التعيينات في مهب الريح.. والمراوحة الحكومية إلى الأسبوع المقبل

تسود الأجواء اللبنانية مراوحة شاملة، يكسرها حراك متقطّع أقرب ما يكون إلى التسلية السياسية في الوقت الضائع. المستويات السياسية مشغولة في اتّجاهين: الأوّل كيفية تجاوُز الاستحقاق العسكري وتمرير التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يبدو أنّه أصبح وشيكاً، والثاني كيفية احتواءِ الاعتراض "العوني" على هذا التمديد.

يعود مجلس الوزراء الأسبوع المقبل إلى الانعقاد في جلسة عادية برئاسة رئيسها تمام سلام وسط ترجيح استمرار المقاطعة العونية احتجاجاً على مقاربة ملف التعيينات العسكرية.

إلا أنه يبدو أن الاتصالات والمشاورات في شأن المأزق الحكومي عالقة بدورها في انتظار عودة سلام غدا من اجازة خارج البلاد كما في انتظار ما سيصدر اليوم من توجهات ومواقف عن الاجتماع الاسبوعي لـ”تكتل التغيير والاصلاح” برئاسة العماد ميشال عون.

وأوضحت مصادر حكومية أنّ سلام بعد انتهاء إجازته وعودته نهاية الأسبوع الجاري إلى بيروت يعتزم دعوة المجلس إلى الانعقاد الأسبوع المقبل وفق جدول أعمال عادي لا يتضمن أي بنود قد تشكل حساسية للفريق المقاطع إنما يركز بشكل أساس على تسيير مصالح الدولة والناس، على أن يعود المجلس إلى التغيّب مجدداً الأسبوع الذي يليه بسبب سفر سلام إلى نيويورك في 15 أيلول.

ونقل مصدر عن سلام انه لا يعتبر أن هناك صراعاً بينه وبين “التيار الوطني الحر”، ولا حتى بين التيار والحكومة، إنما هناك صراع سياسي بين الأطراف السياسية، وعليها أن تتحاور للتوصل إلى حلول وتفاهمات، وتجنب المزيد من المشكلات. وأبلغ سلام من يعنيه الأمر انه لن يستدرج لإجراء اتصالات مع أي طرف وهو لم يتورط في الأزمات وليس طرفاً فيها.

وفي هذا السياق ارتفعَت وتيرة الاتصالات العلنية وغير العلنية، بين الرئاستين الثانية والثالثة من خلفية التأكيد على الحفاظ على الجسم الحكومي حتى ولو كان هيكلاً عظمياً، وكذلك بين القوى السياسية، وخصوصاً بين عين التينة والرابية، حيث تسجَّل زيارات وحركة موفدين بين المقرَّين. وتعكس الاتّصالات بين الرابية وعين التينة ما يمكن وصفُها بـ”الليونة السياسية” بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، وهو أمر تؤكّد عليه أوساط الطرفين.

إقرأ ايضًا: الحكومة اجتمعت وباسيل يلعن «من يحاول اقتلاعنا من مجلس الوزراء»

إجتماع “التكتل”

إلى ذلك، كشف مصدر نيابي في تكتل “الإصلاح والتغيير” ان التكتل سيجري مراجعة في اجتماعه اليوم، للموقف السياسي، ومواقف الأطراف بمقاطعة التيار الوطني للجلسة الأخيرة، وما تعين اتخاذه في حال تمّ الإصرار على عقد جلسة لمجلس الوزراء في الثامن من المقبل. ورأى ان صمت النائب ميشال عون لا يمكن ان يستمر وإن كان يفضّل إعطاء المزيد من الوقت للاتصالات الجارية. ولاحظ ان هناك مجالاً بعد للأخذ والرد، نظراً لحراجة الموقف وما ينجم عن أية خطوة من عواقب غير محسوبة.

وردّاً على سؤال عن الخطوات العونية التي يمكن أن تتّخَذ في ضوء هذه الاتصالات، قالت مصادر في “التيار الوطني الحر” لـ”الجمهورية”: نحن دائماً إيجابيون، وفي ما خصّ الاتصالات سنبني على الشيء مقتضاه. وليس مستبعَداً أن يَصدر عن “التكتل” اليوم موقفٌ في سياق خريطة طريق التحرّك التي حدّدها “التيار الوطني الحر” الأسبوع الماضي.

اقرأ ايضًا: التيار الوطني يشهر «سلاحه».. الحكومة تواجه خطر الشلل

“14 آذار” تتحدث عن تنسيق بين “حزب الله” وعون

ورأت مصادر قيادية في قوى “14 آذار” ان التصعيد من جانب “حزب الله” في وجه المستقبل وتصعيد “التيار الوطني الحر”  في وجه الحكومة هو مدروس ومنسق بين الطرفين في إطار الضغط لإرغام “المستقبل” على السير في خيار عون، وانطلاقاً من ان رئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري مستمر في ترشيح رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية وهو لن يساوم على هذا الترشيح.

 

السابق
«أمل» و«حزب الله»: لا تفريط بالحكومة!
التالي
اختراق مراكز بحثية أميركية تراقب روسيا