بشير الجميل القائد الذي تخطى الخطوط الحمر وقضى رئيسًا

هو صاحب شعار 10452، رئيس لبناني لم يستلم زمام الحكم، فبعد ثلاثة أسابيع من انتخابه اغتيل على يد الحزب القومي السوري الحليف لسوريا الأسد، ليعود الوضع أكثر سوداية، وليبقى اللبنانيون منقسمين حول تصنيف هذه الشخصية التاريخية حتى اليوم.

بين «الرئيس العميل» و «رئيس الأمل» انقسم اللبنانيون في الماضي حول شخصية الرئيس الراحل بشير الجميل، ويتجدّد هذا الانقسام في 14 أيلول من كلّ عام، يعود السجال الحاد إلى الواجهة من جديد، ومؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي تحتدم التعليقات، فقسم ينعي «بشير الأمل» وقسم يحتفل بـ«مقتل بشير العميل».

لا شكّ أنّ شخصية بشير الجميل الابن الأصغر لمؤسس حزب الكتائب بيار الجميل ستبقى شخصية مثيرة للجدل، هذا الشاب الذي وصف بانه “المخطط الاستراتيجي” صاحب المواقف التي تخطت “الخطوط الحمر” إن في المواقف السياسية أو العسكرية. والذي تفرّغ للعمل العسكري بداية الحرب الأهلية. وتدرّج في حزب الكتائب حتى أصبح قائده العسكري، ومن ثم أسس القوات اللبنانية وتولى قيادتها والتي كانت طرفا أساسيا في الحرب الأهلية اللبنانية، أسس تحالف الأحزاب المسيحية اليمينية التي سعت لتطهير منطقتها من التواجد الفلسطيني والقوى الاسلامية المتحالفة معهم، وبعد ذلك تحالفت مع القوات السورية اثر دخولها الى لبنان لتجابهها وتقاتلها لاحقا.

إقرأ أيضًا: مجهولون يعتدون بتشويه صور بشير الجميل في غاليري سمعان

لقاء بشير الجميل أكثر من مرّة بوزير الدفاع الإسرائيلي رفائيل ايتان في السبعينات، ثم أرييل شارون لاحقا، أثار الخصوم، وأدّى لدعم إسرائيل للكتائب اللبنانية عسكريًا وسياسيًا، وأدى إلى مزيد من انقسام وغضب في الشارع اللبناني. وعلى الرغم من ذلك استطاع الوصول الى رئاسة الجمهورية لانه كان المرشح الوحيد لموقع الرئاسة في 23 آب 1982، وقد وصفه الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الذي كان أحد مؤيدي الجميّل الأوفياء “لقد جلب هذا الزعيم الشاب الأمل إلى لبنان”.

21 يومًا فصلت بين انتخاب بشير واغتياله، إلاّ أنّ هذه الأيام لم تكن عادية بسبب الأحداث المهمة والمفصلية التي شهدها لبنان.

ففي 30 آب ترك ياسر عرفات بيروت واتجه إلى أثينا.

وفي 1 أيلول بشير الجميّل وإلياس سركيس يجتمعون مع وزير الدفاع الأمريكي كاسبر وينبيرغر.

وفي 2 أيلول تمّ افتتاح طريق سوديكو الذي كان يعتبر الخط الفاصل بين شرق وغرب بيروت.

وفي 4 أيلول دخل الجيش اللبناني غرب بيروت للمرة الأولى منذ 1973.

أمّا في 9 أيلول فقد دخل الجيش اللبناني برج البراجنه وهو معسكر فلسطيني حظر منذ اتفاقية اتفاق القاهرة 1969 .

أمّا في 10 أيلول قوات حفظ السلام الدولية تغادر لبنان بعد اكتمال مهمتها.

وفي 11 أيلول استأنفت سوق بيروت الاقتصادية نشاطاتها. والتقى بشير برئيس الوزراء اللبناني الأسبق صائب سلام .

بشير الجميل

وأثناء ال21 يومًا، منع مقاتلو القوات اللبنانية من لبس ملابس جيشهم وأيضا من حمل السلاح في الشوارع حيث كان الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الشارع.

وفي 14 أيلول 1982وبينما كان بشير يخطب في زملائه أعضاء الكتائب، انفجرت قنبلة في الساعة 4:10م مما أدى إلى مقتله و26 سياسيًا آخر من الكتائب.

في الصباح التالي، وعلى الرغم من انتشار إشاعات تفيد بنجاة بشير من الاغتيال، أكد رئيس الوزراء اللبناني شفيق الوزان أن بشير الجميّل قد قتل.

وبقي بشير الى اليوم محط سجال بين اللبنانيين وفي الذكرى 34 لاغتياله هذه أبرز التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.

إقرأ أيضًا: بشير الجميل: جدليّة الوطني والعميل

كتب رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض: “وفي ذكرى استشهاد بشير الجميل نتوق لقيادات واعية مدركة رؤيوية نتطلع لقيام جيل تغييري لا طاقم سياسي متثائب امام الأزمات يمضي وقته بدون إنتاجية”.

وكتبت نور أحمد “اتعس الشعوب هي تلك التي تفتخر بمن جعلهم عبيداً  #بشير_الجميل الرئيس العميل

#صورة_للتاريخ”.

وعلق آخر «#بشير_الجميل الرئيس العميل ..سلمت اليد التي قتلت طفل شارون المدلل بلبنان».

أمّا  عادل سامية فقال “34 سنة على استشهاده وما زال كلامه حاضراً… #بشير_الجميل كتب التاريخ بٳستشهاده من أجل لبنان ال 10452 ومن أجل لبنان الموحد.”..

 

السابق
روسيا: لفصل المعارضة المعتدلة عن «الجماعات الإرهابية»
التالي
سجال بري _ جعجع لا يخلو من تقارب