رُعب القاتل: من الأسد إلى «الممانعة»

نظام بشار الأسد انتهى منذ بدأت الثورة السورية وصدح الملايين بانشودة اسقاطه، لكن ثمة تحد وجودي في مواجهة الثورة ويقع على عاتق الشعب.

السوريون منذ بداية الثورة السورية أعلنوا نهاية نظام بشار الأسد، هذا الإعلان تدرج من الإحتجاج على الاستبداد إلى محاولة إصلاح النظام وصولاً إلى الدعوة العلنية التي أطلقتها ملايين الحناجر السورية وهزّت أسماع العالم الشعب يريد اسقاط نظام الأسد.

هذه حقيقة لن تهتز ولن تتغير ولم تتغير منذ خمس سنوات وأكثر، وعلى رغم سقوط أكثر من 400 ألف قتيل من السوريين بسلاح الأسد وحلفائه وتهجير أكثر من 10 ملايين في داخل سوريا وإلى خارجها، تترسخ حقيقة أنّ هذا النظام انتهى إلى غير رجعة، وأنّ مآله إلى مزبلة التاريخ.

بشار الأسد

ليس خافياً على أحد انّ رعب القاتل لا يساويه رعب آخر، لأنه في قعر الخوف، ويعلم ما ارتكبت يداه من جرائم، فيذهب بعيداً في القتل والاجرام، ويوغل أكثر في ما يزيد من عمر سلطته أيام أو اشهر وربما سنوات، ثم يتنازل ويعطي من كيس الدولة لكل من يزيد من عمره يوماً، يصبح وجوده وبقاءه في السلطة هو المعيار الذي من خلاله يحدد كم يردي من شعبه اليوم أو غداً، القتل والإيغال فيه من جهة وتقديم المزيد من التنازلات لطهران وحزب الله وموسكو وتل أبيب وواشنطن من جهة ثانية، هما ما يفعله الأسد اليوم ليبقى ولو كصورة.

نهاية الأسد لا تحدد ببقائه في السلطة أو خروجه منها، هو انتهى وأنهى معه حكم العائلة وحكمه للطائفة العلوية، ويستكمل القضاء على ما يستطيع من الدولة ومن الشعب، وينهي في العمق “الممانعة” أو الخدعة التي لا تزال اسرائيل تحاول حمايتها ورتقها خوفاً من ظواهر جديدة وغامضة وغير محسوبة. فالممانعة التي تقوم على فكرة الولاء الاعمى للسلطة المستبدة في مقابل ادعاء قتال اسرائيل، انتجت المزيد من الاستبداد والتخلف على حدود اسرائيل ولم تحرر شبرا من فلسطين.

إقرأ أيضاً: الممانعة تشيطن «قادسية الجنوب»: اسرائيل تدعم الثوار وتعالجهم في الجولان!

الأسد انتهى وما تبقى هو بعض أثار النظام الذي تهاوى، ومحاولات دفاعية من قبل حلفائه للجم التداعيات التي ستطالهم لا محالة، فالجريمة التي ارتكبت بحق الشعب السوري لا تحتاج إلى تحقيق من قبل السوريين لمعرفة من هو المجرم، السوريون يعرفون نظامهم، هم الذين خبروه بأجسادهم وأرواحهم من زمن الأب إلى زمن الإبن، ويعلمون أنّه انتهى منذ صدحت أصوات أبناء درعا بإسقاط النظام قبل خمس سنوات ونصف، ويعلمون أنّهم اليوم تحت سلطة محتل هو الذي يؤجل موعد إعلان وفاة نظام الأسد خوفاً على أنفسهم. ويعلمون أكثر أنّ ما ارتكبه نظام الأسد وحلفاءه من إجرام بحق سوريا لا يساويه إجرام مهما قيل عن الإرهاب أو جرائم تنظيم داعش.

إقرأ أيضاً: مجدداً «الممانعة» تستنجد باسرائيل لتغطية جريمتها السورية

الأسد ونظام العائلة والحاشية، هم عنوان الأزمة، وإذا كان تأجيل إعلان نهايتهم هو الأزمة، فيمكن تحويل الأزمة إلى مصدر قوة للثورة، وفعل وجود للمعارضة السورية التي لم تتحول إلى صنم ولم تختزل بحزب ولا شخص لذا هي ثورة، فيما صورة الأسد التي يرفعها حلفاؤه تتحول إلى عبء، صورة الأسد ونظامه أيضاً هما مقتل لحلفاء الأسد، ومهما بلغت المخيلة الإجرامية للممانعة فهي لن تستطيع التخفي بجريمتها، السوريون لا يثورون اليوم من أجل إسقاط رئيس انتهى أصلاً، السوريون وبسبب تكالب العالم عليهم هم فرضت عليهم معركة تتجاوز سوريا إلى المنطقة العربية عموماً، الثورة السورية تخوض معركة استنهاض الهوية العربية، هي معركة معركة وجود ومثل هذا التحدي لن ينتهي إلى ما يشتهي السوريون والعرب قريباً.

ما يفعله الشعب السوري، هو فضح الكثيرمن ادعياء الحرية والتحرر ومعركة إسقاط الممانعة وامتداداتها السياسية والثقافية، وهذا شرط ضروري لقيامة سوريا والعرب. نظام الأسد انتهى ولكن بقي المستعمر أو المحتل ومظلّة الممانعة وهذا لن يدوم طويلاً.

السابق
محاكمة الشيخ قاسم تسبب هجوما دوليًا على البحرين
التالي
بعد بئس السنين تكلّمت الفيحاء.. فماذا قالت؟