سوزان تصرخ في وجه حزب الله: أعيدوا إبني من سوريا

امهات
ثمة عدد لابأس به من الأمهات بدأن برفع الصوت، ولو داخليّا، ضد ما يُسمى الموت المجانيّ في سورية، لاسيما بعد ارتفاع عدد الشباب الذين يسقطون على أرض ليست بأرضهم ولا أرض أجدادهم.

بعد بوادر تقاسم الجبنة السورية بين الروس والإيرانيين والأتراك والأميركيين وحلفائهم، والإتفاق السياسيّ على سيادة كل حلف على جزء من سورية، وبالتالي عودة كل الشباب الى منازلهم في لبنان وتوزّعهم من الشرق الى الجنوب فالضاحية، ومنهم من عاد جريحا، فان الحرب الداهمة ستُفتح على حزب الله، الحزب الإقليمي الهوى، والمحليّ التأسيس والجماهير، الحزب الذي قاتل ويقاتل منذ أربع سنوات وأكثر على أرض غير أرضه، ولأجل أناس ليسوا بناسه، وضد عدو ليس بعدوه.

اقرأ أيضاً: قصف بالطيران واتفاق روسي – سوري لتحجيم حزب الله… فكيف الرد؟

وبحسب بعض المعلومات والمصادر المؤيدة فإن ما يقارب الـ1400 شاب سقطوا في سوريا، ومن بينهم قادة ميدانيين قاتلوا إسرائيل طيلة 30 عاما وهزموها ولم تهزمهم أبدا.

فالبكاء على الأطلال لن يفيد اللبنانيين الشيعة بعد اليوم، ولكن فورة غضب بدأت تلوح في الأفق بعد خروج صوت أمهات من هنا وهناك وخاصة الواعيات منهن، اللواتي يرفضن ذهاب أولادهن الى الموت المجانيّ بأرجلهم، واللواتي يستنكرن الخسارات الكبيرة هذه.

ثمة حالات إعتراض كبيرة، فقد اتصلت إحدى الشابات بنا، لتروي كيف يأخذون أخيها الى سورية وهو وحيد أهله رغم القرار الرسمي الصادر عن الحزب باستبعاد الوحيد. لتضمّ صوتها لمثيلاتها من الأمهات ذوات الولد الواحد اللواتي رفضن ذكر أسمائهن خوفا من مشاكل قد تحصل معهن.

لكن سوزان، السيدة الجنوبية الشجاعة، ترى أنه “من واجبنا كلبنانيين وكجنوبيين مواجهة الإسرائيلي أينما كان، لكن ما علاقتنا بسورية ومعاركها؟ ومن يقاتل على أراضيها من أفغان وشيشان وباكستان وسعوديين وأتراك واوروبيين متشددين؟ هل نحن مسؤولون عن ردهم الى بلادهم ومواجهتهم؟ وهل ان هذه المجموعة الصغيرة المتعلمة الفتية قادرة على مواجهة دول وأنظمة ولأجل من؟ لأجل بشار الأسد؟”.

تشييع مصطفى بدر الدين

فسوزان إمرأة، في نهاية الأربعينات من عمرها، علمت أبناءها الثلاثة وربّتهم على حبّ العلم والوطن ومناهضة التعصب ورفض التشدد، الا ان أحد أبنائها أغراه البعض بالمشاركة في معارك سورية وهي التي لم تعلم بذهابه إلا متأخرة فجنّ جنونها، كون ابنها الأوسط هذا الذي تلقى تعليمه الجامعيّ، وينوي الزواج، وعمل لسنوات عدة في احدى المستشفيات التابعة لحزب الله في الضاحية، وتعرّض لضغوط شتى ليّوقع على استقالته كونه غير “مطيع” للإدارة كما تفهم الإدارة هذه الطاعة التي تخرج عن أدبيات العمل التمريضي، والذي ذاق الأمرّين من المسؤولين عنه في هذا المستشفى، حيث انتقل الى مؤسسة غير إسلامية، بل مختلطة، بعد كفره بأخلاقيّات هذه المؤسسات التي تدّعي العمل بأخلاقيات الدين الإسلامي مع الناس والعاملين. والخبر ليس هنا.

الخبر المهم والأهم هو ان ثمة عناصر حزبيّة لم تترك ابنها بحاله رغم إساءتهم له، وجروه ليذهب الى سورية ليشارك في معارك لا يفقه منها شيئا. وتُعد سوزان الايام والليالي لعودة ابنها الشاب الذي لا يعرف من السلاح شيئا، وهو ممرض ممتاز، وبدل تقديره أخذوه الى ساحات الموت حيث ستعلق صوره على الحيطان تكريما له، بحسب قولها ساعتئذ ماذا سيكون حالها؟ وهو الذي لم يشارك سوى في دورة لمدة 40 يوما في مكان ما بعيد خفية عنها.

وتطلق سوزان الصرخة عبر “جنوبيّة”، علّ الصوت يودي الى من له أذان، وهي لم تكتف بالحديث الى موقعنا، بل اتصلت بالشيخ المعنيّ والمسؤول في حزب الله (الشيخ ز. ض) فوعدها باعادة إبنها في القريب العاجل.

تخاف من فقد إبنها، وتخاف عليهم من أفكارهم المتشددة التي تشبه أفكار داعش حسب قولها. وهي التي فتحت صفحات “الفايسبوك” لتهاجم وتنتقد وتسبّ وتشتم كل من يقف وراء هذه المعارك التي تخسّرنا شبابنا وأبناءنا وأولادنا.

اقرأ أيضاً: حزب الله في سوريا بانتظار الأمر : الانسحاب المر أو البقاء الأمّر !

فهل من يسمع؟ ويا ترى ماذا سيجني الشباب عند عودة الهدوء الى سورية وتقاسم الجبنة؟ هل سيؤمّن حزب الله للعائدين عملا في سورية او في لبنان بعد ان يستغنيّ عنهم؟ هل سيضعون يدهم – على ما قالوا انهم لأجل ذلك ذهبوا الى المعركة – على المقامات؟

السابق
صورة سميرة سعيد مع «المعجب العملاق» تثير تساؤلات
التالي
بعد تهجير أهالي داريا… ناشطون يتخوفون من إعتقالهم