«ملف النفايات» يتحوّل لـ«كباش سياسي» بين الكتائب وخصومه…

حزب الكتائب
تستمر أزمة النفايات في التفاقم في المتن وبعض مناطق كسروان وبعبدا، مع تكدس أكوام القمامة على الطرق في مشهد أعاد إلى الأذهان أزمة صيف 2015، وذلك مع استمرار عدد من محازبي "الكتائب" في المكان.

فرض ملف النفايات نفسه بنداً على جدول الأعمال في ضوء بلبلة وأفكار واقتراحات، كما استدعى اجتماعاً لعدد من رؤساء البلديات في المتن لبحث الحلول المناسبة وإيجاد المخارج السريعة.

اقرأ أيضاً: المستقبل يقاوم ضغوطات حزب الله للقبول بـ«عون» رئيسا

وعلم ان خطة لرفع النفايات من الشوارع ستبدأ اليوم أو غدا في أبعد تقدير وتجميعها في شوارع وأراض بعيدة نسبيا من اماكن السكن ريثما يتوافر الحل المتوقع أيضاً في غضون ايام ونقلها الى مكب برج حمود مع تعهد واضح من الحكومة لتنفيذ خطة بيئية متكاملة للفرز والمعالجة والطمر.

وأبلغت مصادر وزارية ان الحكومة متمسكة بخطتها للنفايات ليس لإنها رافضة لإعادة النظر فيها، بل لإنها تعتبرها الافضل لمنع عودة النفايات الى الشوارع. أضافت ان الحكومة بشخص رئيسها أكدت رفضها طلب بلدية بيروت فصل معالجة نفايات المدينة عن الخطة العامة إنطلاقا من تمسكها بالخطة، علما ان الموضوع هدد بنشوء أزمة في العلاقات بين الرئيس تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق الداعم لمطلب بلدية العاصمة.

يشارك وزير الزراعة أكرم شهيب في اجتماع لجنة المال والموازنة النيابية اليوم لاستعراض مستجدات أزمة النفايات بعدما عادت لتقضّ مضاجع الناس وتنقضّ على شوارعهم وأحيائهم وأمنهم البيئي والصحي في المتن وكسروان إثر إيصاد بوابة “برج حمود” أمام استكمال تنفيذ الخطة الحكومية.

وعشية الاجتماع أبدى شهيب عبر “المستقبل” جاهزيته التامة للتعاون، قائلاً: “إذا كانت هناك نية حقيقية للتعاون ضمن أطر الخطة والإمكانات المتوافرة فأنا جاهز وحريص من باب الحرص على الناس، أما إذا كان الهدف (من التعطيل) سياسياً فلا حول ولا”:

ولفت شهيب إلى أنّ جُلّ ما يستطيع فعله هو عرض محدودية الخيارات التي تمتلكها الدولة لمعالجة الأزمة “فإما أن يقتنعوا ويصار عندها إلى استئناف العمل وإزالة النفايات من الشوارع وإما أن يتحملوا مسؤولياتهم إذا أصروا على موقفهم”.

رفع النفايات

كما أضاف شهيب في معرض تأكيده على أن “كرة” الأزمة في ملعب “الكتائب“، ورأى أن حزب “الطاشناق” متجاوب ولا مانع لديه من إعادة فتح مكب برج حمود لاستكمال تنفيذ خطة الحكومة.
إلا أن المفاجأة أتت من المكان غير المتوقع. فبعد اجتماع بلديات الجديدة والبوشرية السد والفنار وعين سعادة وحسمها قرار إنشاء معمل فرز لنفاياتها في الوادي الصناعي في منطقة نهر الموت خلال ستة أشهر، علم أن بلدية سن الفيل المحسوبة على الكتائب والنائب ميشال المر ستتخذ اليوم أو غداً قراراً بشأن نفاياتها بسحب ورقة جمع النفايات من يد “سوكلين”، علماً بأن بلدية بكفيا الكتائبية بدأت حلاً مؤقتاً يفترض أن تتخذ الخطوات اللازمة ليشمل بلدات عدة مجاورة لها.

اقرأ أيضاً: من خان داريا: تركيا من جرابلس أم السعودية التي تخطط بالشمال؟

وبالعودة إلى ساحل المتن الشمالي، بدأ أحد النواب وفق “الأخبار” اتصالات تنسيقية بين جل الديب وبصاليم وأنطلياس وشركة خاصة ستبدأ توزيع نوعين من الأكياس على المنازل وجمع النفايات كل مساء وإرسالها إلى معمل فرز وإعادة تدوير في منطقة الكورة. أما بقايا النفايات التي لا تصلح لشيء، فأمام الشركة التي ستتعاقد مع هذه البلديات خيارات عدة بشأنها ستختار ما يناسبها منها اليوم، علماً بأن البلدية لا تتكبد أي مصاريف. فالشركة الخاصة تبيع الأكياس للمواطنين وتجني أرباحاً إضافية من فرز النفايات. والأهم هنا هو سقوط مخطط “سوكلين” ومجلس الإنماء والإعمار والحكومة بإبقاء النفايات في الشوارع لإلزام جميع القوى السياسية وغير السياسية بالخضوع لشروطها. فانضمام “الطاشناق” إلى “الكتائب” وناشطين سياسيين، وأخيراً مجالس بلدية محسوبة على المر، سمح بالبحث الجدي عن حلول بديلة.

السابق
المعلوف : انتخاب رئيس الجمهورية بداية الحل في لبنان
التالي
كامل مهنا في عشاء «عامل» الخيري السنوي: استقبلنا بما يساوي 170 مليون نازح الى أوروبا