التدخل التركي يستدعي مجابهة حتمية بين الأكراد والعرب

جرابلس
إنقسم ناشطو مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيد ومعارض حول مسألة التدخل العسكري للقوات التركية في شمال سوريا بدعم من التحالف الدولي الغربي، وذلك من أجل مناصرة الجيش السوري الحر في حربه ضدّ داعش.

إتخذ بعض ناشطي المعارضة السورية مواقف إيجابية من تدخل التركي العسكري لدحر داعش من مدينة جرابلس، وذلك على رغم اللبس الذي حصل عقب تصريح الرئيس التركي أردوغان الذي وجه تحرك قواته العسكري في سوريا ضد الكرد أيضا، وكان سبق ذلك تصريحات صادرة عن قيادات في «وحدات الحماية الكردية» عقب مشاركتهم في تحرير منبج من داعش، انهم يعتزمون ضم أي منطقة يتم تحريرها إلى الفيدرالية الكردية المعلن عنها من العام الماضي في شمال سوريا.

اقرأ أيضاً: استعادة لفكرة «المستنير العادل»

في الوقت نفسه، إستنكر أكثر من فصيل معارض التدخل العسكري التركي وإعتبروه إنتهاكاً لسيادة الأراضي السورية، مبررين الموقف بالقول أنه مهما بلغ دعم تركيا للثورة السورية إلا ان هذا لا يعني دخولها إلى الأراضي السورية. وإعتبر بعضهم أن تركيا كان بإمكانها تقديم الدعم العسكري الكافي للجيش السوري الحر لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وخوض معارك مع أي جهة تحاول تقسيم سوريا وأثبتت السنوات السابقة تملصها من ملف دعم الجيش الحر بالسلاح النوعي رغم معرفتها بقدراته على خوض المعارك وحسمها.

وشكك السوريون بالموقف الأميركي غير الواضح تجاه الازمة السورية على خلفية إعلان إدارة اوباما تقديمها المساندة الجوية للتدخل العسكري ضد مواقع داعش ومواقع الاكراد الممولين عسكرياً من أميركا والمدعومين من قبل خبراء عسكريين أميركيين.

وسجل بعض السوريين المحايدين موقف أشاروا فيه إلى أن سوريا تحولت إلى ضحية لشتى أنواع الإحتلالات بمختلف أشكالها وألوانها من روسيا وإيران وأميركا والتنظيمات الإرهابية وتركيا. وإعتبروا ان المعارك المشتعلة في شمال سوريا بين المشروع الكردي التقسيمي، ومشروع تركيا التوسعي وهذان المشروعان يصبان في خانة القضاء على سوريا المتداعية أصلاً.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه التقارير الصحافية عن التدخل العسكري التركي الذي حرف مسار المعركة المشتعلة بين القوى الإقليمية والدولية في سوريا، إلا ان هذا التدخل غاب وهجه لدى الإعلام الموالي للنظام السوري فصبوا تركيزهم على معركة حلب الكبرى التي يخوضها الجيش الحر بقيادة جيش الفتح بوجه النظام وحلفائه.

وإكتفت قناة المنار والعالم والدنيا بنقل مواقف وزارة الخارجية السورية المدينة للتدخل العسكري التركي والتي تحمل تركيا تبيعات المعركة وعواقبها.

ولكن بعض الأصوات الإعلامية الموالية للنظام السورية خرجت بمواقف ألمحت فيها إلى إتفاق ضمني بين النظام السوري والقيادة التركية بشأن دخول القوات التركية إلى مدينة جرابلس. هذا الموقف تبناه المراسل التابع للنظام السوري ماهر الدنا مشيراً إلى ان المقربين من القيادة السورية لا يعدون التدخل التركي عدواناً.

جرابلس الرقة

أما مراسل قناة العالم الفاعل جداً على مواقع التواصل الإجتماعي فصوب كافة تغريداته على موقع تويتر للحديث عن المعارك الدائرة في مدينة حلب بين قوات النظام السوري المدعومة من حزب الله وإيران وروسيا ضد قوات المعارضة السورية.

من جهة اخرى اعتبر الناشطون الأكراد تصرف تركيا هدفه ضرب محاولات قوات سوريا الديمقراطية الجادة في محاربة داعش بعد إنجازاتهم الملحوظة في الايام الاخيرة ضد تنظيم الدولة في مدينة منبج شمال حلب وتل الأبيض بريف الرقة.

وأمام كل معركة يكون الاكراد طرفا بها في سوريا، يظهر فصل جديد من فصول الحقد القومي الدفين بين العرب والاكراد. وينهال الطرفان على توجيه الشتائم والسباب وتبادل الإتهامات ضد بعضهم.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تصالح تركيا وتحالف روسيا: سوريا هي الجبنة

وفي النهاية، فان ازمة ثقة كبيرة تفصل بين فصائل الجيش الحر العربية السورية التي يرى فبها اكراد سوريا رمزاً للتطرف بسبب إرتباط بعض عملياتهم العسكرية بتنظيمات متطرفة كجبهة النصرة التي خاضت معارك عدة ضد الاكراد، بينما يرى بعض السوريون العرب في الاكراد مشروع تقسيمي يسعى إلى ربط المناطق الكردية السورية بكردستان العراق.

 

السابق
مياومو الكهرباء غداً في الشارع
التالي
قيادي كردي في منبج لجنوبية: سنرد على تركيا في حال إعتدت علينا