«ارتياب» في لبنان من أبعاد الحملة ضد سلام

مجلس النواب

يبدأ أسبوع المحطات السياسية البارزة في لبنان اليوم وسط ارتفاعِ منسوب التعقيدات الداخلية والاحتقانات الاجتماعية بما لا يحمل مبدئياً على التفاؤل بأيّ اختراقاتٍ ولو محدودة في جدار الأزمة السياسية.

وتنتظر جولة الحوار التي تَفتتح أسبوعاً مثقلاً بالاستحقاقات – اذ تليها الاربعاء الجلسة الرابعة والأربعون لانتخاب رئيسٍ الجمهورية ومن ثم الخميس جلسة لمجلس الوزراء حسْم «التيار الوطني الحر» (يقوده العماد ميشال عون) موقفه من حضور الجولة او مقاطعتها. اذ ان «التيار» وفي سياق الخطوات التصعيدية الضاغطة التي بدأ باتباعها عبر مقاطعة الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، اختار إبقاء قراره رهن الساعات الأخيرة قبل موعد الجلسة الحوارية اليوم.

وتشير المعلومات المتوافرة الى ان «التيار الحرّ» سيَحضر الجلسة ممثلاً بوزير الخارجية جبران باسيل الذي ينوب عن عون، وانما من خلال حضورٍ مشروط بأن تُطرح في الجلسة مسألة «الميثاقية» (الشراكة المسيحية – الاسلامية) وتحديد معاييرها السياسية والدستورية والتمثيلية، وما لم تُطرح هذه المسألة، فان باسيل سيغادر جلسة الحوار.

وكان «التيار العوني» مهّد لمزيدٍ من التصعيد عبر الهجوم الانتقادي الحادّ الذي وجّهه باسيل الى رئيس الحكومة تمام سلام قبل يومين حيث ذكّره بانه ابن الزعيم الوطني الرئيس الراحل صائب سلام، متسائلاً كيف يقبل رئيس الحكومة بانعقاد جلسات لمجلس الوزراء يقتصر التمثيل المسيحي فيها على نسبة ستة في المئة، ومشبهاً سلوكه بممارسات رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية إبان وجودها في لبنان غازي كنعان.

وأثار هجوم باسيل أجواء توتّر شديدة لدى العديد من الجهات الممثَّلة في الحكومة وخارجها واعتُبر مؤشراً الى مضيّ التيار العوني في التصعيد عبر الحكومة وعبر الحوار أيضاً. كما أن أوساطاً وزارية مسيحية مستقلّة، اعتبرت ان الموقف الأساسي الذي أطلقه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء السبت في الاحتفال الذي أقيم في مقر «القوات» في معراب لمناسبة إحياء الذكرى السنوية «لشهداء المقاومة اللبنانية» لن يساعد في لجْم اندفاع التيار العوني الى التصعيد، بل يُخشى ان يشكل تشجيعاً له ولو لم يكن جعجع يَقصد ذلك ضمناً.

وتقول المصادر انها تخشى من القراءة المعتادة للفريق العوني الذي يسخّر أيّ موقف ملائم له في اتباع سياسات مغالية، وهذا ربما ينسحب على قراءته لخطاب جعجع الأخير في شقّه الرئاسي كمحفّز إضافي مهمّ للتصعيد بدل الانفتاح والمرونة، مشيرة الى انه في انتظار ما سيحصل في جولة الحوار اليوم وتَلمُّس سلوكيات ونيات «التيار العوني» ومواقف حلفائه، ستبدأ الاستعدادات للجلسة الحكومية المقبلة من منطلق التحسّب لاحتمال مضي عون بمقاطعة الجلسات.

وحذرت في هذا السياق من ان يتجاوز التوتّر الذي يُحدِثه الكلام الاستفزازي لباسيل خصوصاً حدوداً ربما تلامس محاولات دفْع سلام والوزراء المسيحيين الآخرين الى متاهة خطرة. ذلك ان سلام الذي يفترض ان يكون عاد الى بيروت أمس من إجازة خاصة لن يقبل باستفزازه بمسألة الميثاقية لجعْله يرضخ للنيل من صلاحياته. يضاف الى ذلك ان تَصاعُد أزمة النفايات على وقع عودة التصلب في المواقف السياسية الشعبوية وضرْب خطة الحكومة المقرَّرة لأزمة النفايات قد يدفعان رئيس الحكومة الى خطوات غير محسوبة لدى المصعّدين ما لم ينجح الوسطاء في جعْل «التيار الحر» والمعنيين يعودون الى سكة التعقل.

إقرأ أيضًا: جعجع ولطشة لـ «حزب الله»: عن قداسة حليفك مفجر التقوى والسلام!

وتقول المصادر ان المعطيات الثابتة لا تسمح بهزّ الحكومة او باستقالتها راهناً، ولكن ذلك لم يعد يشكّل ضماناً كافياً لاستمرار «الستاتيكو» الحكومي اذا تبيّن ان ثمة معطياتٍ طارئة تدفع عملية التصعيد قدماً نحو إدخال البلاد في متاهةٍ جديدة تقف وراءها خلفياتٌ ربما تكون إقليمية وتتلطّى بالتصعيد الداخلي.
المصدر: الراي

السابق
بالفيديو: انفجار في حي الزهراء في مدينة حمص أوقع جرحى وقتلى
التالي
السنيورة: الدستور يحدّد أصول اختيار رئيسَي الجمهورية والحكومة