هذا تاريخ مدينة داريا وهكذا ثارت على الأسد

يعود أصل كلمة "داريا" للسريانية، وتشير إلى البيوت الكبيرة، وهي مشتقة من كلمة دار، و داريا هي مدينة سوريا في ريف دمشق تبعد عن العاصمة 8 كلم وتعد من أكبر مدن الغوطة الغربية، يحدها شمالاً حي المزة ومعضمية الشام، وغرباً جديدة عرطوز، فيما يحدها من الجنوب صحنايا وأشرفيتها، ومن الشرق عدة أحياء منها حي كفر سوسة وحي القدم.

ترتبط داريا تاريخياً بدمشق، ويحكى عن قبيلة يمنية استوطنتها قبل الإسلام وهي قبيلة بني خولان نسبة إلى “أبي مسلم الخولاني”، كما كانت معقلاً للغساسنة، وقد تأثرت بفترات الحكم الأموي والعباسي والمنازعات وتعرضت للخرق.
عدد سكانها بحسب إحصاء 2007 يتجاوز 255 ألف نسمة، وذلك لقربها من العاصمة ممّا جعلها موقعاً استراتيجياً جاذباً للسكان، غالبية ساكنيها هم من الطائفة المسلمة، ولكن يوجد بها أيضاً الطائفة المسيحية، من روم ارثوذكس و روم كاثوليك، والطائفة الكالوثيكية يعود تاريخها بهذه المدينة لعام 1834 كما بنيت كنيسة لها عام 1937.
في حين يعد وجود الروم بها سابقاً على الكاثوليك، إذ أنّ الطائفة الكاثوليكية انشقت عنهم فيما بعد.

يتواجد في داريا العديد من المقامات الدينية كمقام نبي الله حزقيل، كما يوجد العديد من المساجد، كجامع أبي سليمان الداراني وجامع عمر بن الخطاب.

يسيطر على داريا الطابع الزراعي، كما عمل ساكنوها بالمهن الحرة.

إقرأ أيضاً: ناشطة من داريا لـ «جنوبية»: حملة تدمير اسدية روسية ايرانية أسقطت داريا.. لم تجد من ينصرها

كانت داريا من أوائل المدن السورية التي شاركت بالثورة السورية ضد نظام الأسد عام 2011، فخرجت أولى المظاهرات بها يوم الجمعة في 25 أذار 2011 ومنذ ذلك الوقت تمددت المُظاهرات فيها وأصبحت تخرج بشكل مُنتظم.
وفي يوم “الجمعة العظيمة” سقط أول القتلى فيها حيث فتحت قوَّات الأمن النار على المُتظاهرين ما أدى الى سقوط 7 قتلى وبعدها انتشرت الحواجز الأمنية بشكل كثيف في المدينة و ثم في 1 ايار قُطعت الاتصالات عن المدينة وتعرَّضت للحصار.

داريا

و في 6 ايلول من العام نفسه اعتقلَ الناشط السياسي غياث مطر والذي كان ضليعاً بتنظيم المُظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات وبعد أربعة أيام من اعتقاله سلم الى اهله جثة .
ومن الأحداث الدموية التي شهدتها المدينة ما حصل يوم “جمعة عذراً حماة” بتاريخ 3 شباط 2012، إذ سقطَ 6 قتلى برصاص الأمن، كما سقط 12 قتيلاً في اليوم التالي أثناء تشييعهم.

إقرأ أيضاً: داريا المقاومة توأم بيروت.. وجنود النظام توأم آلـ صهيون
وبحسب “مركز توثيق الانتهاكات في سوريا”، فقد سقطَ 360 قتيلاً من المدنيين برصاص الأمن في مدينة داريا منذ اندلاع الاحتجاجات وحتى 3 آذار 2012، كما تمَّ توثيق ما لا يَقل عن 780 حالة اعتقال فيها خلال تلك الفترة،
وقد جرت مجزرة كبيرة بالمدينة يوم السبت 25-08-2012 – فيما سمي يوم السبت الأسود – راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد.
ومن الصدف المؤلمة، أنّه في ذكرى المجزرة وبعد أربع سنوات، تمّ توقيع اتفاق داريا فودعها الثوار مع أهاليها، ليدخلها جيش الأسد بعدما دمّر مساجدها و مقاماتها و كنائسها، ونفذ أبشع مجازره بها.

السابق
لافروف: نسعى لتعزيز الثقة مع اميركا للتعاون في سوريا
التالي
مصادر تتوقع تصعيد عوني بهدف اسقاط الحكومة