على وقع مجازر حلب المنار تعرفنا على نصرالله الانسان

حلب تشهد أكبر عملية إبادة لناسها الطائرات الروسية القادمة من إيران تقصف بصواريخها المدينة وأبنائها من دون تمييز. الكارثة السورية أكبر من أن يختبىء حزب الله خلف عناوين براقة ضد اسرائيل كل ما يجري يمهد لكارثة لبنانية لن يعصم حزب الله ولبنان منها التغني بالأمجاد.

يحتاج تلفزيون المنار لكي يروّج لمقابلة السيد حسن نصرالله مع الاعلامية كوثر البشراوي على شاشته ليتحدث عن شخص السيد نصرالله وحضوره من المحيط الى الخليج. طبعاً لا تتم الإشارة إلى إيران باعتبار أنّ حزب الله عفواً أو شخص نصرالله قوّة مستقلة وشخصية سياسية وعسكرية قائمة بذاتها.
لا بأس لكن هي محاولة جديدة وأسلوب ربما اكتشفته المنار هذه الأيام. لكن يمكن القول أنّ كلّ هذا التوصيف إلى حد المبالغة ينطلق من أنّ ثمّة حاجة للإضافة على الاسم من مواصفات عديدة واستثنائية بعدما كان الإسم بذاته يكفي ليضيف معنى وجاذبية للجمهور.

إذاً ثمّة محاولة لإستنقاذ الاسم من معاني أضيفت وليست محبذة. الجهد الأكبر لحزب الله الذي بذله في القتال منذ تأسيسه حتى اليوم هو في معركته ضد الثورة السورية أو لحماية نظام الأسد، لا حاجة لإثبات ذلك، الوقائع تتحدث. لكن على رغم اعتبار حزب الله أنّ من يسقطون من عناصر حزب الله نتيجة قتالهم في سوريا يتقدمون على سواهم ممن سقطوا في مواجهة اسرائيل. لذا ولأنّ عشرات الخطب لزعيم حزب الله بشأن استراتيجية القتال في سوريا، ربما هو مطالب بأن يقنع السوريين العاديين بصوابية معركته لأن الامر كانت نتيجته حتى الآن كارثية بالنسبة لهم.

إقرأ أيضاً: بطرسبرغ.. اسطنبول.. حلب.. طريق الدم والحرير

هل فعلا منع عن السوريين الأسوء؟ هل زاد تدخله من فرص العلاقة المتينة بين الشعبين في لبنان وسوريا؟ هل يستحق بقاء نظام الأسد ولحزب الله دور في بقائه، أن تجري التضحية بكل هذه الخسائر التي تجاوزت في حجمها البشري والمادي ما ارتكبته اسرائيل من قتل وتدمير في كل تاريخها؟
أعتقد أنّ السوريين واللبنانيين ملّوا من ترداد مقولات المقاومة وإسرائيل لا لشيء بل لأنّ مآسيهم أكبر من أن يتلهو بأناشيد المقاومة فيما بلديهما من سيء إلى أسوء..الكارثة السورية لا تعالج بالتلطي خلف العداء الخادع لإسرائيل بل بالإجابة على أسئلة الداخل، وأسئلة الدولة والمجتمع، والفتن التي انخرط فيها حزب الله من دون أن يتضح إن كان فعلاً حزب الله انتصر على اسرائيل في سوريا.

إقرأ أيضاً: ثمة من يتواقح ..لي شو في بحلب؟

التغني بالأمجاد لم يعد يكفي للتغطية على الكارثة السورية ونحن مقبلون نحو مزيد من الكوارث التي ستجعل من اسرائيل الحمل الوديع في المنطقة.. هذا أهم إنجاز شارك حزب الله في تحقيقه في الحرب السورية…ما كان يسميه حزب الله الاستكبار العالمي ها هو من يدير اللعبة وحزب الله ليس أكثر من بيدق فيها مهما ارتفع صوت العداء للاستكبار وللصهيونية…

السابق
ثمة من يتواقح ..لي شو في بحلب؟
التالي
منظمة العفو: 18ألف معتقل قتلهم جنود الاسد في 5 سنوات