المعارضة على أنواعها على أجزاء واسعة من الهضبة في الجانب السوري، إلى ذلك محاولتها انشاء قناة تواصل مع القوى المحلية الفاعلة وتقديم المساعدة الطبية للمصابين من هذه التنظيمات ومعالجتهم في المستشفيات الإسرائيلية وهذا ما تم تداوله سابقا.
في الوقت نفسه، رأت حيدر أنه لا شك أن إسرائيل استفادت من تجربتها  الفاشلة في لبنان حين دعمت بعض المليشيات إبان الحرب الأهلية، لذا فإن الموقف الإسرائيلي من قوى المعارضة السورية متأثر الى حد بعيد بالتجربة اللبنانية، ناهيك عن تخوفها من تقديم الدعم العسكري لتنظيمات جهادية سلفية معادية هي في الأصل معادية للسامية، إذ لا يستطيع أحد أن يضمن ألا تنقلب بعد انتصارها على نظام الأسد وتوجها سلاحها إليها.

إقرأ ايضًا: اميركا تعلن عن مساعدات عسكرية غير مسبوقة لاسرائيل
وخلصت حيدر إلى أن “الأسد ليس في حسابات إسرائيل فلا يهمها بقائه أو ذهابه، إنما تتخوف من الفوضى العارمة التي قد يحدثها رحيله. فهي تدرك ان سوريا الدولة التي عرفتها تفككت ولم يعد لها وجود، والمساعي الخارجية لتوحيدها لن يكتب لها النجاح في وقت قريب. وكما قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي يعالون سوريا حالياً مقسمة الى كانتونات على اساس ديموغرافي طائفي، وتضارب المصالح بين الأطراف الخارجيين المتورطين في الحرب السورية لا يسمح بحسم عسكري قريب ولا بتسوية سياسية. والخلاصة إذاأنه لا يتوقع أن يؤدي الاتفاق الروسي – الأميركي على وقف النار الى هدنة تفتح الباب أمام مفاوضات وتسوية سياسية.
فإسرائيل لا ترغب  في التورط في الوحل السوري، وهي تعول على الروس للحؤول دون ذلك.

السابق
الأمن العام يكشف خيوط تربط بين تفجيري زحلة – والكسارة
التالي
بالصوت: ملحم بركات يشنّ هجومًا على الأحمدية وصحتي متل الحديد