داريا من الداخل: تركت وحيدة والنظام هدد بالنابالم بغطاء دولي

تمّ اتفاق داريا، وبدأ الثوار والمدنيين بمغادرتها للبلدات التي تمّ الاتفاق عليها تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي، فماذا بعد داريا وما هي التداعيات العسكرية، وما مصير الغوطة؟ وأين أصبح مشروع سوريا المفيدة؟

الناشط السوري وممثل شباب الحراك الثوري علي ابراهيم أكدّ لـ “جنوبية” أنّ “الوقائع التي أدّت إلى خروج الثوار والمدنيين من بلدة داريا هو الحصار المفروض عليها منذ سنوات والقصف والمعارك وإهمالها من الداخل كما من المجتمع الدولي”.

اقرأ أيضاً: هذا تاريخ مدينة داريا وهكذا ثارت على الأسد

مضيفاً “هذا الاتفاق قد عقد بعدما تمّ تهديد الثوار من قبل النظام أنّه سوف يقوم بإحراق داريا بالنابالم بشكل كامل، وإبادتها، وهذا ما يجعلنا نتساءل هل حصل على الضوء الأخضر من المجتمع الدولي لا سيما وأنّ الوسيط كما العادة هما الأمم المتحدة والصليب الأحمر”.
وأوضح ابراهيم أنّه فيما يتعلق بواقع داريا “كان هناك خذلان كبير لها من قبل كل الأفرقاء في الثورة السورية إن كانت كمعارضة موجودة في تركيا أو كمعارضة مقاتلة على الأرض السورية داخل سوريا في الجنوب أو حول دمشق، هي تراكمات أو لعبة خطيرة يقوم بها النظام وحلفاؤه من الإيرانيين والروس على الريف الدمشقي بشكل كامل”.

وفيما يتعلق بالتداعيات العسكرية لهذه الاتفاق بيّن أنّه ” حالياً تم افراغ بلدة داريا والزبداني ومنطقة القلمون، أي الامتداد بريف دمشق قد تم افراغه بالكامل من العمليات العسكرية والثوار، وبالتالي النظام سوف يحشد طاقاته هو والإيرانيون والروس وحزب الله والميليشيات بشكل كامل لمناطق الغوطة الشرقية والغربية ومعضمية الشام حيث سوف يتم عملية الإخلاء أو عملية قتل الشعب، وعملية التقسيم التي سوف تكون موجودة بشكل أو بأخر، وللأسف المجتمع الدولي صامت وعملية إفراغ المدن السورية تتم برعابيته وإشرافه”.

داريا

وتابع ابراهيم فيما يتعلق بموضوع سوريا المفيدة، “هذا الموضوع قد تمّ الحديث عنه ولا نعرف إن كان سوف يتم تطبيقه، لا سيما بعد تصريح كيري الأخير أنّ جبهة النصرة لإرهابية وتغيير الاسم لا يبدل شيئاً مما يعني العودة للمعضلة نفسها، فالمشكلة الأساسية هي بالتواطئ الاميركي الروسي بتواطئ أمم المتحدة، التدخل التركي من جهة، تفريغ داريا القصير الزبداني، تفريغ القلمون وتسليمه لحزب الله”.

اقرأ أيضاً: في ذكرى مجزرة داريا: النصر لها.. والعار لمن خذلها

وختم ابراهيم مؤكداً أنّ “هناك العديد من التشابك والتعقيد في هذه المرحلة وهناك خطورة كبيرة إن من جهة تقسيم سوريا أو من جهة تفريغ الجنوب ومحاولة توجيه الأمور للشمال، وللأسف المعارضة الموجودة في تركيا سيئة للغاية وأقصد الائتلاف والحكومة، فدورهم منذ خمس سنوات لا يتعدى البيانات والكلام الإعلامي والمنشورات الفيسبوكية التي لا تقدم شيئاً ولا تحقق إنجازاً، وما من عمل حقيقي لأجل سوريا والثورة والإطاحة بنظام بشار الأسد ولا من أجل مساعدة الفصائل العسكرية الموجودة على الأرض”.

 

السابق
بالصُوَر.. تضامناً مع لباس «البوركيني»
التالي
تركيا تصدر قانوناً يسمح للمحجبات الإنخراط بالشرطة