بعدما ارتبط اسم بلدة عرسال البقاعية في السنوات الأخيرة يالتطرف والإرهاب والعبث بالأمن والانفجارات والاشتباكات المسلحة، بسبب الظروف الأمنية والجغرافية التي تحيط بالبلدة بعد اندلاع الحرب السورية، تصرّ عرسال اليوم على إظهار وجهها المعتدل والمنفتح ثانية، بعد ان اظهرته منذ أربعة شهور في المرة الاولى، عندما انتخبت مجلسًا بلديًا مؤلفًا من شخصيات معتدلة ومتعلمة في جو ساده السلم والروح الديموقراطية.
وآخر هذه المظاهر المدنية والثقافية سيكون بإحياء عرسال لمهرجان السادس عشر من أيلول، والفكرة بدأت عندما قرّر مدير شركة “بيروت باي بايك” جواد سبيتي إقامة نشاط رياضي في عرسال إسوةً بباقي المناطق اللبنانية، لتتطور الفكرة من قبل أبناء عرسال والبلدية، باستكمال اليوم بنشاطات ترفيهية للأطفال وإقامة معرض للحرفيين وسوق للطعام، إضافة إلى إحياء حفلة غنائية في نهاية اليوم.
جواد سبيتي وفي اتصال مع «جنوبية» أكّد «أنّ خيار الذهاب الى عرسال لإقامة نشاط في البلدة هو أمر واجب، فـ”بيروت باي بايك” أقامت 53 نشاطا في مختلف المناطق اللبنانية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وعرسال مثلها مثل أي بلدة في لبنان، ولكن اللبنانيين دولةً وشعب قرّروا نسيانها، على الرغم من أنّها تضم 40 ألف نسمة من اللبنانيين الذين يتحملون ظروف الحياة المعيشية والسياسية والأمنية في بلدتهم، والهدف من إقامة النشاط هو تشجيعهم على البقاء والتشبث بأرضهم».
وأضاف سبيتي «عرسال جرح وطني مغطى ومنسي حتى من قبل المجتمع المدني، فلا يوجد في عرسال زوجة زعيم أو نائب حتى يجري الاهتمام بها ويرعون مهرجاناتها».
نور بحلق إحدى منظمات المهرجان شرحت لـ«جنوبية» تفاصيل اليوم العرسالي الذي «يبدأ عند الثانية عشر ظهرًا حتى الثانية بعد الظهر مع “بيروت باي بايك” التي قدّمت 80 دراجة هوائية مجانًا في هذا اليوم، ومن ثمّ يجري تناول غذاء لجميع أبناء البلدة وكرمس للأطفال، وفي النهاية حفلة فنية صغيرة».
إقرأ أيضاً: فن ونحت وابداع وافلام وثائقية في عرسال..
وتابعت بحلق «المهرجان هو رسالة لكل وسائل الاعلام الذين يتهافتون عادة لأخذ سبق صحفي كي يثبتوا فيه “الارهاب في عرسال”، اليوم هم مدعوون للإضاءة على نشاط رياضي فني وترفيهي، فهل سيتهافتون اليوم كما تهافتوا على الأخبار السيئة».
وختمت بحلق «المهرجان الذي سيقام برعاية بلدية و”بيروت باي بايك” سندعو اليه جميع الأحزاب السياسية والفعاليات في البلدة، بهدف اثبات أنّ عرسال ليست ارهابية ومتطرفة كما يروجون ».
إقرأ أيضاً: بالصور: عرسال تنتصر للجيش اللبناني وتحتضن عيده بحاجز من المحبة
نائب رئيس بلدية عرسال ريما كرني أكّدت أنّ الهدف من المهرجان هو إظهار الصورة الحقيقية لعرسال والمخالفة لما يظهر في الاعلام السياسي، وأضافت في اتصال مع جنوبية «أنّ أبناء عرسال ملّوا من الأخبار المؤلمة عن عرسال وهم بحاجة الى يوم ترفيهي».
وتوقعت كرني أن «يكون يوم الجمعة في 16 ايلول يوما مميزا بهمّة أبناء عرسال الذين أثبتوا ميزتهم في الانتخابات البلدية الأخيرة، إن عبر الاقتراع الراقي أو باختيار المرشحين المعتدلين أو بسير العملية الانتخابية”.
