مولدات الجامعة العربية تنفث السموم وأهالي طريق الجددة يحتجون

السكان القاطنون في محيط جامعة بيروت العربية في بيروت يعانون من مشكلة بيئية وصحية بامتياز،وهي ناشئة عن انبعاث دخان المازوت من عوادم مولدات الكهرباء الخاصة بالجامعة العربية، هذا الأمر دفع السكان الى رفع الصوت عاليا والمطالبة «بإنقاذ أهالي الطريق الجديدة من الكارثة البيئية».

منذ أكثر من سبع سنوات بدأت معاناة سكان محيط جامعة بيروت العربية – كلية الهندسة – في الطريق الجديدة، حيث وضعت الجامعة 5 مولدات كهربائية كبيرة وغرف مازوت مقابل المباني السكنية المحيطة بالجامعة، وعلى الرغم من المناشدات وشكاوى المواطنين المتضررين من المولدات بسبب الانبعاثات والسموم التي تنفثها المولدات إلاّ أنّ الجامعة لم تلقِ آذانًا صاغية لمعاناتهم.

اقرأ أيضاً: 30 ألف مولد كهرباء تهدد اللبنانيين في صحتهم!

المهندس محمد مزيك أحد سكان مبنى “فنينين” المقابل لمولدات التابعة لجامعة بيروت العربية أكّد لـ«جنوبية» أنّ «المولدات لا تبتعد المسافة القانونية المطلوبة عن المباني السكنية، مما يؤدي الى الضجيج وانبعاث رائحة المازوت، والدخان الذي يحمل الأضرار. وقد تواصلنا نحن المتضررين مع مسؤولين في الجامعة العربية ومنهم من هو برتبة مدير، ونحن نقدّم الشكاوى بشكل أسبوعي من أجل إيجاد حلّ وتلقينا وعودا متكررة، ولكن دون نتيجة».

وأضاف مزيك «إبني الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات يعاني من طرف ربو، ووجود هذه المولدات يشكل خطرًا على حياته، هدفنا هو المحافظة على صحة أبنائنا بعكس ما يروّج البعض، فنحن ليس لدينا أي سوء تجاه صرح الجامعة العربية بل نتمنى أن تكون مثالاً للحفاظ على البيئة».

وشدّد مزيك «طلبنا واضح وصريح وهو إزالة المولدات، ولا نرضى بأية تسوية على حساب صحتنا، ولأجل ذلك تقدمت بالشكوى مرتين إلى مخفر طريق الجديدة، وبسبب عدم التجاوب، تقدمت بشكوى ثالثة الى النيابة العامة وكانت النتيجة التأجيل والمماطلة وإقفال الملف».

وبدورها لفتت “سناء أبو راس” جارة مزيك في المبنى نفسه إلى أنّها تتواصل مع مدير الصيانة عصام قيسي بشكل أسبوعي منذ سنوات إلاّ أنّ الاجابة الدائمة هي أنّ الجامعة تلتزم بالمعايير ولن تزيل المولدات.

وأضافت أبو رأس التي تعاني والدتها من الربو وحالتها تتأزم يومًا بعد يوم أنّه «منذ أسابيع شبّ حريق بالمولدات، وعشنا حالة رعب من أن يصل الحريق الى خزانات المازوت، الذي كان سيؤدي الى كارثة حقيقية بسبب قربه من المباني السكنية»، وختمت أبو رأس «منذ سنوات نقفل بيوتنا شتاءً ونقفل الكلام عن الموضوع، لشعر بالضرر صيفًا ونعيد فتح الموضوع ووعودهم مستمرة بتركيب الفلاتر والكشف عن الاضرار إلاّ أنّ الخطوة الوحيدة التي ستغلق الكلام عن الموضوع هي نقل المولدات فهم يملكون مساحات بعيدة عن السكن، وإلاّ سنتجه إلى التصعيد».

وفي المقابل مصدر متابع للقضية من داخل جامعة بيروت العريبة فضّل عدم ذكر اسمه أكّد لـ«جنوبية» أنّ «الجامعة عيّنت لجنة واستشاريين ومهندس كهربائي لمتابعة القضية والتأكّد إن كان هناك أي ضرر تسببه هذه المولدات، وقد جرى فحص المولدات ومحيطها والمبنى الذي تصدر من أصحابه الشكاوى، والآن ننتظر تقرير اللجنة لكي نتخذ الاجراءات المناسبة».

وشدّد المصدر أنّ «الجامعة لن تتوانى عن اصلاح أي ضرر يتسبب لجيرانها، وإذا ثبت وجود أي ضرر سنعالجه بالطريقة المناسبة، ولكن إذا لم يثبت التقرير وجود الضرر فهذا يعني انه لن نتخذ أي اجراء كما يطالب السكان».

اقرأ أيضاً: فاتورة مولدات النبطية أدنى من «الطاقة»

يؤكّد السكان المتضررون من المولدات التي وضعتها الجامعة العربية مقابل مبناهم أنّهم محرومون من فتح نوافذ منزلهم وذلك لكي يحموا أنفسهم وأولادهم من تسرب الدخان السام إلى رئاهم المعرضة لمرض السرطان، وعلى الرغم من مناشدة القيمين على الجامعة، الّا أنّ المماطلة وعدم التعاون كان سيّد الموقف لسنوات. ولكن الخطوة الآن هي التواصل مع البلدية على أمل انصافهم.

السابق
خفايا موجة تسليم المطلوبين في مخيم عين الحلوة!
التالي
تعميم صورة موقوف بجرم جباية اموال مياه وكهرباء بطريقة احتيالية