خامنئي طلب من بوتين التدخل في سورية

علي خامنئي

اختلفت الأوساط الإيرانية في تفسيرها ما أقدمت عليه الحكومة في وضع قاعدة همدان الجوية تحت تصرف القاذفات الروسية التي تستهدف مواقع الحركات المعارضة في سورية والتي تصفها طهران بأنها «حركات إرهابية»، علی خلفية تفسيرات لنص دستوري يحظر منح قواعد عسكرية لجهة أجنبية وفق المادة 146 من الدستور الإيراني. وتقول مصادر إيرانية أن دعوة روسيا للتدخل في الأزمة السورية جاء بطلب من مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، حمله مستشاره للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي قبل أيلول (سبتمبر) من العام الماضي وسلمه شخصياً الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية النائب المحافظ حشمت الله فلاحت بيشه في جلسة مجلس الشوری الأربعاء، ان تفويض إعطاء مثل هذه التسهيلات لطائرات أجنبية لا تندرج في اطار صلاحية مجلس الأمن القومي الإيراني حسب الفقرة الأولی من المادة 176.

ولا تحمل الذاكرة الايرانية صورة «مشرقة» عن الدور الروسي مع ايران خلال المئة عام الأخيرة، خصوصاً أن الاتحاد السوفياتي السابق سلخ عدداً من الجمهوريات الايرانية واتبعها الى سيادته، اضافة الی وقوف روسيا مع جميع قرارات مجلس الأمن الدولي التي فرضت العقوبات الاقتصادية علی خلفية البرنامج النووي الإيراني.

وانتقد فلاحت بيشه «السياسة الروسية غير المستقرة حيال إيران» وتعاطيها المتذبذب مع الدول الغربية خلال الأعوام 1990 و1991.

لكن رئيس مجلس الشوری علي لاريجاني رد بأن إيران لم تمنح أي ترخيص بإقامة قاعدة عسكرية في إيران الى أي جهة أجنبية وقال: «إن القضية لا تتعدی تعاوناً مع حليف لنا في القضايا الإقليمية مثل سورية وهذا لا يعني أننا وضعنا قاعدة عسكرية تحت تصرف الجانب الروسي وإني أنفي أية معلومات أخری تناقلها بعض وسائل الإعلام».

وطالب فلاحت بيشه بتفسير «ماهية الضمانات التي تعطی لإيران في هذا المجال، والی أي مدی يمكن الثقة بالسياسة الروسية المتذبذبة حتی يتم منحها الأجواء الإيرانية».

وحذر السفير الإيراني السابق في اذربيجان أفشار سليماني من مغبة السماح لصورايخ «كروز» الروسية بعبور الأجواء الايرانية بعد السماح لطائراتها استخدام القواعد الايرانية. وأعرب عن اعتقاده بأن لا يمكن الحديث عن تعاون استراتيجي شامل مع روسيا في الوقت الذي لم تتعاون في حل المشكلات العالقة معها كقضية النظام القانوني لبحر قزوين.

من ناحيته، اعتبر علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلی ان استضافة قاعدة همدان الجوية للطائرات الجوية «غير مفاجئ» وانه جاء بناء علی تفاهمات سابقة مع الجانب الروسي، وان ايران وروسيا عقدتا اتفاقات عدة في الشهور الماضية تشمل التعاون الدفاعي».

وقال إن بلاده تنظر الی علاقاتها مع روسيا من زاوية استراتيجية وشاملة «وان العلاقات الاستراتيجية تتطلب التعاون في مكافحة الإرهاب» مشيراً الی ان لايران رؤية جديدة للشرق تتطلب علاقات استراتيجية مع دول مثل روسيا والصين.

ورای ولايتي ان التعاون الروسي – الايراني لا يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي «وإن کل خطوة تقدم عليها إيران تفسرها واشنطن بما يحلو لها وهو ما نرفضه نحن جملة وتفصيلاً».

الی ذالك، رأی رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي «أن القاذفات الروسية تتزود بالوقود في قاعدة همدان العسكرية وفقاً لقرار المجلس الأعلى للأمن القومي»، مشيراً الی أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعاون الرباعي بين إيران وروسيا وسورية والعراق.

ونفى معلومات إسرائيلية تحدثت عن نصب منظومات صواريخ «اس 400» روسية في قاعدة همدان الجوية وقال: «أنها أخبار كاذبة لا صحة لها».

(الحياة)

السابق
دعوة تكريم طلاب دورة الدعم لامتحانات البريفيه الإستثنائية
التالي
لماذا عرض نصر الله المصالحة على البغدادي؟