داريا انتصرت والأسد إلى مزبلة التاريخ

لم تكن الثورة السورية منذ انطلقت وحتى اليوم، الا حركة في وجه الخلاص من نظام الاستبداد، ولم تكن يوماً رغم كل ما قيل وما دبر في ليل لابنائها الا انها ثورة ضد نظام لا يختلف اثنان انه من اكثر الانظمة العربية وفي العالم استبداداً وقتلاً لشعبه.
هي هكذا ولا خيار لها غير هذا، الثورة السورية عصية على الموت، لم ينتبه القتلة الى ان سوريا تنقص من اعمارهم، تجعلهم مجرد اداة قتل لكل ما هو جميل وانساني، تدفعهم نحو مزبلة التاريخ وتطوي زمنهم بدمها وبجثث اطفالها وبصوتها الراعد في برية العالم.

ليست داريا التي هزمت، دققوا في الصورة وفتشو بين الانقاض عن ذرة تراب او قطرة دم او عيني امرأة توحي بآن الثورة لم تنتصر. الذين خرجوا من داريا هم المهاجرون الذين يشقون طريق العودة بالحلم بعدالة القضية بمنطق التاريخ الذي لن يخذل الاحرار ولو كانوا شهداء الم تكن داريا وشم جميل على خد الثورة النضر، الم تكن الحرية ورفع الظلم غاية هذا الصمود الم تكن الارواح والبيوت والجوع شهادة للحياة؟ بلى واكثر هي شاهد وشهيدة وحكاية جميلة ومبهرة من حكايا سوريا. من يعطي كل هذا العطاء للثورة والوطن انتصر من دفع كل هذا الدم والدمار ضد المستبد وعصاباته، اعطى سوريا واعطى الحرية درسا جديدا ومثالا حيآ للتضحية والوفاء…كلما طال الزمن كلما اثبتت ثورة السوريين انها ثورة تحيا بقوة الحق وبارادة الحياة.، وكلما طال عمر نظام المستبد كلما تكشف كم ان سقوطه ونهايته امر حتمي. هو سقط منذ زمن ما بقي الة الموت التي تقتل وهي الى هلاكها سائرة ولا محالة .
سوريا لا تموت بل الطغاة هم الراحلون، وحكاية داريا باقية على امتداد سوريا وعلى طول الزمن شعلة من حرية لا تنطفىء.

السابق
الدلافين تقترب من صيدا
التالي
مجلس الدولة الفرنسي يعلق قرار حظر لباس البحر الاسلامي