الخدمة العسكرية الألزامية في لبنان… لماذا لا تعود؟

في ظل الاوضاع الراهنة التي يعيشها لبنان، والخشية من تداعيات المواجهات العسكرية الطاحنة التي تحصل في سوريا والعراق واليمنن وإرتدادات النزاع الإقليمي والدولي المؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على إستقرار وأمن لبنان. بدأت الاصوات ترتفع لعودة تطبيق قانون "الخدمة العسكرية الألزامية" التي تم إلغاؤه بمرسوم حكومي.

تقلصت الفترة الزمنية لخدمة العلم عام 2004 خلال فترة عبدالرحيم مراد حقيبة وزارة الدفاع، من 12 شهراً إلى ست أشهر، وتم لاحقا إلغاؤها بشكل نهائي بموجب قانون عام 2007.

اقرأ أيضاً: «حماة الديار» لبنانية: مليشيات جديدة.. للجيش؟

في شهر آب الماضي أثير أمام الرأي العام اللبناني نشوء كيان عسكري جديد يحمل إسم “حماة الديار” وتبنى الكيان شعارات الجيش اللبناني، المؤسسة الأولى في لبنان.

ومنذ عام 2015 ازدادت مخاطر إندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل التي ههدت اكثر من مرة لبنان على لسان رؤسائها وقادة جيشها. كذلك فإن الحدود اللبنانية بعد الحرب السورية غير مضبوطة، فقد إستطاعت عدة مجموعات إرهابية التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية وبناء مراكز ومعاقل لها في مناطق عدة على الحدود اللبنانية – السورية.

في حديث سابق للعميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط رأى فيه ان خدمة العلم “تأتي في إطار العمل على تحقيق الانصهارالعميد الركن المتقاعد امين حطيط الوطني. ففي بلد متعدد الانتماءات الاجتماعية والثقافية، والنزعات السياسية، فإن الخدمة العسكرية تصبح ضرورة لإعطاء فرصة للشباب للّقاء في مكان واحد، وسماع خطاب موحد غير موجه ضد أحد، ولا يبتغي سوى مصلحة الشعب اللبناني، بما يجعلهم يستفيدون من النفَس الوطني الجامع والمساهمة في التنشئة الوطنية لبناء مجتمع متماسك”.

هذا وبالمقابل، أثبتت الحروب التي اشتعلت مؤخرا في الشرق الاوسط أن كثافة عدد عناصر الجيوش وكميتها ليست مقياس لإنتصارات، فالجيوش الحديثة نوعا، والمدربة والمجهزة بتجهيزات متقدمة نوعا على عدوّها هي التي تتسيّد الميادين.

عام 2011 عدل النظام السوري قانون “خدمة العلم” لديه وفرض حينها على كافة الفئات الذكورية فوق الـ18 عام التطوع الإلزامي في إحتياط الجيش لديه.

حركة حماة الديار

لم تحقق الخدمة الإلزامية أي إنجاز على أرض المعركة ولم يتمكن الجيش السوري منذ إقراره قانون الإحتياط الإلزامي حسم أي معركة لصالحه.

لقد إستعان الجيش السوري بأكثر من طرف دولي لمساندته في حربه ضد المعارضة السورية وقام عام 2015 بإستدعاء روسيا لحمايته لأنها تمتلك منظومة قتالية جويّة ولوجستية برية مهمة.

وتعليقاً على الموضوع أجرى «جنوبية» إتصالاً مع الجنرال المتقاعد وهبة قاطيشا، فرأى “أن أغلب بلدان العالم ألغت خدمة العلموهبة قاطيشا الإلزامية، وإلغاء لبنان لخدمة العلم هو قرار إستراتيجي، لأنه لا يتحمل خدمة العلم، ومقارنة بين لبنان ودول العالم، فإن عدد عناصر الجيش اللبناني هو الأعلى مقارنة بنسبة سكانه”.

اقرأ أيضاً: إعجاب إعلام الممانعة بترامب… لا يثير الاعجاب!

واضاف: “إن خدمة العلم مكلفة لجهة متطلبات الجندي وأسرته وأهله، وبالتالي فإن الدولة اللبنانية ستلتزم دفع أموال بدون جدوى وبدون هدف، وشدد على ان إستراتيجية الجيوش الحديثة القائمة عى فعالية إمتلاكها للأسلحة المتطورة، كطيارات بدون طيار ودبابات وطائرات حربية هي الأجدى في المعارك”.

السابق
كبارة: بشائر العدالة بدأت تلوح في أفق طرابلس
التالي
حادث سير… وحزب الله يحاول اخفاء السيارة الجانية‏