آل الأسد «عرب أقحاح.. أم رعاة صحراء؟»

كتب الدكتور محمد حسن كيوان مقالاً تحت عنوان « آل الأسد وبنو أمية..من (المصاهرة) إلى العداوة» قارن فيها تاريخ سوريا وحكم الرئيس السابق حافظ الأسد بالمرحلة الحالية التي يقودها بشار الأسد، والذي وصف العرب «بسكان صحراء ولا يمكنهم بناء الحضارات».

اقرأ أيضاً: عملية درع الفرات.. الخلفيات الدلالات والتداعيات

فقد قال كيوان «في مقاله في إحدى أمسيات شتاء 1989 بثّ التلفزيون السوري مقابلة مطوّلة مع النسّابة والباحث الحموي “محمود فردوس العظم” تحدّث فيها عن القبائل العربية وأنسابها وشرح أعماله في تحقيق وتأليف كتب الأنساب. أما زبدة هذا اللقاء التلفزيوني واللحظة الأكثر درامية فيه، فكانت عندما أشار العظم إلى أن الرئيس حافظ الأسد يعود بنسبه إلى قبيلة كلب “العريقة في عروبتها” والتي “قامت دولة بني أميّة على أكتافها”. ويبدو أن العظم بنى استنتاجه هذا على انتماء آل الأسد إلى عشيرة الكلبية (إحدى أكبر عشائر العلويين عدداً) وربط اسم هذه العشيرة بإسم بني “كلب بن وبرة” القبيلة القضاعية السورية القديمة».

وأضاف كيوان «لكن للقيام بهذا العمل اعتمد العظم على دعم وتمويل شخصي من حافظ الأسد الذي “استقبله عند انجازه للكتاب وهنأه وطلب منه أن يكمل في كتابة تاريخ القبائل العربية وأن يربط الماضي بالحاضر”. ولهذا السبب يمكن فهم تصريحات العظم حول نسب الأسد على أنها من باب الدعاية السياسية وليست من باب التوثيق التاريخي. وما يؤكد ذلك هو الروايات المتداولة في القرداحة والتي تذكر أن آل الأسد آتوا من خارج المنطقة قبل بضعة أجيال. والأهم من ذلك، أنه عند العلويين، مثلهم مثل غيرهم من الشعوب المستقرة التي تعمل بالزراعة، تبنى علاقات التحالف العشائري والقبلي بحسب الأرض والتجاور الجغرافي وذلك على العكس من قبائل الرحل التي تولي أهمية أكبر لعلاقات الدم (القربى) والسلف المشترك (وكثيراً ما يكون هذا الجد المشترك خرافياً). أما موضوع صحة نسب عشائر الكلبية العلوية إلى قبيلة كلب بن وبرة القضاعية، فنترك أمره للمختصين».

حافظ الاسد

وتابع «يقول مقربون من حافظ الأسد في تلك الفترة أنه سر سروراً كبيراً بهذه الخدمة “التاريخية” التي قدمها له العظم في فترة كان يبحث فيها على التأكيد على عروبته ونسبه العربي وارتباط أجداده المفترضين مع بني أميّة أول من نقل مركز السلطة إلى الشام بعد الفتح الإسلامي وجعل دمشق عاصمة دولة مترامية الأطراف. وهو أمر يتسق، من وجهة نظر الخطاب البعثي القومجي، مع دور حافظ الأسد التاريخي كقائد “رباّن” لهذه الأمة يسعى لتوحيدها وبعث أمجادها الإمبراطورية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر».

ولفت كيوان «اليوم، و بعد حوالي ربع قرن من “الاكتشاف” العروبي الذي سُر به الأب، يبدو أن بشار الاسد قد اتخذ موقفاً معاكساً من بني أمية بشكل خاص ومن “العروبة” التي احتفل بها أبوه بشكل عام. ففي إحدى مداخلاته الطويلة كما هو معتاد، ألقى بشار الأسد قبل عامين كلمة أمام جمع من المشايخ والداعيات تحدث فيها عن الإسلام والحضارة والتاريخ وعن خصوصية ما سماه بالإسلام الشامي. وقد تطرق الأسد إلى العصر الأموي قائلاً أن بني أمية ليسوا بناة حضارة لأنهم، كما وصفهم، سكان صحراء ولا يمكنهم بناء الحضارات».

ورأى في النهاية انه «تتكاثر الإشارات المسيئة للعرب و“العربان الرعاة” في إعلام الأسد الإبن ومن شخصيات مقربة منه تحظى بالدعم والتغطية الإعلامية وتخرج بين الحين والآخر تسريبات عن عزمه كتابة دستور جديد يحذف فيه كلمة “العربية” من اسم “الجمهورية العربية السورية”. هكذا بكل بساطة، وبعدما صدّع الخطاب القومجي رؤوس السوريين على مدى ثلاثة عقود ونصف، ينقلب الأسد الابن على أدبيات حزب البعث العربي الاشتراكي وينتقل إلى خطاب جديد، لا يقل عن الأول إزعاجاً، إلا أنه يتناسب مع متطلبات البقاء الجديدة التي تفرضها الظروف الصعبة التي يعيشها نظام الإبن».

 

السابق
مفتي السعودية يردّ على الخامنئي: انتم مجوس معادون للإسلام!
التالي
«سواقي القلوب» لإنعام كجه جي: من قرّر أن الرجال لا يبكون؟