طارت الجلسة.. لبنان يدفع أثمان انقطاعه عن العرب

رفع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام جلسته التي عقدها اليوم الخميس 8 أيلول، وذلك بعد امتناع كل من وزراء التيار الوطني الحر و وزراء حزب الله عن حضورها.

يستمر تعنت الأفرقاء السياسيين على موقفهم ويغرق لبنان بتداعيات الأوضاع التي تشهدها الدول المجاورة. ولكن زعماءه أبوا إلا أن يتلاعبوا بمصير بلد أصغر بكثير من حجم التسويات الدولية والإقليمية المجهولة صورتها في وقتنا الحالي.

اقرأ أيضاً: حزب الله يقاطع والجلسة بلا نصاب..فهل يقلب سلام الطاولة؟

ليلة الامس أشار النائب عن كتلة الوفاء والمقاومة نوار الساحلي إلى مشاركة مبدئية لحزب الله في جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم ولكن حصل عكس ذلك فغابت كتلة عون وحزب الله عن الجلسة.

أما النائب طلال أرسلان فاستعجل مجريات الجلسة المؤجلة إلى 28 الشهر الحالي كي يتكلم عن حاجة لبنان إلى «المجلس التأسيسي» العزيز على قلب 8 آذار في خطوة يعتبرها إنقاذية للبنان من حرب أهلية أو أقله منعاً للشرخ إسلامي مسيحي الذي إتضحت معالمه الأولية في خطابات التيار الحر.

غياب كتلة حزب الله عن جلسة اليوم بمثابة «هدية إسترضاء» لجمهور عون المنهك بعد سلسلة من انتظارات مضنية واثر شعور الجنرال بسخونة الهجمة الموجهة ضده من قبل فرنجية وبري، وبالنهاية من اجل إستيعاب ما طرأ على طاولة الحوار من تفسخات جديدة.

وفي الوقت الراهن بدأت تبرز ملامح لدور معين سيلعبه اللواء عباس إبراهيم لإيجاد أرضية مناسية كمخرج جزئي للمأزق الحكومي.

في المرة السابق كسب اللواء إبراهيم معركة إستعادة الجنود الأسرى ولعبت دول إقليمية دوراً لفك عقد التواصل مع تنظيم النصرة الإرهابي ولكن لا يمكن ترقب أي نجاح لمبادرته الحالية إذا لم يباركها بري وأطراف خارجية اخرى.

وأمام كل تحول وإنحراف في المشهد السياسي، يثبت لبنان حجم المحنة التي سببها إنقطاعه عن العالم وإبتعاده عن سبل اية مبادرة عربية. فالسعودية لا تريد إنقاذ بلد يترأس زمام قراراته المحلية والإقليمية حزب الله ومن ورائه ايران اللذين يشنان حملة اعلامية ضد السعودية حول مناسك الحج وربطها باحداث العام الماضي.

الحكومة اللبنانية

الأزمة اللبنانية بحاجة ماسة إلى «إتفاقات» ولكن لا السعودية ولا «قطرات» قطر ولا الإمارات يعتزمون مد يد العوّن للبنان وتكرار مشهد «إتفاق الدوحة». كما لا يبدو أن أي من الدول الإقليمية لديها النية لخلق معادلات جديدة أو فتح ثغرات بجدار الحرب الناعمة بين القوى السياسية، كذلك لا تظهر تلك الجهات أي تخوف من تفريغ المؤسسات اللبنانية من مكانتها.

وحالياً، يتخوف جبران باسيل من “إتساع الفجوة وابتعاد المسلمين عن المسيحين”، وهو ما إعتبره بري كلاماً خطيرا ينذر بحرب أهلية.

اقرأ أيضاً: عون وباسيل.. والطاعة للحليف القوي حزب الله

من جهة اخرى يزداد الحديث في أوساط حزب الله عن نتائج الإنتخابات الأميركية التي ستحدد مصير الرئاسة في لبنان. ولكن التعويل على أميركا هو إنتحار يضاف إلى سجل الإنتحارات اللبنانية. وقد اثبتت أميركا عبر الأعوام الخمس الماضية أنها تحب الملفات العالقة وتحب البقاء في مستنقعاتها. لذلك، فإن مخرج لبنان الأساسي من أزمته هو بإعادة ربط نفسه بإمتداده الإقليمي العربي الذي اعتاد على اخراجه دوما من ازماته.

السابق
سكان يعانون لأجل توفير الماء في قرى مغربية نائية
التالي
إلى صحيفة «لو فيغارو» أفيدينا: هل حقاً قتل عماد مغنية الحريري دون معرفة نصر الله؟