موقع «المختار» يقفل للمرّة الثانية

رياض الاسعد
نودع زملاء، ونودع صحف، ونودع مواقع الكترونية عزيزة علينا حيث بات الوداع من يومياتنا. اليوم نودع موقع "مختار" المحلي للمرة الثانية بقرار اقفال صادر عن صاحبه المهندس رياض الأسعد. فهل سنشهد عودة ثالثة على ان تكون ثابتة؟

في تعليل لسبب اختياره هذا الإسم يقول المهندس رياض الأسعد صاحب موقع “المختار”: “هدفنا أن نعرف بعضنا بعضاً من دون وساطة أو أقنعة أو سماسرة أو مشعوذين أو حواجز.. أن نعرف واقعنا وننشط معاً لتظهير صوره وتفاصيله المهمّة، التي تحجبها السياسة في زحمة التعب والشقاء وتحت تأثير الطائفيّة والمذهبيّة”. ويرى ان مهمته هي “التوجّه إلى جميع المواطنين، إلى روح الشباب، من دون تمييز مناطقي أو طائفي أو مذهبي أو جنسي أو عمري”.

اقرأ أيضاً: صوت الذين لا صوت لهم تسرح موظفيها عالسكت

هذه المقدمة البسيطة موجودة على صدر صفحة موقع “مختار” هي هويته التي لم تصمد، بما تحمل من شعارات، أمام إقفال باب التمويل للموقع الشبابي الذي يستكتب الكثيرين، ويوّظف القليلين، كما هو حال عدد لا بأس به من المواقع الإلكترونية في لبنان.

رياض الاسعد

فـ”موقع المختار” طار كالمختار في القرى، ولم يعد له من أثر بسبب الضغوطات على صاحبه ورئيس تحريره وممّوله المهندس رياض الأسعد ابن البيت السياسي العريق سعيد الأسعد والعائلة الوائلية التاريخية في جبل عامل، وهو الشاب الذي سعى الى خط سياسي متمايز عن بقية السياسييين في الجنوب، وترشّح للانتخابات النيابية مشفوعا بدعم الاهالي الذي يعبر عن طموحات شريحة كبيرة منهم الا انه اصطدم مرارا وتكرارا بالثنائية الشيعية -الحديدية- في ظل غياب قانون انتخابي عادل كالنسبيّة.

موقع مختار يبدو انه استسلم باكرا بعد عمر لم يتعد السنوات السبع. وهو الذي انطلق قبيل انتخابات عام 2009 في سبيل تقديم مادة دسمة ومتمايزة لجمهور يريدك ويؤيدك، لكنه في خاتمة النهار يذهب ليرمي الورقة البيضاء في الصندوق الشفّاف للدلالة على الشفافية امام أنظارمسؤولي الأحزاب!!

جاء توقف اعمال شركة الجنوب للإعمار مؤخرا، التي يرأسها ويديرها الأسعد في بعض المناقصات في الجنوب والجبل ليوقف التمويل الطبيعي للموقع، وهو الموقع غير المُكلف أصلا إلا بما يسد رمق المواقع العادية من اخبار وتغطيات، رغم تمايزه ببعض الأخبار الاإجتماعية.

لم تصفق اليد الواحدة لهذا “المختار” فلا يكفي دعم جهة واحدة يئست من احداث خرق سياسي في جدار النظام الطائفي العتيق، لكنه كان بداية صرخة لو تجمعّت مع بعض الأصوات الأخرى لصنعت هديرا قويا ضد “المحدلة” التي واجهها المرشح رياض الأسعد نفسه كمرشح مستقل في آخر انتخابات نيابية شهدها لبنان.

كان صوتا واعدا، ويمثل شفافية مطلوبة في زمن “بدنا نحاسب”، لكن العين بصيرة واليد قصيرة. فهل يكفي موقع واحد ليشكّل حالة تقاوم الفساد والعقلية الطائفية؟

موقع “المختار” متوقف منذ أشهر عن العمل، لكن المهندس رياض الأسعد اختار عدم اعلان موته، ربما يأمل في ان تتحرك العجلة الإقتصادية ليُعيد الحياة الى المختار الذي فقد دوره في قرانا، وبات إسما فقط لا غير.

فكل يوم نشهد في لبنان مأساة إعلامية جديدة، واليوم نقول لـ”مختار” وداعا.

 

السابق
نديم قطيش: التضامن مع «إبن أنيسة» كما التضامن مع اسرائيل
التالي
مدير الانتاج يضرب الممثلة ويشدها بشعرها… «معليش عصّب»!