إشكال الصرفند: حزب الله يرضخ لأمل وينزع شعاراته وصوره‏

إندلع أمس إشكال أمني في بلدة الصرفند – قضاء الزهراني جنوب لبنان، بين عناصر من حزب الله وآخرين من حركة أمل آخرين على خلفية تمزيق صور لشهداء الحزب في البلدة. هذا الإشكال تطور فوصل إلى حد إطلاق النار. فما خلفيته وماذا قال رئيس بلدية الصرفند لـ"جنوبية".

على قاعدة “أوعى خيّك” إنتهى اشكال الصرفند بين مناصرين لـ”حزب الله” وآخرين لـ”حركة أمل”، الذي وقع أمس في البلدة وأثار جدلا كبيرا على خلفية تعليق وتمزيق صور في البلدة تخصّ الطرفين.

ولم تعرف فورا خلفية هذا الخلاف الحاصل، فاكتفي بما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي من مشاهدات لتمزيق صور، ورصد تجمعات لسكان البلدة، مع العلم ان الجنوب يشهد في هذه الايام التي تسبق عادة احياء ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر في ليبيا كما كلّ عام، تعليق صور وشعارات لحركة أمل.

وتضاربت الروايات حول أصل الإشكال، فتحدثت الرواية الأولى عن إقدام شبّان مناصرين لحركة “أمل”على تمزيق صور لشهداء الحزب من البلدة قرب مجمع الإمام علي عند الدوار، الأمر الذي استفزّ أنصار الحزب ودفع بعضهم للرد بتمزيق صورة للسيد موسى الصدر والرئيس نبيه بري، في وقت تتهم الرواية الثانية أنصار “حزب الله” أنهم هم من بادروا بتمزيق الصورة ما استدعى ردّاً من مناصري أمل.

ونقل احد شهود العيان ان الاشكال بدأ بتلاسن بين الطرفين ثم ما لبث أن تطوّر الى سحب سلاح واطلاق نار ما ادى الى استقدام تعزيزات للجيش اللبناني والقوى الأمنية الى المنطقة لفض الاشكال

رئيس بلدية الصرفند علي خليفة الذي أكّد أنه جرى تضخيم الإشكال عبر مواقع التواصل حتى أخذ حجم أكبر من حجمه بكثير، ونفى أن يكون طرفا النزاع هما حزب الله وحركة أمل في البلدة”.

حزب الله وحركة أمل
وأشار خليفة إلى أن “كل التنظيمات الحزبية يوجد فيها عناصر غير منضبطة”. مضيفا “وفي هذا الاشكال هذا ما حصل، مؤكدا إلى أن الإشكال فردي وأن 90% من الأشخاص الموجودين أثناء الإشكال كانوا من المتفرجين”.

وعن سبب الإشكال قال إن “أحد العناصر خرج عن قرار تنظيمه وجاء الردّ بالمثل ولكن هذا لا يعني أن الإشكال على مستوى الحركة والحزب ككل في البلدة”. وأوضح هوية العنصر الغير منضبط فقال أنه عندما “تجمّع الأهالي تم إطلاق النار من قبل عنصر من حزب الله لتفرقتهم، وقد عوقب الفاعل من قبل تنظيمه لأن اطلاق النار أمر مرفوض”.

وخلص خليفة إلى أن “الإشكال تم تداركه على الفور ولم يتطور، وعلى هذا الأساس عقد إجتماع بعد ظهر أمس بين القيادات الحزبية للحركة والحزب بحضور القوى الأمنية وتمّ حلحلة الامور”.

وعلى رغم من محاولة الثنائي الشيعي لفلفة الموضوع، وتصويره بأن الحادثة فردية، إلّا أن مصدرا خاصّا من البلدة قال لـ”جنوبية” إن الإشكال تطور حتى أخذ منحى تصاعديا، مؤكدا أن الإشكال إنتهى بالإتفاق على منع حزب الله من تعليق صور أو لافتات بدون إذن وموافقة مسبقة من بلدية البلدة المحسوبة على حركة أمل، وبحسب المصدر خرجت أمل منتصرة من الإشكال.

إقرأ أيضاً: بالصور: تمزيق صور متبادل بين حزب الله وحركة أمل في الصرفند

وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على الحساسية بين الطرفين في الصرفند، حيث يغلب صوت أمل والذي يبدو أنه أثار حفيظة حزب الله، سيما أنه الحلقة الأضعف في البلدة، وبالتالي المسألة أكبر من تمزيق او تعليق صور. وحسب المثل اللبناني “القصة ليست رمانة بل قصة قلوب مليانة”.

والمعلوم بحسب مصدر من أهالي البلدة أن حزب الله في الصرفند منعزل ومنزو على نفسه على صعيد البلدة بشكل عام، فلا يتحرّك الحزب إلّا لشأن خاص به حصرا ويمسه بشكل مباشر كمسألة إزالة الصور، ويعتبر أنه مغلوب على أمره في وقت هو بحسب المصدر قادر على أن يكون جهة لها نفوذها وتواجدها في البلدة، إلا أن جلّ ما يفعله هو محاولة جذب عناصر أمل لصفوفه، وهو ما خلّف تنافرا بحسب المصدر.

إقرأ أيضاً: «أمل» تستعد لمهرجان الصدر بـ«قرصة» لـ«حزب الله»

وعن حركة أمل، فبحسب المصدر أمر غير مستغرب أن تفتعل إشكالا كبيرا على خلفية صورة، فأي إستفزاز تقوم به جماعة الحزب في البلدة تهب جماعة الحركة وتستنفر بوجههم من القيادة إلى أصغر عنصر أيا كان سبب الاستفزاز.

ويؤكد المصدر أن الخلاف أكبر من خلاف فردي وليس عابرا، فهناك تدخل من قبل القيادات على مستوى عال، مشيرا إلى أن هناك أمرا من مسؤول عسكري في أمل بإزالة جميع صور شهداء حزب الله عن الطرقات.

السابق
هكذا يفلس سعد الحريري
التالي
اشكال في حي السلم واطلاق نار