الأزمة السورية كشفت التقارب الإيراني – الإسرائيلي وحزب الله مجرد أداة..

الطائرات الروسية تنطلق من إيران لتقصف المجموعات المعارضة في سوريا، خبر عادي قد يراه البعض لكنّه في الحقيقة مفجع لأنّه يؤكد مجدداً أنّ القيادة الإيرانية تريد أن تستثمر كل شيء حتى دمار سوريا لعقد صفقاتها مع الدول الكبرى على حساب سوريا.

مفجع لأنّه يأتي في سياق التنسيق الروسي الاسرائيلي ولا سيما على صعيد الطلعات الجوية العسكرية فوق سوريا وفوق المتوسط، مفجع أيضاً لأن الإيديولوجيا الإيرانية التي طالما كان إعلان عدائها لإسرائيل معيارها لشيطنة الاخرين وتآليههم .
إيران تقدم أوراق اعتماد لسلوكها السلس تجاه اسرائيل في سوريا والضامن هو الصديق المشترك روسيا.

ربما واشنطن لم تكن شديدة الإعتراض على هذه العمليات الروسية انطلاقاً من المطارات الإيرانية. لأنّ اسرائيل لم تستفز أصلاً من هذا السلوك.

إيران عملياً تقترب من اسرائيل بنظام مصالح مشترك يقوم على ضمان حدود اسرائيل الشمالية واسرائيل تشجع في المقابل الدور الإيراني في سوريا بضمانة روسية.
اللعبة تزداد انكشافاً وادعاءً أولوية العداء لإسرائيل الصادرة من إيران لم تعد تنطلي على أحد. إيران تعادي المعارضة السورية والثورة السورية أمّا اسرائيل فهي الدولة التي تزداد دلالاً في سوريا وفي المنطقة واستخدام المطارات الإيرانية للطائرات الروسية هي مزيد من رسائل الود الإيراني تجاه اسرائيل.

إيران تدرك حاجة اسرائيل لدورها واسرائيل تدرك في المقابل الحاجة الإيرانية لوجود اسرائيل لكن الهدف لا إيران ولا إسرائيل. الطرفان يريدان مزيداً من النفوذ في المنطقة العربية ولو من خلال حرب شعارات إيديولوجية فارغة بين اسرائيل وايران…

حزب الله ليس أكثر من أداة في هذه اللعبة ضد كل ما هو عربي لا يسلم لإيران، وضد كل عربي تسوّل له نفسه قتال اسرائيل عبر حدودها الشمالية.

السابق
بالصور: قائد عمليات النظام يسقط قتيلاً على يد الثوار
التالي
المغرد السعودي مجتهد: محمد بن سلمان خسر حرب اليمن