تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق: عن أيّة سوريا يتحدثون؟

اردوغان
«سنطبّع العلاقات مع سوريا في المستقبل» تصريح ترك العديد من التساؤلات حول علاقة تركيا مع النظام السوري، وتراجع أنقرة عن المطالبة بمحاسبة بشار الأسد كما يشاع.

شهدت السياسة الخارجية التركية بعد الانقلاب الفاشل الذي حدث في 15 تموز الماضي، تبدلاَ ملحوظا في العلاقات مع جارتيها ايران وروسيا إضافةً الى تحوّل بارز ميداني وسياسي بالنسبة للأزمة السورية. كما يلاحظ المراقبون أنّ موقف أنقرة المعلن من النظام السوري أصبح أكثر ليونةً مع غموض بالنسبة لمصير الرئيس السوري بشار الأسد، بعكس الموقف الواضح السابق المطالب برحيله قبل اجراء أيّة تسوية، وما عزّز هذا الغموض الموقف الذي أعلنه أمس رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم الذي قال فيه «طبّعنا العلاقات مع روسيا وإسرائيل وسنطبعها مع مصر وسوريا في المستقبل».

اقرأ أيضاً: تركيا.. ملاحظات أساسية حول المحاولة الانقلابية الفاشلة

المحلل السياسي ورئيس تحرير نشرة «المشهد التركي» الالكترونية ماجد عزام رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «على أي مراقب للشأن التركي بشكل عام وتحديدًا فيما يتعلق بالثورة السورية لا بدّ له من الانتباه الى أمرين أساسيين، الأول حجم التضليل الذي تمارسه المنظومة الاعلامية لمحور الممانعة التي تتخذ من بيروت عاصمة لها إقليميًا وموسكو دوليًا، الأمر الثاني هو أن المصالحات التي أنجزتها تركيا بنيت على مصالح ثنائية متبادلة وحاجات مشتركة. ومع روسيا تحديدًا تركيا لم تعتذر كما يقول الحشد الشعبى الاعلامى، اردوغان أعرب عن حزنه واستخدم كلمة روسية “ازفيتنه” معناها الدقيق بالعربية لا تواخذونا وبالتأكيد لم ولن تدفع تركيا تعويضات عن اسقاط الطائرة كما قال نفس الاعلام أو روج لفترة طويلة».

ماجد عزام
رئيس تحرير نشرة «المشهد التركي» الالكترونية ماجد عزام

وبالعودة إلى تصريحات يلدريم عن التطبيع مع مصر وسوريا أكّد عزام أنّ «يلدريم اكّد الاحتفاظ بالموقف المبدئي ضدّ الانقلاب دون الدخول بسجال إعلامى أو سياسى مع النظام المصري، ولكن عدم الوقوف فى وجه العلاقات بين الشعبين فى مستوياتها المختلفة القائمة على العلاقات التاريخية والثقافية والمصالح المشتركة، أي أنّ التطبيع مع مصر سيقتصر على علاقات بين القطاع الخاص وقيام مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الجانبين. ولن نشهد أي تسوية أو اتفاقات كما هو الحال مع روسيا واسرائيل لأنّ لتركيا مطالب يصعب التراجع عنها كلاإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف سياسة اقصاء المعارضين..».

وتابع عزام «فيما يتعلق بالتطبيع مع سورية والعراق، كما كانت شروحات يلدريم نفسه، فالحديث أنه لابد من حكم أو ادارة تضم جميع الفرقاء والاتجاهات دون اقصاء أي طرف، وهذا يتحقق بتأسيس حكم غير طائفى مع التأكيد على عدم غضّ النظر عن الجرائم والابادات التى ارتكبت وترتكب فى سورية تحديدا».

أمّا عن مصير بشار الاسد قال عزام «اعتقد انه جثة سياسية والكل يفهم ذلك ما عدا الممانعين الجدد، وتركيا تعرف انّ مصير الاسد وحتى الحل السياسي في سوريا مؤجل لشهور، ولكن هى تتمسك ببيان أنّ لا وجود للأسد في مستقبل سورية بعد ما قتل 600 الف من مواطنيه وهجر وشرد الملايين كما جاء على لسان يلدريم نفسه».

باختصار هناك تحديث ما للموقف التركي لكن ما من تغيير فى الجوهر كما اتضح من عملية «درع الفرات»، وحتى في معركة حلب التى كان لأنقرة دور بارز فيها لا يمكن تجاهله فى منع كسر المعارضة أو فرض الاستسلام عليها.

السابق
شعبان عبد الرحيم تخطى حزنه وتزوّج مرة ثانية!
التالي
استخدام المعارضة السورية لطائرات من دون طيار «درون» لقصف قوات النظام