تفاصيل صفقة مضايا.. ودور المفاوض الإيراني

اتفاق جديد ما بين جيش الفتح من جهة و ميليشيات حزب الله من جهة أخرى يقضي بأخلاء 18 حالة مرضية من بلدة مضايا المحاصرة شريطة أخلاء مقابلها من بلدة الفوعة.

بإشراف الأمم المتحدة دخل ظهر اليوم الى بلدة مضايا وفد تابع للهلال الاحمر مؤلف من عدد من سيارات الإسعاف و قام بأخلاء 18 حالة مستعجلة من دون مرافقيهم , من ضمن الذين تم اخلائهم طفل رضيع لم يتجاوز عمره الاربعة أشهر مصاب بإنتان دموي و سوء امتصاص حرمت والدته من مرافقته لان شرط من شروط الاتفاق من قبل ميليشيات حزب الله عدم خروج اي مرافق مع المرضى , كما و خرج ضمن الجرحى الطفل يمان عز الدين الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشر عاماً المصاب بالتهاب سحايا فيروسي و هو الآخر أيضاً حرم من حنان والدته و لم يسمح لها بالخروج معه .
مصدر مسؤول عن عملية التفاوض في جيش الفتح رفض الإفصاح عن اسمه يقول : ” نحن نسعى دائماً لإخراج مثل هذه الحالات سواء من بلدة مضايا او الفوعة لكن العرقلة دائماً ما تكون من المفاوض الأيراني الذي لا يأبه بأرواح المدنيين و الذي يستغل سوء الوضع الطبي في بلدة مضايا و غياب الكوادر المختصة لكسب النقاط سياسياً “.

فك الحصار عن مضايا
فك الحصار عن مضايا

يضيف نفس المصدر: ” ان المفاوض الأيراني طلب حرفياً من جيش الفتح أخلاء ضباط ذوي رتب عالية من الفوعة , مقابل أخلاء الحالات المستعجلة من مضايا لكن الطلب هذا قُبل بالرفض و اشترطنا اخلاء الحالات الانسانية من اطفال و نساء ”
بخروج 18 حالة مستعجلة من بلدة مضايا يبقى هنالك اكثر من 100 حالة إنسانية صحتهم متدهورة بسبب النقص الحاد في الدواء و المعدات , حيث من اكثر من 110 أيام لم تدخل الى بلدة مضايا اي قافلة مساعدات سواء غذائية او طبية الامر الذي آثار خوف الكثيرين من عودة المجاعة من جديد الى البلدة .
الدكتور محمد درويش المدير الطبي في المشفى الميداني في مضايا يقول : ” ان الاوضاع الطبية في بلدة مضايا أخذة بالتدهور خصوصاً مع تأخر دخول المساعدات الطبية , صباح اليوم توفيت الطفلة شام خريطة و ذلك بعد ولادتها بأقل من 6 ساعات لعدم توفر الحاضنة لها و عدم توفر الدواء المناسب ”
و يناشد الدكتور درويش : ” على كافة المسؤولين عن ملفي مضايا و الفوعة التعامل مع الحالات المرضية المستعجلة بشكل اكثر انسانية و أخلائها من دون ضوابط او شروط سواء في بلدة مضايا او في الفوعة , ليس من المعقول ان نأتي بإصابات مماثلة في البلدتين مع كل عملية اخلاء لمصاب من احدهما ”
و طالب الدكتور درويش الأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤوليتها تجاه المحاصرين في بلدة مضايا و العمل بشكل عاجل لإدخال المساعدات أليها , حيث تعاني البلدة اليوم من شح كبير و غلاء في المواد الغذائية الرئيسية حيث وصل ثمن الكيلو الواحد من السكر الى اكثر من 30$ و الكيلو الواحد من حليب الاطفال الى أكثر من 100$ .

إقرأ أيضاً: بين إعلان مضايا وإعلان بيروت. دمشق!
ابو عمار حمادة ناشط بالمجال الاغاثي بالبلدة يقول : ” أن تأخر دخول المساعدات عن وصولها سيؤدي الى عودة المعاناة الى الواجهة من جديد , حتى اللحظة و بعد مرور أكثر من 8 أشهر عن المجاعة التي شهدتها البلدة عشرات الأشخاص لم يستشفوا بعد بسبب ضعف اجسامهم و عدم توفر الغذاء النوعي من لحوم و بيض و خضار, كل المساعدات التي تدخل عن طريق الامم المتحدة تقتصر على عدة انواع و هي الارز و السكر و البرغل و بعض البقوليات , في الوقت الذي يعاني فيه اكثر من 2000 شخص من مشاكل ناجمة عن سوء التغذية كالكواشيركور الناجم عن نقص البروتينات و نقص الكلس الحاد لطى الاطفال و المسنين ”
و يضيف ابو عمار حمادة متحدثاً عن الوضع الاغاثي : ” نعاني من صعوبة كبيرة في تامين المواد الغذائية الرئيسية كمادة حليب الاطفال حيث تقوم ميلشيات حزب الله باستغلال و بيعنا أيها بأسعار خيالية نظراً لحاجتنا الماسة لهذه السلعة “.

إقرأ أيضاً: حزب الله في الزبداني: جرائمٌ وصلت للشجر
مرور ما يقارب العام على اتفاقية الزبداني الفوعة و يبدو ان المنطقة تحتاج الى اكثر من 3 أعوام لتطبيق كافة بنودها المؤلفة من 11 بنداً, حيث من تاريخ تطبيق الاتفاق و الى تاريخ اليوم لم يتم تنفيذ الا بندين و هما خروج مصابي معركة الزبداني الذين وقعوا في تموز و آب العام الماضي و ادخال المساعدات بشكل متقطع .

السابق
النفي الروسي لجريمة عمران …اقبح من ذنب
التالي
#٣٨_عاماً_على_الغياب: هذا ما قاله محبو الإمام الصدر