أكد المتحدث الرسمي لفيلق الرحمن وائل علوان لـ”جنوبية” أنّ ” هناك تكتيك جديد تستخدمه فصائل الغوطة الشرقية المحاصرة ، حيث يحكم العدو الأسدي الخناق على الغوطة لأكثر من أربع سنوات، مستخدماً بذلك سلاح التجويع إلى جانب مختلف أسلحة القتل و التدمير المحرمة دولياً و التي يصلي بها أبناء الغوطة صباح مساء”.
مضيفاً “خاضت فصائل الغوطة مجتمعة و متفرقة في هذه السني العجاف أشرس المعارك مع العدو الأسدي و آلاف الميليشيات الطائفية الحاقدة التي استعان بها الأسد من لبنان و العراق و إيران و أفغانستان”.
وأشار علوان أنّه “من معركة ” الله أعلى و أجل ” إلى معارك اليوم سجل طويل من المعارك الكبيرة التي خاضتها الغوطة الشرقية بما في اليد من السلاح و العتاد حيث السلاح التقليدي في مواجهة أعتى آلات الحرب ، و التصنيع المحلي البسيط مع ما أتاحه الإبداع الفردي كبديل عن المضادات و الأسلحة النوعية”.
ولفت أنّه ” مع طول الحرب و القتال و خوض معارك الاستنزاف لجأ العدو الأسدي لسياسة التدمير المفرط أو ما يسمى في التكتيك العسكري بخطة الأرض المحروقة ، و التي تعتمد على شق طريق التقدم في الأماكن الزراعية و السهول المكشوفة بمختلف أنواع الصواريخ و القذائف و الألغام ثم الإستيلاء على الأرض بالمدراعات و رفع السواتر الضخمة بالجرافات العسكرية المدرعة معتمدين على ندرة المضادات النوعية للدروع،و هذا ما لجأ إليه العدو الأسدي لحصار بلدة المليحة و الاستيلاء عليها بعد تدميرها منتصف عام 2014 و كذلك معارك عدرا آواخر العام ذاته”.
وتابع علوان مؤكداً “لكن هذا التكتيك الهمجي المدمر لم يسعف العدو الأسدي إلا في الجبهات المفتوحة ذات الأراضي و السهول الواسعة بينما تبقى جبهات المدن و الأبنية صامدة و تستنزف محاولات العدو اللامتناهية للتسلل و اقتحامها”.
مشيراً “بهذا التدمير الكامل الذي استطاع به العدو الأسدي التقدم لجنوب الغوطة الشرقية في بالا و دير العصافير و بزينة و حرستا القنطرة ثم ميدعا و أجزاء من حوش الفارة و غيرها، الأمر الذي استدعى فصائل الغوطة الشرقية لتكتيك جديد مختلف تماما عن المعارك السابقة الطويلة و التي تتسم بالمواجهة و يكون الهدف منها التقدم و التحرير”.
إقرأ أيضاً: بعد حلب الغوطة مقبرة الغزاة
وأوضح علوان أنّه “من هذا التكتيك الجديد معركة ولا تهنوا في الشهر السادس من عام 2016 و خاضها فيلق الرحمن على جبهة جسري ثم معركة ذات الرقاع 1 و ذات الرقاع 3 بداية الثامن من عام 2016 و خاضها جيش الإسلام على جبهات ميدعا و مرج السلطان، ثم معركة و لا تحزنوا التي أطلقها فيلق الرحمن صباح 18 أغسطس آب لعام 2016”.
وتابع مفسراً “اعتمدت هذه العمليات و التي أطلق عليها اسم معارك على التسلل و استثمار ثغرات في صفوف العدو ثم مفاجأته بضربات موجعة و قاسية حيث تتمكن القوات المهاجمة من قتل أكبر عدد في صفوف العدو و تدمير مدرعات و آليات و عتاد له و اغتنام ما يصلون له من الذخائر و الأسلحة الخفيفة و أحيانا المتوسطة و العودة بأقل الخسائر ، و في بعض هذه العمليات استطاعت الفصائل تحرير بعض النقاط مما ساهم في تحسين واقع الجبهات و نقاط الرباط”.
إقرأ أيضاً: بطرسبرغ.. اسطنبول.. حلب.. طريق الدم والحرير
وختم علوان مؤكداً أنّه “باستمرار فصائل الغوطة بهذا التكتيك من العمليات النوعية السريعة يتحقق المستوى الأعلى من إرباك العدو و استنزافه إلى جانب الاستمرار في صده و الاشتباك معه في باقي الجبهات الساخنة، و هذا ما يساعد في تخفيف الضغط على جبهات الغوطة و غيرها و يرهق عناصر جيش الاسد و يؤثر على معنوياتهم و جاهزيتهم”.