إلى اللواء أشرف ريفي: ابتعد عن مرآتك قليلاً

اللواء أشرف ريفي يعلن نهاية زعامة الحريري السياسية ويباشر بتقسيم التركة ولكن اللافت انّ هذه التركة لا تؤول إلا إليه.

في حديثه الأخير لقناة الـmtv والذي نشر اليوم الثلاثاء (13 أيلول) قال اللواء أشرف ريفي أنّه لن يزور بيت الوسط وأنّ سعد الحريري انتهى. لكنّه يتواصل مع النائب بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة. وأكثر قال أنّه مع “قريطم” وقال أيضاً أنّه تلقى اتصالاً من شقيق الرئيس الحريري بهاء.

وأكثر لم يجد ضيراً في الاتصال بالوزير نهاد المشنوق رغم ما كان بين الرجلين من غزلان ترعى بينهما.

اللواء ريفي استحق التحية على إنجازه في بلدية طرابلس وهو خاض معركة مشرفة وديمقراطية في وجه الإهمال المزمن وغير المبرر لهذه المدينة منذ عقود.
غير أنّ اللواء يبدو أنّه مأخوذ بهذا الانجاز إلى الحد الذي يمكن أن يبدو فيه فاقداً للتوازن السياسي. من حق ريفي أن يطمح لزعامة تتجاوز طرابلس والشمال إلى “بيروت الثالثة” التي كما قال أنّه صار ينافس الحريري فيها، ويمكن أن يتحكم بالبقاع الأوسط وربما الغربي، وهو كان قال في وقت سابق أنّ جمهوره في إقليم الخروب. لم يذكر صيدا لكنّه على الارجح أنّ الرئيس السنيورة والسيدة بهية سيستبقون تمدده إلى صيدا بإعلان الولاء له وكفى المؤمنين شر القتال.

المشنوق وريفي
لم يذكر ريفي في مقابلته الأخيرة إن كان قادراً على منافسة الوزير المشنوق في بيروت. هل هو التهيب؟ الأرجح أنّ من أعلن نهاية الحريري لا يمكن أن يعتبر المشنوق منافساً له في دوائر بيروت.
ربما أنّ اللواء ريفي بات يقف كثيراً أمام المرآة. الأنا تتضخم وتتورم. قدماه ترتفعان عن الأرض أكثر من اللازم.

إقرأ أيضاً: هل حصل الطلاق البائن بين ريفي والحريري؟!
من يريد أن ينعي الحريري سياسياً يُفترض أن يقدم لنا نموذجاً أفضل وأرقى. ما يصل لنا من خطاب ريفي هي الأنا المتضخمة، هو البحث عن زعامة كيفما كان، هو الاستهانة بكل ما عداه، وهذه الرغبة العميقة بطعن من كانوا سبباً في وجوده السياسي.

الأرجح أنّ اللواء ريفي ليس لديه في مواجهة الحريري إلاّ المزيد من توجيه الطعنات. ما يحتاجه لبنان ليس المزيد من المزايدات السياسية، ما يريده الناس من ريفي ليس بناء زعامة من دون مشروع زعامة يقوم على رد الفعل لا الفعل.

إقرأ أيضاً: الحريري وميقاتي في خندق واحد ضد اشرف ريفي

سعد الحريري ليس في أحسن أحواله وهذا معروف لكن اللواء ريفي فيما يقدم من خطاب يتسم بالذاتية والنكاية لا يحتاج لوقت كثير ليكتشف أنّ ما أعطاه إياه أبناء طرابلس من رصيد لن يدوم طويلاً. القضية ليست سعد الحريري ولا رئاسة حكومة القصة مشروع إنقاذ وطن ودولة. هذا ما لم نسمعه من أشرف ريفي بعد. ما هو ظاهر الأنا والمرآة وريفي بينهما.

السابق
موقع لداعش يناشد «المسلمين» إرشاده إلى مخازن سلاح حزب الله
التالي
بالصور: إنقلاب لعبة نفخ طرابلس وسقوط إصابات